عقدت محافظة الأقصر اليوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2017، المجلس الإقليمي للسكان بديوان المحافظة، برئاسة الدكتور/ محمد بدر محافظ الأقصر، والدكتوره/ مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان ، وذلك بحضور مدير فرع المجلس القومي للسكان نشأت الصايغ، وأعضاء الجهاز التنفيذي بالمحافظة من الوزارات والجهات المعنية والجمعيات الأهلية العاملة في مجال السكان.
يهدف اجتماع المجلس الإقليمي إلى متابعة تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان في محافظة الأقصر و تقييم أداء الخطة التنفيذية على مدار عام كامل من يوليو ٢٠١٦ إلى نهاية يونيو ٢٠١٧ والتغذية الراجعة بناءً على اجتماعات العام السابق.
فالالتزام بتنفيذ خطط السكان اللامركزية بمعدلات تفوق المخطط لها يدعم التنمية الشاملة للمجتمع وتحسين الخصائص السكانية، وتلبية احتياجات المحافظة ككل.
بالإضافة إلى مناقشة ما تم تنفيذه من توصيات و التحديات التي تواجه التنفيذ واقتراح الحلول لها بإيجابية وشفافية يأتي في سياق الدعم الكامل من محافظ الأقصر للارتقاء بالأداء التنفيذي لخطط السكان.
ناقش الاجتماع المؤشرات السكانية، والتحليل الديموجرافي لمحافظة الأقصر، وما يتضمنه من مؤشرات هامة، ومنها الصحة والتعليم والاقتصاد والبيئة والمواليد والوفيات وغيرها، وموقف كل مركز من المراكز السبعة بالمحافظة في كل مؤشر منها.
قالت الدكتوره مايسة شوقي نائب وزير الصحة والسكان: إن النظرة العامة على المؤشرات السكانية لمحافظة الأقصر تشير إلى أن معدلات الإعالة الصغرى والكلية أفضل من المتوسط العام للجمهورية، ولكن أيضاً معدل البطالة بين الشباب بلغ ( 33.5%) وبين الفئات المعيلة ( 16.2% ) أعلى من المعدلات القومية للعام 2016 وهي 25.6 % و 12.5 % على التوالي.
وبمناقشة مدير مديرية القوى العاملة عن التدريب الموجه في المحافظة ظهر أنه غير كافي وأن هناك ضرورة ملحة لرفع المستهدف من التدريب بنسبة كبيرة.
و في محافظة الأقصر تنخفض بصورة واضحة نسبة مساهمة المرأة في قوة العمل 14.2% عن المعدل القومي 22.9%، ويعتبر ارتفاع مؤشر الأمية في محافظة الأقصر عائق هام للتنمية، فقد وصل إلى 25.9 %، وجملة المتسربين من التعليم وصلت إلى 7.8 % .
وبمناقشة جهود برامج محو الأمية التنفيذية ظهر أيضاً أنها غير منتظمة وغير كافية.
وتعاني الخدمات الصحية من انخفاض متوسط أعداد الأطباء ( 5,3%) والتمريض ( 11.0 % ) لكل 10000 مواطن.
و يضاف إلى ذلك أن عدد الأطباء الفعلي ٥٥ طبيب و هو أقل بكثير من عدد الوحدات الصحية البالغ ١١٧ وحدة ما يترتب عليه توزيع الطبيب الواحد كل ثلاثة أيام في وحدة مختلفة أو بالتناوب على وحدتين على مدار الأسبوع.
و حلاً لهذه التحديات تم اقتراح زيادة أطباء التكليف وأطباء تنظيم الأسرة و رفع المكافأة المقررة لهم بالقدر الجاذب إضافة إلى التدريب على المشورة لتنظيم الأسرة و تركيب وسائل منع الحمل و على الأخص (اللولب و الإمبلانون نكست) كوسائل لتنظيم الأسرة ممتدة المفعول.
ويشير تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2016 إلى أن نسبة الاستعمال لوسائل تنظيم الأسرة 48.4 % في عام 2014 بانخفاض قدره – 6.1 % عن عام 2008 ، وبلغت الحاجة غير الملباة 14.1% (وتعبر عن نسبة السيدات اللائي يرغبن في استعمال وسيلة لتنظيم الأسرة و لا يستطعن الحصول عليها).
