نظم المعهد الفرنسي بالمنيرة ندوة بعنوان “ملكات الدولة القديمة وأهراماتهن، آخر اكتشافات البعثة الفرنسية السويسرية بسقارة”، وذلك في إطار اللقاءات الأثرية المقامة شهرياً بالتعاون مع المعهد العلمي الفرنسي للآثار الشرقية.
تحدث بالندوة فيليب كوللومبرت philippe collombert أستاذ علم المصريات في جامعة جنيف ومدير البعثة الفرنسية السويسرية بسقارة عن نتائج التنقيب بجبانة الملك بيبي الأول بسقارة والتي بدأت منذ العام 1936.
وقال كوللومبرت: إن الموقع ينتمي بشكل رئيس إلى عهد بيبي الأول 2250 ق.م ، حيث يوجد به آثار بداية من بيبي الأول وحتى نهاية الدولة الوسطى، ويستمر استخدامه لكن بشكل متقطع حتى العصر المتأخر.
ومن بين الملكات اللاتي تحدث فيليب كوللومبرت عنهم الملكة بهنو behenou وهي زوجة الملك بيبي، موضحاً أنه حتى الآن لم يتم تحديد إن كانت زوجة الملك بيبي الأول أم بيبي الثاني، لافتاً إلى أن هناك ما يرجح كونها زوجة الملك بيبي الأول.
وقال كوللومبرت: إن الملكة بهنو هي أول ملكة في تاريخ مصر يوجد في هرمها متون أهرام، تلاها بعد ذلك ملكات أخريات، مما يطرح فرضية أنها كانت الوصية على العرش في عهد الملك بيبي الثاني، بسبب أنه حكم وهو في سن السادسة، مشيراً إلى تمثال للملك بيبي الثاني موجود بمتحف بروكلين، وفيه يظهر الملك بجسم طفل ورأس ملك شاب ناضج يجلس على حجر الملكة بنهو، مما يعضد فكرة أنه هو من تولى العرش ولصغر سنه فكانت هي الواصية عليه وعلى الحكم, وهو ما يفسر فكرة وجود متون أهرامات في هرمها حيث إنها منحت لنفسها صلاحيات عدة خلال فترة وصايتها, وهو الأمر الذي يرجح أن بنهو كانت زوجة بيبي الأول والد بيبي الثاني والذي تولى الحكم بعد أخيه نمتيمساف الأول والذي حكم لفترة قصيرة.
متون الأهرام هي نصوص دينية كُتبت بالخط الهيروغليفي في غرفة الدفن بالهرم والغرف المجاورة لغرفة الدفن.
وقد أوضح كوللومبرت أن متون أهرامات تم اكتشافها مؤخراً من خلال الكشف عن العديد من الشظايا، وفي 2010 قامت البعثة بجمع وتنضيف الشظايا التي يتكون منها النص، وحتى الآن فقد تم جمع آلاف الشظايا المهمة من النص وهي قيد التجميع والدراسة في باريس تحت إشراف كاثرين برجر catherine berger وماري نويل فرايس marie noelle fraise.
ومن الأمور التي ذكرها كوللومبرت أيضاً والتي تشير إلى أن بهنو كانت الواصية على عرش بيبي الثاني هو نص كُتب بمناسبة افتتاح معبد في زمن بيبي الثاني وهو مكتوب فيه “قام جلالته من أجلها بافتتاح المعبد” وبافتراض أن الهاء هنا تعود على الملكة بنهو، فإننا نلاحظ مكانتها الكبيرة لديه.
كما تحدث باحث الآثار فيليب كوللومبرت عن بعض الاكتشافات الأخرى بالموقع مثل كشفهم عن 250 جمجمة إلى جانب عدد كبير من مومياوات الأبقار.
كما تحدث عن مسلتين صغيرتين للملكة “إينيك “ Inenek تلك المسلات هي فريدة من نوعها لأنها المسلات الوحيدة التي تتكون من قطعتين.
“إينيك “حصلت على منصب وزيرة وملكة، وهي زوجة الملك بيبي الأول، والمجمع الخاص بها في جبانة بيبي يعتبر واحد من المجمعات المنظمة جداً، ويحتوي إلى جانب هرمها الأساسي هرم ستالايت، والهرم الستلايت هو هرم أصغر من الهرم الرئيس ويقع في داخل حرمه لكن مهمته لا تزال غير واضحة.
وتطرق كوللومبرت أيضاً إلى أسماء الملوك والملكات، مشيراً إلى أن لكل اسم معنى، طارحاً أخنسبيبي الثانية كمثال، فهناك من يرى أن معنى الاسم هو “هي تهب الحياة لبيبي” وهناك من يترجمه “بيبي يعيش من أجلها”. موضحاً أن الاسم عادة ما يكون مختصر لجملة تعطي معنى، وفي حالة أخنسبيبي فإنه لم يستدل على الكلمات المكونة للاختصار بعد.