المحبة.. من صفات الله الذاتية، فالمحبة تظهر لنا رحيمة غافرة، لا تجازي عن الشرّ بل تغفر وتنسى الإساءة و لا تكافئ بالاستحقاق بل بالرحمة، فالرحمة تفتخر على الحُكم. إذاً من محبة ربنا أنه يرحمنا كلنا ولا يكافئنا بسوء أفعالنا بل يغفر ويسامح.
ويقول في (اش43: 24 ، 25 ) ” لم تشترِ لي بفضة قصباً وبشحم ذبائحك لم تروِني، لكن استخدمتني بخطاياك وأتعبتني بآثامك . أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها ” و في ( مز69: 7) “لأني من أجلك احتملتُ العار. غطى الخجل وجهي” . و في ( اش44: 22 ) ” قد محوتُ كغيمٍ ذنوبك وكسحابة خطاياك، ارجع إليّ لأني فديتك “.
إن لم تكن قادراً على الغفران، قـل لربنا: يارب أنت تعلم أني غير قادر على المغفرة لهذا الشخص، تعال واغفر له من خلالي ” بمحبة الله المنسكبة في قلوبنا بالروح القدس المُعطَى لنا ” ( رو5: 5 ) . فنستطيع أن نفعل هذا بالروح القدس الذي من قبل صلاحه وطيبة قلبه غفر لنا ويغفر للكل وإلى آخر الدهور لأن رحمته إلى جيل الأجيال للذين يحبون اسمه القدوس .
الله لا يطالبنا بما علينا، بل يطالبنا بأن نكون رحماء كما هو رحيم بأن نغفر للمسيئين إلينا. الغفران هو أن نترك الدينونة لله كما قال: ” لي النقمة أنا أجازي يقول الرب ” ( رو12 : 19 ) . الغفران موهبة رحمة الله، كما قالت المرأة لنابليون القائد ليرحم ابنها، فكلمة رحمة تعني عطاء لآخر لا يستحقه لأجل مساوئه .
أريد أن تعرف كيف تغفر للآخرين ؟
الغفران عمل الإرادة: فلو كانت إرادتك في يد الله فسيمنحها الغفران، أما إذا كانت بعيدة عن الرب يسوع فستكون في يد غيره، الذي سيمنحك فأساً تقطع به حبل الحب والمغفرة والقوة والقدرة على كل فضيلة فتصبح خالياً من النعمة إلى الأبد . !!
الغفران عمل قلب مملوء بعمل الروح القدس معطي الحياة والسلام والبر والقداسة.. القداسة التي بدونها لن يرى أحد الربَّ ( عب12: 14 ) .
+ ولإلهنا كل المجد والكرامة من الآن وإلى الأبد . آمـــــيــن +