مع بداية العام الدراسي تبدأ الطالبات المغتربات بالبحث عن سكن قريب للجامعة الملتحقة بها ، ويبحث الوالدين عن بيت امن ، مناسب اجتماعيا وماديا لبناتهم ، ولكن على الرغم من زيادة الاعلانات عن بيوت المغتربات الا اننا لاحظنا ارتفاع اسعارها ، ولكننا رغم ذلك كان اكثر ما رصدناه صعوبة هو الخوف من التحدث من الطالبات الى تقطن بيوت المغتربات ، فكثير منهم رفضوا الحديث وعندما سألنا عن السبب كان الرد ، الخوف من الطرد او المعاملة السيئة ، كما انه بسؤال المسئولين رفضوا الرد وذكر الاسباب ، فكان الرد الوحيد الذى حصلنا عليه هو ان زيادة الاسعار طبيعية مع الغلاء القائم على كل شئ من كهرباء ومياة وغاز .
من 500 إلى 4 آلاف
وتتراوح أسعار بيوت المغتربات من مكان لآخر، حيث تستطيع المغتربة السكن بداية من 350 جنيها إلى آلاف الجنيهات شهريًا اذا ارادت الاستقلال ، ففي المتوسط تدفع الفتيات التى تسكن فى غرفة فردية مقابل 500 جنيه فى الشهر، وإذا كانت زوجية تدفع 350 جنيه، وثلاثية 250 جنيه، وهناك بعض البيوت من تتعامل بالترم الدراسى اى كل اربعة اشهر .
أما الفتيات ميسورات الحال فهناك السكن الاستثمارى ” الجناح ” كما يقلبه الفتيات ويصل الى 1000 شهريا وبه خدمات جيدة ، ومنهن من يفضلن سكنًا خاصًا بهن، فتستأجر شقة تتراوح من 1200 الى ٤ آلاف جنيه شهريا ، حيث لا تقيد الفتاة المغتربة بنظام مواعيد محدد للدخول والخروج ولا تخضع لمواعيدغلق الدار والجزاء الموقع عليها.
لذا طرقنا ابواب فتيات مغتربات مع الوعد بعدم ذكر الاسماء او اسماء هذه البيوت حتى يستطيعوا استكمال اعوامهم الدراسية بلا قلق رغم ان معظمهم انتقلوا الى اكثر من مكان .
ارتفاع لا يتساوى مع الخدمات
فى البداية تقول مونيكا التى تقطن فى بيت فى وسط البلد : لقد ترددت على بيتين الاول كان يحاسبنا بالترم الدراسى اى كل 4 اشهر وكان ب 800 جنيه ، ولكن الان ارتفع الى 1000 جنيه ، رغم ان الخدمات به لم تكن متساوية للمبلغ ، فلم يكن هناك خدمات تقريبا ، فنحن من نقوم بالنظافة والغسيل ، بل حتى الغسالة الموجودة به كانت عادية ليست اتوماتيك او نصف وكانت تكهرب عند الغسيل وبعد الشكوى لفترات طويلة ، احضروا غسالة اتوماتيك ولكنها قديمة ومستهلكة فكانت لا تعمل احيانا كثيرة . كان هناك ثلاجة واحدة فقط للبيت كله .
اما البيت التانى الذى ذهبت اليه كان يحاسب بالشهر كان الاول 170 اصبح 250 ووصل اخر سنة الى 350 جنيه وكل حجرة بها سريرين، القضية ان زيادة الاسعار لا تتوازى مع الخدمات المقدمة او تساويها ، وعند السؤال يكون الرد بسبب ارتفاع الاسعار من مياة وكهرباء وغاز ، ورغم ذلك الغسالة لا تعمل معظم الوقت وعندما طلبنا تصليحها تم الرفض والسبب لاننا من فعل ذلك .
