اختتمت صباح اليوم كنيسة الشهيد “أبادير واخته إيريني”، أحتفالاتها بعيد أستشهاد القديسين، فاقامت الكنيسة تحت رعاية نيافة الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها، وبمشاركة نيافة الأتبا يوساب أسقف الأقصر ومجمع الاباء الكهنة بالمنطقة على مدار 3 أيام نهضة روحية، ابتداءا من طقس عشية الخميس 5-10-2017 وحتى صلاة القداس صباح اليوم الاحد.
توافد طوال أيام الاحتفالية عشرات الالاف من أقباط أسيوط بالاخص من أقباط المناطق الشعبية لاحياء “كوم عباس والبيسرى والسويقة والعشوائيات المتاخمة للمنطقة” والعشرات من العائلات “المسلمة “التقليدية التى رفعت بعض اللافتات على جدران المنازل القديمة للتهنئة باعياد الشهيدين،كما شارك الكثيرين بتقديم عطاياهم ونذورهم.
انتسبا الشهيدين لمطرانية أسيوط حيث تحتفظ كنيستهما بحى غرب الشعبى بلفائف اجسادهما الطاهرة وذخائرهما المقدسة يجللها البهاء والوقار بداخل المقصورة المخصصة للاجساد.
تجدر الأشارة أن الشهيدين كانوا أميرين من انطاكية آتيا الى الاسكندرية برؤيا سماوية، وصلا الى “انصنا” بصعيد مصر واعترفا امام الوالي أريانوس بايمانهما بالسيد المسيح ولما نالا اكليل الشهادة احتفظ المؤمنين بجسديهما فى ثياب طاهرة، مع سيرة حياتهما المقدسة حتى انتهاء زمان الاضطهاد وبنيت لهما كنيسة أرضية بمدينة أسيوط فى القرن السابع الميلادى.
يعد المبنى الحالى لكنيستهما الرابع بعد سلسلة من أعمال الحفر وإعادة البناء فى نفس الموقع لكنائس أكثر قدماً، وتعد الكنيسة من أقدم كنائس مدينة أسيوط ويقال انها الوحيدة التى بنيت فى انحاء الكرازة المرقسية على اسم الشهيدين.
يضاف الى تاريخ كنيستهما العريق انها كانت مقرا لمطران أسيوط قديما وتوالى على كرسيها العديد من الاباء المطارنة والاساقفة الذين اشتهروا بكتاباتهم اللاهوتية، فمنذ القرن ال13 وحتى ال16 برزت اسماء المن العلماء وكّتاب سير الشهداء، وانضمت الى إيبارشية أسيوط فى بعض العصور أسقفية أبو تيج وأسقفية منفلوط، ثم فيما بعد أسقفية فاو (البدارى والساحل حاليا )وأسقفية شطب وأسقفية ابيسيدة (دير درنكة والزاوية حاليا).
كما احتفظت بالعديد من أجساد الشهداء والقديسين دون تحلل وقد شوهدت اثناء عمليات الهدم ووضع الاساسات لاعادة البناء مؤخرا أسفل المذبح الاكثر قدما رفات بعض الاباء الاساقفة أبرزهم نيافة الأنبا غبريال المتنيح، ونيافة الأنبا ميخائيل الانطوني، ورفات مقدسة لاحدى الراهبات تم التعرف عليها من ملامح وجهها وشعر رأسها، إضافة الى أعداد كبيرة من الجماجم .
فى عام 1897 اعتلى نيافة الانبا مكاريوس الملقب “بصديق الملائكة “كرسى أسيوط بمقرة القديم حتى عام 1946، ليقبل نيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل المتنيح طقس اعتلائة لكرسى المطرانية بكنيسة القديس مرقس الرسول.
كما تتزامن احتفالات الكنيسة بشهيديها تذكار بدء العمل بوضع أساسات إعادة بناء الكنيسة الحالية صباح يوم الاثنين 14-10- 1996، واقيمت فيها الصلاة 1-6-1997، وبنيت بنظام التوسع الرأسى لتضم 3 مذابح ومبنى ملحق للخدمات الكنسية.
+هذا ويحفل سجل مطرانية اسيوط بوصف لعديد من ظواهر اشراقات النور الالهى على قباب هذه الكنيسة التاريخية، أثناء التجليات النورانية على منارات وقباب كنيسة القديس مرقس الرسول منتصف أغسطس بدايات القرن الحالى.