تعقد الحكومة الإسبانية، اليوم السبت، اجتماعا لاتخاذ إجراءات غير مسبوقة لفرض سيطرتها على المؤسسات في إقليم كاتالونيا الذي يتمتع بحكم ذاتي، وذلك بعد أن حصلت مدريد على دعم قوي من الملك والاتحاد الأوروبي في معركتها للحفاظ على وحدة المملكة.
وندد العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، بما اعتبره “محاولة انفصال غير مقبولة”، وناشد كل الأطراف بعدم التفريط بما بنيناه سويا، في إشارة إلى إقليم كاتالونيا.
وأكد على ضرورة التوصل إلى حل للأزمة التي نجمت عن الاستفتاء الذي حظرته مدريد في الأول من أكتوبر، وذلك من خلال “المؤسسات الديمقراطية الشرعية.(أ.ف.ب)
ووصف الملك فيليبي السادس كاتالونيا في خطاب لة، بأنها “جزء أساسي من إسبانيا القرن الحادي والعشرين”.
ويترأس ماريانو راخوي اجتماعا لحكومته، السبت، لتحديد المؤسسات التي ستتم السيطرة عليها مباشرة في الإقليم الغني الواقع في شمال شرق إسبانيا، والذي يتمتع حاليا بحكم ذاتي بينها إدارة الشرطة والمؤسسات التربوية وقطاع الصحة.
وهناك مخاوف من اندلاع اضطرابات إذا ما سعت مدريد إلى فرض أي شكل من السيطرة المباشرة، وقال رئيس الإقليم الانفصالي كارلس بيغديمونت إن مثل تلك الخطوة يمكن أن تدفع المشرعين في الإقليم إلى إعلان الاستقلال من طرف واحد.
ومن المرجح أن يعلن راخوي خططا للسيطرة على قوات الشرطة البالغ عديدها 16 ألف عنصر، والتي يواجه قائدها جوزيب لويس ترابيرو ما يصل إلى 15 عاما في السجن بتهمة العصيان لعدم احتوائه التظاهرات الانفصالية قبيل الاستفتاء.
ويعقد راخوي مؤتمرا صحافي السبت للإعلان عن خططه التي يتعين تمريرها في مجلس الشيوخ حيث يحتفظ الحزب الشعبي المحافظ الذي ينتمي له بالأغلبية، وهي عملية يمكن أن تستغرق حوالي أسبوع.
وحث قادة الاتحاد الأوروبي الذين حضروا حفل توزيع الجوائز وتسلموا جائزة تقدير على تشجيع التناسق في أوروبا، على ضرورة احترام القانون، في دعم واضح لمدريد.
ويستعد مؤيدو الاستقلال للتظاهر في برشلونة مساء السبت للمطالبة بإطلاق سراح جوردي سانشيز وجوردي غيسارت، اثنين من وجوه الدعوة للاستقلال والمسجونين منذ الاثنين بتهمة العصيان.
وبلغت نسبة المشاركة 43 بالمئة فقط، إذ أن الكاتالونيين المؤيدين للوحدة مع المملكة لم يشاركوا في التصويت المحظور.
ويسهم إقليم كاتالونيا في خمس اقتصاد إسبانيا، ومواطنوه منقسمون بالتساوي حول مسألة الانفصال، بحسب استطلاعات الرأي.
ويقول مؤيدو الانفصال إن الإقليم الغني يقدم الكثير لدعم باقي الاقتصاد الوطني ويمكن أن يزدهر إذا ما مضى في طريقه، لكن المعارضين يقولون إن كاتالونيا أقوى كجزء من إسبانيا وإن الانفصال يمكن أن يؤدي إلى كارثة اقتصادية وسياسية.
يذكر أنه منذ الاستفتاء نقلت نحو 1200 شركة مقارها إلى أجزاء أخرى من إسبانيا.
وخفضت مدريد، توقعاتها للنمو الوطني للعام المقبل من 2,6 بالمئة إلى 2,3 بالمئة، وقالت إن الأزمة تثير حالة من عدم اليقين.