وتضيف ، كان هناك ثلاجتين احداهما لا تعمل والاخري تعمل ، ولكن بالاسم فقط هناك ثلاجتين ، والسبب لانه عندما يزور البيت سواء طالبات جدد او المشرفين على بيوت المغتربين يقال ان هناك ثلاجتين .
كما لا يوجد تليفزيون او انترنت ، ونشترى نحن متطلبات التنظيف للحجرات لكى تأتى السيدة للتنظيف و تكون موجودة .
بالتالي لا يقدم البيت فى مقابل هذا المبلغ سوى السرير والكهرباء والمياة فقط .
اما عن المشاكل الاخرى فتقول ، السرقة فى بيوت المغتربات قضية مشتركة بلا رابط او ضابط من سرقة للطعام والمشروبات بالثلاجة او المطبخ ، ولكن احيانا تصل الى حد سرقة الشنط والممتلكات داخل الغرف ، ففى احدى المرات كانت هناك فتاه مسافرة لاهلها وعندما خرجت من غرفتها وعادت لتأخذ نقودها من الدولاب بحجرتها لم تجدها ، ورغم انها قدمت شكوى بانها سرقت وانها تشك بأحدى الفتيات فى السكن ، تم رفض الشكوى، وكان الرد ان تحاولوا التأقلم مع زملاؤكم بلا ازعاج ، وعندما تم الاعتراض على عدم التصرف ، قام المسئول عن البيت بتعليق ورقة قال فيها ان البيت غير مسئول عن فقدان اى متعلقات شخصية .
ورغم ذلك كان هناك زيارات دورية للمسئولين على الجمعية لسماع اى شكوى او طلب من المقيمين بالبيت ولكن كان لا يوجد اى تغيير بعد ذهابهم .
وفى الفترة الاخيرة ، رغم ان البيت مقسم الى شقتين احداهما للطالبات واخرى للموظفات الا انهم قاموا بوضع الموظفات مع الطلبة ، رغم ان كان لكل فئة قسم ، فصار الحال للاسوء، فكنت لا استطيع المذاكرة لوقت متأخر حتى فى ايام الامتحانات لان المشاركة لي بالغرفة موظفة لديها عمل صباحا ، فلا استطيع ان اشعل النور او اقوم باى صوت ، وكان هذا حال كل الطالبات فى البيت .
بيوت اسثمارية تحت رعاية دينية
وتقول أ .س التى تعيش باحدى البيوت بالعباسية ، ان الاسعار زادت جدا حتى وصلت الزيادة الى 200 جنيه فى الشهر ، وان كان كل بيت له خدماته فهناك بيوت بها تكييف بالغرف وهناك بيوت لا يوجد بها حتى الثلاجة ، ورغم ذلك فى كثر منهم لا يوجد رفاهية فى الخدمات .
فى البيت الذى اعيش فيه تبدأ الاسعار من 500 جنيه للغرفة ، اما اذا كانت الغرفة بها اكثر من فرد ، فيوجد غرف بها 3 افراد كل فرد يدفع 350 جنيه فى الشهر ، وهذا طبقا للسكن وهناك غرف تصل الى 1200 جنيه شهريا .
وذكرت ، ان هناك بيت للمغتربات يلقب ” ببيت مغتربات اهالي ” وهو بيت خاص لافراد تريد ان تؤجره لفتيات مغتربات فتطلب من الكنيسة الاشراف عليه او يكون تحت رعايتها بتكليف مكرسة تكون مسئولة عنه وعن الطالبات به ، ولكن هذا اسعاره استثمارية ، لا يوجد به اى دعم ، ويوجد به مستويات مختلفة للايجار من غرف مشتركة الى جناح فندقى يصل سعره الى 2000 جنيه شهريا .
اما عن الادارة والاشراف الداخلى والقائم على البيت تقول ان كل بيوت المغتربات لها نظام واحد من مواعيد دخول وخروج ، ولكن هناك اختلافات فى القواعد الداخلية من لبس الفتيات وعلاقتهم ببعضهم او على المشرفة المقيمة للبيت ، فهناك ادارات متشددة ولكن المقيمة متفاهمة او العكس ولكن هناك استثناءات طبعا ، ولا ننكر ان هناك فتيات لا يريدوا اى قيود سواء فى المواعيد او الملابس او التعامل مع الاخرين .