وفي سياق تطوير آليات المتابعة والتقييم لاستراتيجية السكان أعد المجلس القومي للسكان تقرير بحثي يتضمن 64 مؤشراً لقياس الأثر للتدخلات السكانية، وتضمن هذه المؤشرات مقارنة وضع الأساس قبل البدء في تنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان في يوليو 2016، و كذلك بعد انتهاء العام الأول من التنفيذ ( بنهاية يونيو 2017 )، ومن هذين التقريرين نرى أنه الآن لا يوجد بين كافة مراكز محافظة الأقصر مراكز متدنية الخصائص السكانية وأن أفضلها مراكز البياضية وأرمنت والقرنة.
وتتكون محافظة الأقصر من 7 مراكز إدارية، هي: (الأقصر، أرمنت، إسنا، الزينية، الطود، القرنة، والبياضية), وعيدها القومي يوافق 9 ديسمبر من كل عام.
وتبلغ نسبة التحسن في المؤشرات السكانية للمراكز الأسوأ سكانياً 100 % حيث أصبحت المؤشرات في المرتبة المتوسطة و ليست المتدنية، ويصحب هذا التحسن الملموس تـأثر للمراكز الجيدة سلباً، مما يشير إلى ضرورة رفع المخصصات المالية والموارد البشرية لخطط السكان في المحافظات.
وطالبت نائب الوزير بزيادة أعداد الأطباء، والتمريض، والرائدات الريفيات، وتوفير كبسولات الإمبلانون لتنظيم الأسرة بشكل كافي في العيادات المتنقلة و أنه لا يوجد تخوف من مكافحة العدوى حيث يتم تركيب اللوالب للسيدات في ذات السيارات، بل إن إتاحة الوزارة لزرع كبسولات تحت الجلد في الأماكن النائية المحرومة من الخدمة يحل مشكلة نقص طبيبات تنظيم الأسرة.
و طالبت نائب الوزير بزيادة أعداد الرائدات الريفيات كضرورة عاجلة حيث يشكل المجتمع الريفي ٦٩٪ من السكان في محافظة الأقصر والرائدة الريفية تتولى توعية ومتابعة ٣١٩ سيدة والمستهدف الوصول إلى ١٥٠ سيدة لكل رائدة، و يتيح هذا العدد التواصل الشخصي بصورة أفضل وأكثر تأثيراً و يتطلب ذلك توفير ١٤٣ رائدة برؤية مسئولة تنظيم الأسرة بالمحافظة.
وقال الدكتور محمد بدر محافظ الأقصر: إن مستشفى البياضية تخضع للتطوير وسوف يتم افتتاحها منتصف العام المقبل، لتوفير الخدمة الصحية.
وطالب بمتخصصين في مجال الإحصاء لتحليل البيانات والأرقام، مشيراً إلى أنه سوف يعمل على توفير الساعة السكانية بالمحافظة لدورها في تحفيز ثقافة المواطن بأهمية تنظيم الأسرة وبالقضية السكانية بوجه عام.
حيث تفتقر محافظة الأقصر إلى القوافل السكانية وبالوضع في الاعتبار أهمية هذه القوافل فإن محافظ الأقصر قرر الدعم الفوري للقوافل و التخطيط لتقديم قوافل سكانية شاملة بالمحافظة لتقدم خدمات سكانية وصحية وتوعوية ومحو أمية و يوزع من خلالها الميزات العينية.
وقال نشأت الصايغ، مدير فرع المجلس القومي للسكان بالأقصر: إن هناك انخفاض في أعداد المواليد في كافة مراكز المحافظة عدا إسنا والأقصر، وردت مدير تنظيم الأسرة بالمحافظة بأن إسنا بها 45 وحدة صحية، وبها 2 نواب تنظيم أسرة فقط، ويوجد كل طبيب يعمل في 3 أو 4 وحدات صحية، وطالب بموافقة المحافظ بانتداب عدد من الأطباء العمل بالوحدات، وقالت: إن هناك عجز شديد في التمريض والرائدات الريفيات.
وهي تحديات لاقت بالفعل الدعم الكامل من محافظ الأقصر.