عقدت سفارة فنلندا بمصر بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للمرأة، حلقة نقاشية حول المرأة في مصر.
حضر الحلقة وزير الخارجية الفنلندي تيمو سويني، والذي كان مشاركًا في المنتدى العالمي للشباب.
قال “سويني”: ” إن فنلندا تحتفل في ديسمبر المقبل بحلول مائة عام على ذكرى استقلالها. وقد تحولت فنلندا خلال تلك السنوات من دولة زراعية إلى دولة تتسم -نسبيا- بالرفاهية. وأحد أهم تلك الأسباب التي أدت إلى تقدم المجتمع الفنلندي هو تعليم الفتيات تعليمًا صحيًا وهو الذي أعطاها أكثر مما كنا نتوقع.
وفي فنلندا نحن مرتبطون بالمساواة، فنحن أول دولة أعطت للمرأة حقي التصويت والانتخاب في ١٩٠٦. والآن، فالمرأة في بلادي في أرفع الوظائف كما نجدهم بين أصحاب المشروعات.”
وأشار “سويني” إلى أن المرأة المصرية لها دور في تقدم المجتمع المصري، ملمحا إلى إعلان القاهرة المتعلق بالأهداف التنموية للألفية المعنية بالنساء والفتيات والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المنطقة العربية في عام ٢٠١٥، لافتا إلى أنه ينتظر التنفيذ.
وأوضح “تيمو سويني” أن المساواة بين الرجل المرأة، هو طريق طويل من العمل مع المؤسسات الحكومية ومنظمات العمل المدني والمنظمات الدولية الوطنية.
وشدد وزير خارجية فنلندا على أهمية تعاون الشعوب في تلك المسيرة ملمحًا إلى أنه بالرغم من تحقيق المساواة في أغلب الأمور في فنلندا إلى أن الطريق مازال طويل هناك، فهناك –بحسبه- العديد من المجهودات لوقف العنف ضد المرأة لكن لم يبلغوا إلا القليل.
وقال: “يجب أن يكون الرجال معنا في هذا الأمر. ولا يجب أن يلام النساء على العنف اللائي تواجهنه بل يجب أن يلام الجاني على ذلك.”
وأضاف: “إن حقوق الإنسان حقوق عالمية ينبغي أن يتمتع بها كل البشر، ولذا لا يجب أن نستغل الدين والعادات لانتهاك تلك الحقوق. كما لا يجب أن تضع الحكومات العراقيل أمام تحقيق تلك الحقوق.”
كما تحدث وزير الخارجية الفنلندي عن مفهوم الأمن، مشيرا إلى أنه أصبح لا يقتصر على النظرة العسكرية فقط، بل أصبح يتطرق أيضا إلى حقوق الانسان، لافتا إلى أن الدول التي تحترم حقوق الإنسان هي دول مستقرة، لافتا إلى أن الصراعات لا تبقى داخل حدود دولها بل يمتد إثرها إلى دول ومجتمعات أخرى.
وأكمل قائلا: “كما أن حقوق النساء هي حقوق إنسان، فالمرأة أيضا تقوم بدور حيوي في تحقيق ذلك، فالنساء تؤثرن في أسرهن وبالتالي يؤثرون في مجتمعاتهن.”
وقال:”النساء يعانين أكثر في المجتمعات المتطرفة، فيوضع عليهن قيودا في الخروج والمشاركة، ويجب علينا أن نخبرهن بحقوقهن وإلا سينسحبن تدريجيًا، فإذا كنت محروما ستقبل أي عرض مهما كان سيئاً. عندما تعاني المرأة فالمجتمع بأكمله سيندم.
وتابع: “لقد تضمن إعلان المرأة أنه يجب أن تشاركن في حل المنازعات، فالمرأة عندما تفكر فهي تضع المجتمع ككل في حسبانها، لكن لا نجد تنفيذ هذا في الواقع، فالنساء غائبات عن طاولات المفاوضات، وهو دليل على قلة تواجد النساء في كل مواقع المجتمع، لأنه إذا تواجدن بهذا الشكل لن يتم استبعادهم.”
ثم ختم كلمته قائلًا: “إذا كنا نريد الرخاء المستدام لابد من تنفيذ حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، ويمكننا أن نفعل ذلك سويًا.”
أما منى عمر عضو مجلس إدارة المجلس القومي للمرأة فأوضحت أنه على خلاف الشائع فإن هناك في مصر ١٠٦ ذكر لكل ١٠٠ أنثى. الأميات من النساء يبلغن ٣٠.٨٪ ، ٣٨٪ منهن في الريف، أما الحاصلات على درجة جامعية ارتفع عددهن منذ ٢٠٠٦ ليصل إلى ١٢.٤٪ . وعلى عكس ما يشاع أيضا فإن نسبة الزواج المبكر تبلغ ٢.٤٪ من نسبة المتزوجات.
أما هانيا الشلقامي أستاذ مساعد بمركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية ومنسقة الدول العربية الإقليمية لمشروع طرق تمكين المرأة، فأشارت إلى أن من المهم حاليا توفير حماية اجتماعية للمرأة وبرنامج رفاه. وقالت “إن ما نحتاجه من أجل تمكين المرأة في المستقبل هو حرية تخيل المستقبل لأن نظرتنا لكل شيء سوف تتغير مثل ما هي قيمة العمل أو لماذا نعمل، كما تعتبر الثقافة تحدي من التحديات، فالمجتمع المصري لازال مرتبط بمورثاته الثقافية لكن الثقافة شيء حي متجدد، ونحن نريد ثقافة الحب والمساواة والتضامن.”
وختمت قائلة: “لقد اهتممنا بالمرأة لدرجة اننا نسينا الرجل، فهو ايضا ضحية العنف المجتمعي ويجب علينا أن نركز على المصريين كافة.”
ووافقها في ذلك محمد الناصري المدير الإقليم لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، مشيراً إلى أن الرجل في الشرق الاوسط يعاني من الضغوط والأعباء بسبب الثقافة السائدة.
وأوضح ناصريي أن في 2011 ارتفع سقف طموحات مجتمعات المنطقة العربية بما فيها المرأة، لكن الآن المرأة عادت إلى مربع الصفر الذي انطلقت منه، مشددًا على أهمية التواصل بين الرجال والنساء.