يقوم البيت المسيحي على ثلاثة أعمدة رئيسية هامة هي :
1. أن يكون العمود الأول والأساس الذي يقوم عليه البيت هو الرب يسوع المسيح والذي يبدأ من اليوم الأول من سر الزيجة.
2. التعاون والتفاهم بين الزوجين على الحياة سوياً لنوال بركة الأبناء والأهم هو نوال بركة التنعم بالحياة الأبدية.
3. التلاحم والتعاون مع البيئة المحيطة بالأسرة لاستمرارية الحياة ..
إن معاونة كل زوج للآخر شريكه لكي يعيش لله، ومساعدته لكي يتعرف عليه عن قرب من خلال القراءة في الكتاب المقدس وقراءات الكتب التي تشرح تعاليمه لكي يكون ذلك الإنسان هو المصباح الذي يوضع على منارة لكي يسَّهل للجميع أن يروا الرب يسوع من خلاله وكما جاء في إنجيل متى، ما أسهل أن يُرى المسيح من خلال بيت يصلي ويسامح، ويعطي، ويبذل، ويستقبل الآلام برجاء وسلام، وجاء في (مت 5-16) “فليضيء نوركم هكذا قدام الناس”
وأحياناً نرى في الحياة التي حولنا أن هناك أشكال متعددة للبيوت نذكر منها للدراسة :
1. بيوت مفككة ومنقسمة :
فمثلاً الأب الذى يقضي اليوم كله في العمل بحجة جلب المال للبيت، والأم أيضاً اهتماماتها تتركز على خارج المنزل في العمل وداخله لترتيب البيت ونرى الأولاد لا يجدون اتفاق بين الأبوين على أسلوب معين للتربية ولا يروا إلا الشجار والخلافات التي قد تتفاقم وتصل إلى مرحلة متأخرة جداً من العلاقات مثل التفكك والفتور.
2. بيوت متسلطة :
بسب التحكم الأبوي القاسي .. أو بالأمومة المسترجلة التي تقف في وجه الزوج بطريقة فجّة مما يؤثر على تربية الأبناء ويستمر حتى بعد زواجهم، يظل تعلق الأبناء المريض هو ثمرة لتسلط الآباء.
3. بيوت متسامحة :
حيث أن التسامح عند خطأ الشريك في البيت هو أسلوب مسيحي رائع ، ولكن حذاري من التسامح المفرط الذي يجعل كل أفراد البيت يمزوجون بين الحرية والضبط في كل الأحوال وينشأ ابناء غير قادرين على مواجهة المجتمع الذي لا يتوفر فيه هذا التسامح كما رآه في منزل العائلة ..
سنتعرض الآن لدراسة حقوق وواجبات أطراف الأسرة الثلاثة :-
1. الأب في البيت المسيحي ب. الأم في البيت المسيحي جـ . الأولاد في البيت المسيحي
1. الأب في البيت المسيحي :-
الأبوة في البيت المسحي ترتكز على دعامتين هما : 1. الحب 2. العدل
والحب والعدل يكون لكل من أطراف البيت الآخران وهما : 1. الزوجة 2. الأبناء
فمثلاً : من ناحية الزوجة :
أن الأبوة مجالها الأول هي زوجته وأول نصيحة يقدمها الأب الكاهن للعريس هي “أرجوك يا ابني .. اعتبر عروسك هذه ابنتك البكر، فلا تحرمها أبوتك مع شركتك ..” لأنه هي التي تبدأ معك هذه الشركة في البيت ومن خلالها (الزوجة) ينمو هذا البيت ويكبر .. وكيف أن تقوم بدورها كأم وهي محرومة من (أبوة) سبق وأن أوصتها الكنيسة بنسيانها في الأب والأم الجسديين “انسى شعبك وبيت أبيكِ ” ؟!- فالأبوة بالنسبة للزوجة هي تفعل الكثير و الكثير مثلاً هي تشجع وتوجه وتحتمل وتؤدب بخوف الله …
والمجال الثاني الذي للأبوة المسيحية هي الأبناء :
إن وجود الأبناء في الأسرة هو بركة يتبارك بهم الأب في الحب والاحتمال ومع كل ما يقتضيه تربية الأبناء من ثقل وتبعيات.. فالأب المسيحي يطرح الكل أمام الله الذي يجعل “في بيت الصديّق كنز عظيم” (أم 15-6) من الخيرات الأرضية والأبدية معاً.
