نظم المعهد السويدي بالإسكندرية بالتعاون مع منتدى البدائل العربي للدراسات وأكاديمية الشباب العربية الألمانية للعلوم والانسانيات، مؤتمراً بعنوان ” إصلاح الإعلام: المهنية والمؤسسية”.
ويأتي هذا المؤتمر كاستجابة لتحديات مهنة الإعلام على صعيد المنطقة وعلى الصعيد الدولي. ولعل أهم هذه التحديات، هي: التحدي الاقتصادي للإعلام المطبوع والذي يعد ظاهرة دولية كنتيجة لظهور إعلام جديد بالإضافة لأدوات التواصل الأكثر اتساعاً وانتشاراً والتي توافرت بسبب التطور التكنولوجي الهائل.
وفي كلمته الافتتاحية ذكر السيد “بيتر وايدروود” مدير المعهد السويدي بالإسكندرية، المبادئ التي تجعل من الصحافة السلطة الرابعة في المجتمعات الديمقراطية والمفتوحة، وقال: إن أول الالتزامات للصحافة هي الحقيقة، فالولاء هو للجمهور فقط، وجوهره هو التحري، ولذلك يجب أن يظل الصحفي مستقل. والفارق الرئيسي بين أوروبا ومنطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط هو المؤسسات المعنية بضبط القيم والمعايير الصحفية ومحاولات الحكومات العديدة لوضع ضوابط للإعلام التقليدي والحديث.
وقد تناول المؤتمر موضوع ” مستقبل الصحافة الورقية ” والذي يخسر حالياً قاعدته المالية بخسارته الاشتراكات والاعلانات، والتي تذهب الى مساحات الاعلان بمواقع الانترنت سريعة الانتشار. بينما يشكل هذا التطور تهديدا للصحافة في أوروبا والتي بنيت مؤسسات قوية على النظم الاعلامية التقليدية، وهذا التطور يمثل أيضا مخاطر وفرص أكثر تعقيدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتحدثت السيدة “جانيت جوستافدوتر”، رئيسة مجلس ادارة مؤسسة الناشرين السويديين، عن النموذج السويدي في الرقابة الذاتية، وهو نموذج قائم على المسؤولية المشتركة بين الصحفيين والناشرين، وقالت: “عندما اعتمدنا على الرقابة الذاتية، والتي أتبعناها في أخر 100 سنة، استطعنا أن نتمتع بأكبر حيز ممكن من الحرية، ولكن على أي حال أذا فشلنا في الرقابة الذاتية فسيتوجب علينا أن نقبل ضوابط شديدة، وبالتالي فإن الرقابة الذاتية هي أمر لمصلحتنا كصحفيين”.
كما ناقش المؤتمر أنماط ملكية المؤسسات الإعلامية، وتطور التعليم الصحفي، كما أعطى المؤتمر مساحة لجلسة حوار حول الرؤى الشبابية للإعلام العربي.
وفي الجلسة الختامية قال السيد “بيتر وايدروود” مدير المعهد السويدي بالإسكندرية: “الصحافة كسلطة رابعة ليست فكرة سويدية، أو أوروبية، أو حتى غربية، ولكنها حق عالمي منبثق من الفقرة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الأنسان. فكل أنسان له الحق أن يعرف بأفضل سبل الحقيقة الممكنة، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ليست استثناء!! “