تاريخ الحرمان وجغرافيا الوحدة والخوف من المجهول، ولا يقتصر علي الفقراء، لكنهما يصيبا القادرات أيضا، فبينما تصرخ بنات الغلابة وجعا لأنهن لا يملكن تكلفة الستر الذي يأتي إلي عتبات أبوابهن، في سن صغيرة، نجد القادرات اللواتي رفضن الزواج في سن مبكرة حتي فاتتهن فرصة ثمينة، فلحقن بقطار الندم، ويخشين أن يلحق بهن قطاع الوحدة، وتصرخ الأسرة التي لا تمتلك المال الكافي للإنفاق علي العروس وجهاز العروس، وطلبات العريس، وطلبات أهل العريس، وكذلك تصرخ الأسرة التي تخشي أن ترى وجه المدفن قبل أن تري ابنتها في ثوب الفرح رغم أنها لا تحتاج للمال.
التقيت بفتاة في العشرين من عمرها، وامرأة في الثانية والخمسين من عمرها، كلتاهما تبحث عن شريك الحياة، الصغيرة وجدته، لكن القدر يحرمها الارتباط بسبب ضيق ذات اليد، والثانية حاصلة علي درجة الدكتوراه في أحد الفروع العلمية، وتعمل بوظيفة مرموقة وليس لديها سوي والدتها، التي توشك علي فراق الحياة بهمومها، وتخشي علي ابنتها من الوحدة، تصادف وجود الاثنين في ذات اليوم، خرجت الصغيرة لتدخل الكبيرة، وبشكل خارج عن إرادتي عقدت المقارنة بينهما، لماذا يا رب لا تمنح كل واحد منا سؤال قلبه؟ لماذا يئن الجميع، كل بمواجعه يحيا؟ لماذا تمنح المال فتغيب راحة البال وتمنح شريك الحياة فتغيب تكلفة الستر، تمنح السكن فيغيب الونس؟
استمعت للصغرى التي لا تستطيع شراء ملابس ولا مفروشات ولا أجهزة كهربائية، والعريس بالكاد حصل على سكن إيجار جديد ويعمل كهربائياً، زواجهما بعد أسبوعين، والشقة خاوية إلا من حجرة النوم التي جاءت بها الكنيسة، والأنتريه الذي جاء به العريس، الصغيرة الباكية لم تتحدث عن احتياجاتها كثيراً لكنها تحدثت عن آمالها في تكوين أسرة، وكيف تجاهد ويجاهد أبيها الذي يعمل أرزقياً علي باب الله في الفاعل، ووالدتها التي تخدم في البيوت، كانت تتحدث عن المستقبل بحب وأمل، رغم الحاجة، بانتظار لفرص حياة أفضل ما دامت في حضن رجل تحبه ويرعاها.
خرجت من مكتبي لتدخل الكبرى، شهادة رفيعة، حالة اجتماعية جيدة، وظيفة مرموقة، جمال معتدل رغم أنها خطت في بداية الخمسينات، واعتادت على مساعدة باب افتح قلبك بمساهماتها المستمرة منذ سنوات، قلبها عطوف ورحيمة بالمحتاجين، لكنها حزينة، خائفة من المستقبل، قالت في تردد: أتيت إلى هنا لأجد من أتحدث إليه بشفافية، دون خجل أو حسابات، كبرت وترعاني والدتي التي أرضعتني الخوف من الزواج، وزرعت في قلبي بذور التوجس من كل رجل، هاجر والدي وتركني صغيرة ثم عاد ورحل إلى السماء ولم ارتبط به، ترعرعت في نفس المناخ الطارد للرجال، ليتصادف وجودي وسط مجموعة زميلات وصديقات لديهن تجارب فاشلة، فابتعدت عن الارتباط، لم أعرف معنى الحب، ولا الرومانسية، لم أعرف كيف يتعلق قلبي برجل، انحصرت فكرتي عن الزواج في أنه مرمطة، ورفضت كل من تقدموا للزواج مني. أراهم اليوم آباء لشبان وشابات، نادمة أفتش في تاريخي عن سبب موضوعي لبقائي بدون أسرة ولا أجد، شاخت أمي وساءت حالتها الصحية، وقد يأتيها نذير الموت في أي وقت، ماذا سأفعل حينها، هل أحيا وحيدة، الوحدة قاتلة، الوحدة تفتك بالعقل والنفس والجسد، سيتخلى عني الجميع، أعلم هذا، حتى من لديهم فشل في زيجاتهم وحياتهم ممتلئة بالمعاناة أفضل حالا من اللاشيء، أشعر أن القدر يخبئ لي مصيراً مظلماً بعد رحيل والدتي، هل يمكن أن أتزوج الآن وبعد أن بلغت هذه السن الكبيرة؟ هل يمكن أن أحيا في ظل رجل، وأشعر بما لم أشعر به وأنا في سن الشباب؟
هل يمكن أن يقرأ من لهم مثل ظروفي هذه السطور ثم يتلقطون إشارة الحياة؟ أنا أبحث عن زواج الونس، الونس الذي يحتاجه الناس في مثل أعمارنا، ويكملون به حياتهم وسط من يحبونهم ويرعونهم في مجتمع لا يرحم، خاصة من الإناث مجتمع جاحد أحيانا، وطامع أحيانا أخرى، مشوه في بعضها نعم أبحث عن زوج يرعاني، بعد أن اكتشفت أن الحياة لا تساوي شيئا بدون أسرة ورفيق عمر، ومهما بلغ المرء من مناصب أو مكانة اجتماعية، وتقدم مهني لا يعني ذلك شيئا حينما يدخل غرفته ويغلق بابه، ولا يجد من يحاوره اللهم إلا نفسه في المرآه، لكن يظل داخلي خوف من التجربة فهل يمكن أن أنجح بعد أن تخطيت الخمسين؟
استمعت إليها بتركيز شديد، ولمست صدق رغبتها في الارتباط، ورغبتها في الحياة بكل تفاصيلها التي حرمتها الأقدار منها، وها أنا أعرض علي قراء افتح قلبك قصتها المختصرة جداً، فمن يجد نفسه أو في قريب لديه شخص مناسب لها، فليتصل بنا والاتصال للجادين فقط..
استغاثة عاجلة
وصل باب افتح قلبك حالة جراحة عاجلة، حيث تعرض سائق تاكسي لعدة جلطات مفاجئة بجسده كله، تم نقله لأحد المستشفيات بشبرا، التي قرر الطبيب المعالج فيها وجوب تركيب دعامات، ثمن الدعامات وجراحة تركيبها يتخطى 70 ألف جنيه، والرجل ”على باب الله” من أين له بسبعين ألف جنيه؟ كما أن جهاز تركيب تلك الدعامات بالفخذين والحوض غير موجود سوى في مستشفى الحياة والمستشفى الإيطالي، وكلاهما تكاليفه مرتفعة جداً، لكن ما باليد حيلة، نحاول جمع المساهمات عبر رسائل التليفون، لكن ضخامة المبلغ تمنعنا من الوصول للرقم المرجو، لدي إيمان كبير أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وكل جنيه تتم المساهمة به يشارك في إنقاذ حياة الآخرين وأولهم هذا الرجل.
تواصلوا معنا عبر المحمول 01006058093 – 01224003151
تليفون أرضي بجريدة وطني 0223927201
البريد الالكتروني: [email protected]
البريد: مؤسسة وطني للطباعة والنشر – باب افتح قلبك ، 27 ش عبد الخالق ثروت، القاهرة