إن غضب الآباء وثورتهم والتلفظ بكلمات نابيه لا يبررها تصرفات الأبناء التي تبدو ناقصة، فلتكتمل بالحب لا بالانفعال والغضب .. فأن كان الأب مقدساً تكون ثمرته مقدسة أيضاً، فأن زوجته وأبناءه ليست أجساداً ولحوماً يهتموا فقط بغذائها وكسائها وسلامة أعضائها فقط، وإنما هم عقولاً وأرواحا، الأب يجب إلا ينسى الأبناء هم عقولاً تحتاج إلى العلم والمعرفة والعاطفة بالتثقيف المستمر والوّد وجلسات الأخذ والعطاء ورحلات الإنعاش والتجديد وهدايا التذكارات والمناسبات، والأرواح هي أيضاً تحتاج إلى سماع كلمة الله في الكتاب المقدس والصلاة والصوم والاعتراف والتناول وكلمة الوعظ والخلوة.. والأب يضع كل ذلك بدون تمييز بين أحدهم عن الآخر .
2. الأم في البيت المسيحي :
الأمومة يا أحبائي تعطي صاحبتها كرامة عند الله والناس، فالرب يسوع في قمة آلامه على الصليب نطق لسانه (بلفظ الأمومة) للعناية بها ” ويوحنا هذه أمك”
فالأمومة هي وعاء الغذاء دائماً، غذاء الجسد بدءاً (بالدم) في الرحم المغلق، وغذاء (العاطفة) تعمل كمرهم للجراح طيل العمر أي (الحنان)، وغذاء (الروح) بالإيمان البسيط الذي تسلمه من خلال ممارستها اليومية لمسئوليتها بالسلوك الصامت .
والزوجة هي أول أمرأه تدخل حياة الإنسان بعد أمه ، ويوصي الكاهن الزوجات قبل مغادرتهم ثوب الزفاف وفي الكنيسة وقبل خروجهن من الكنيسة. “أرجوكِ : اعتبري زوجك هو ابنكِ البكر. فهو محتاج إلى أمومتك بالإضافة إلى شركتك ”
والأم المسيحية – هي التي تضع في إدراكها أن أمومتها لم تكن قط بدون أبوة زوجها.. لذا يظل زوجها مكرماً في عينها وعيني أولادها، ومحل فخرها في كل مكان وأمام الجميع ..
والأمومة رسالة تعرف حدودها.. فهي :
* تبني لا لتملك * تغرس لا لتحصد
* تمنح دون أن تبغي نفعاً * هي تربي لا بتعلق ولا بتدليل
3. الأبناء في البيت المسيحي :
ا لأبناء هم ثمرة عمل ألهي أشترك فيه الوالدين .. لذلك فالبنوة الصادقة لا يمكن أن تنسى جميل الله الذي أوجدهما .. ولا ينسوا كرامة الأبوين الذين اشتركا مع الله في وجودهما أنه تعالى يشعر بمحبتنا في طاعة وصاياه (يو14-15) لذلك نحن كأبناء نجاهد لكي نعيش بالإنجيل، باحثين في كل موقف عما يفّرح قلب الله الذي أعطانا هذا الوجود لكل خيراته .. وفي كل موقف نتذكر “ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس “(أع 5 – 29 ) وعليه – ففي حياة الوالدين نكرمهم بأن نخفف عنهم اعمال يتكبدوها لأجلنا، فمثلاً ندرس بأمانة لكي يفرحون إذ يرون نجاحنا ثمرة جهادهم – وفي شيخوختهم نتحمل كل أعالتهم لا من النواحي المادية فقط، بل والنفسية أيضاً ، وفي أي وقت وأي مكان وبأي نوع من اللباس يرتدونه يكونون فخرنا ومحل تطريبنا، وحقاً يقول الكتاب المقدس “وفخر البنين آباؤهم (أم 17-6) وأيضاً – في مماتهم نكرمهم – بتذكارهم الدائم أمام الله في صلوات القداسات ومخادعنا – وكما يوصينا الرسل بصنع ذلك يوم الثالث لمماتهم، وتمام الشهر، وكمال الأربعين ، وتمام السنة .. ونكرمهم ايضاً بصيانة محبتنا تجاه بعضنا البعض دون خصام على ميراث ولا أحداث .. “اكرم أباك وأمك ” (خر 20-12)