أختتمت مؤخراً فاعليات “معسكر العمل 2017” بكنسية السيدة العذراء مريم بالفجالة لخدمة أخوة الرب بقرى بعض المحافظات الفقيرة – وهدفها الأكبر هو الإحساس بالآخر و تقديم خدمة بدون الوعظ أو التربية الكنسية – والذي عقد هذا العام تحت شعار “من يدك أعطيناك”، بمشاركة نيافة الحبر الجليل الأنبا روفائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس، ببيت رهبانية الفرير المصرية التابع لكلية سان مارك ببرج العرب، حيث اتسم المعسكر هذا العام بالكثير من التجديد والتطوير سواء فى الشكل أو المضمون.
وكانت البداية الأولى لافتتاح برنامج “المعسكر” مع كلمة الأنبا روفائيل الذي أكد فيها أن هذا العمل ينطلق من مبدأ “الجسد الواحد في الخدمة”، مشيراً إلى أن مثل هذا العمل يُمكن أن تقوم به جهات وأشخاص آخرين، لكننا نؤديه من منطلق أننا أعضاء في جسد واحد وهو السيد المسيح، منوهاً أن أجهزة الجسم المختلفة لا تعمل كل واحدة من تلقاء نفسها وإنما بمساعدة الأعضاء الأخرى بجسم الإنسان، وذلك في إشارة إلى مدى أهمية تكامل أعضاء الفريق في إنجاح العمل ككل وإخراجه في أحسن صورة.
وأضاف نيافة الأنبا روفائيل قائلاً : كل عضو له وظيفته والكل يُكمل الآخر نظراً لتعدد مواهب كل عضو على حدى، حتى وإن كان هذا العضو جمالياً، لكن الجسم لا يستغنى عنه، مؤكداً أن المحبة هي أجمل شيء في الوجود ولذلك يجب أن نتمسك بها على أن تكون بمنتهى النقاوة وكما أشارت كلمات الكتاب القدس مثل : ” أعطو بسخاء ” و “المُعطى المسرور يُحبه الرب” و “مُقدمين بعضكم البعض في الكرامة”، و “كما فعلتم بهؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم”، منوهاً أن خدمتنا لبعضنا البعض تأتي حسب إمكاناتنا الشخصية.
جاءت كلمات الأنباء روفائيل بمثابة إطلاق إشارة البدء لبرنامج “معسكر العمل” الذي استهدف هذا العام عمل 100 سرير و 200 طبلية وتعبئة 3 آلاف كرتونة طعام (مجففة)، هذا بالإضافة إلى تجهيز 3000 قطعة ملابس “كالجديد”، ورغم ضيق الوقت هذا العام لإنجاز هذه المهام الكثيرة، إلا أن الخبرات التراكمية لـ”معسكر العمل” على مدار 14 عاماً مضت قد تضاعفت كثيراً ، والسر يكمُن في تقديري للعمل بمبدأ “التخصص” و “تقسيم العمل” وهما المبدأين الذين نادى بهما الأب الروحي لعلم الاقتصاد آدم سميث للارتقاء بالإنتاج والعمل.
كما كان لتطوير الأدوات والمُعدات والأصول فضلاً عن المهارات المكتسبة دور كبير فى وصول “معسكر العمل” إلى هذه الدرجة من سرعة الإنجاز والحرفية.