وترى ان المجتمع المحيط بالسكن ينظر لهن انهم مختلفات ، واحيانا بانهم غير مقبولين ، ويرجع ذلك الى نظرة المجتمع للفتاة التى تعيش بدون اسرتها ، وان كنت ارى انها مظهر متحضر لهذه الاسر من انها تثق فى الفتاه ، ومتفتحة لان تسمح لها بالسفر ومواجهة الغربة والعمل بدون رقابة .
بيوت بلا حرمة
اما هذه الفتاه فقد مرت بكثير من البيوت فى شبرا وفيصل ، فتقول ، فى اول سكن لى منذ حوالى 5 سنوات كنت ادفع حوالى 150 جنيه شهريا والذى وصل الان الى 500 جنيه ، بالاضافة الى دفع مبلغ لتأمين محتويات الغرفة دفعته فى اول مرة على ان استرده بعد ترك المكان ولكن لم استرده .
اما عن الخدمات فتقول انها تختلف من بيت لاخر ، ففى البيت الذى كنت به اول ايام اغترابى بالقاهرة كان به غسالة نصف اتوماتيك وكانت لا تعمل ، وتلاجة واحدة فقط فى الدور كله وكل فتاه لها رف بها ، فكانت تحدث السرقة فى الطعام والمشروبات ، كما ان المشرفات متشددات جدا لدرجة ان التأخير لمدة 5 دقائق بعد الميعاد المحدد كان الباب يغلق ولا يوجد استثناءات ، كما كانت هناك مشكلة فى المياه فى الادوار المرتفعة فكنا نعانى من المياه والاستحمام .
ولكن اكثر ما ضايقنى حتى تركت هذا المكان انه لا يوجد هناك مراعاة لحرمة الحجرة ، فعندما كنا نريد تغيير مثلا اللمبات ، نجد ان المشرفة ومعها الكهربائى تأتى بدون انذار مسبق ، مما يجعلنا فى صدمة ونريد الهروب فى اى مكان لاننا كنا نجلس بملابس البيت واحيانا بدون غطاء الرأس .
رشاوي وتحيز
وتذكر ” ش ” ان البيت التى تعيش فيه هناك مواعيد لكل شئ حتى الاستحمام وغسيل الملابس ، وكانت المشرفة ” تقف على الواحدة ” وتفتش فى الشنط والاكياس التى تخص مشترياتنا بل و تتحيز لبعض الفتيات لانهن كان يقدمن لها الهدايا والرشاوى المالية ، وعندما قامت مشاكل معى ومع احدى الفتيات بسببها وبعد ذلك تصالحنا اخبرتنى انها تتلصص على احاديث الفتيات وبالفعل تابعتها ورايتها تقوم بذلك ، واجهتها بهذا وتقدمت بشكوى الى مدير البيت الذى نهرها عن ذلك ووعد بعد تكرار ذلك ، ولكننى بعد ذلك تركت هذا البيت واسكن الان فى شقة مفروشة مع مجموعة من الزميلات .
ارتفاع أسعار بلا خدمات
وتقول ه .م ان البيت المغتربه به عبارة عن مبني حوالى 5 ادوار ، هناك ادوار للطلبة واخر للموظفات ، وصل سعر الجحرة هذا العام الى 650 جنيه ، ويوجد ثلاجة واحدة للدور مما يحدث الكثير من المشاكل والسرقات ، بالاضافة الى التشدد فى المواعيد وعند الشكوى لا يوجد رد سوى الى مش عاجبه يمشي ، هذا غير ان الغسالة دائما بها عطل ، مما اضطر الى ان اخذ ملابسي الى بيت احد اقاربى للغسيل ، وكان حجرات الموظفات افضل من الطالبات .