أحدث الإعلان عن اختيار الراهب جوفاني آفا شينوتي، أسقفا عاما لكرسي ميلانو بإيطاليا، خلفا للمتنيح المطران الأنبا كيرلس، حالة من الفرح والبهجة في أوساط معارف و محبي المطران المتنيح والأسقف الجديد، الذين ربطهما في رحلة الحياة مكانين بارزين صارا قاعدة انطلاق لكليهما، والنكانين هما محافظة المنيا وإيبارشية ميلانو .
ولد الراهب جوفاني في محافظة المنيا باسم حنا، ووالده هو المتنيح القمص عبد السيد اسكندر، راعي كنيسة السيدة العذراء مريم بقرية الشيخ فضل، التابعة لمركز بني مزار في المنيا.
و رشحت الفضائل الشخصية للشماس حنا القمص عبد السيد للانخراط في الخدمة الكنسية، خادما بخدمه مدارس الأحد، وادخل فكرة نادي للأطفال لتعليمهم الألعاب والترفيه في جو روحي، كما خدم في قطاع الشباب وترك بصمات واضحة في القرية في شكل ومفهوم الخدمة، آثارها باقية وممتدة حتي الآن
و تزامن انخراط الشماس حنا القمص بالخدمة، مع تردد الأنبا كيرلس علي قرية “الشيخ فضل” للصلاة و إقامة المؤتمرات والأيام الروحية، ووقتها كان الأنبا كيرلس أسقفا عاما.
و عقب اختيار الأنبا كيرلس أسقفا لإيبارشية ميلانو، اصطحب الأخير ابنه الروحي الشماس حنا لميلانو و سامه فيما بعد راهبا باسم جيوفاني، وكان ذلك في بداية التسعينات من القرن الماضي .
ولم تستطع المسافات البعيدة بين صعيد مصر وأوربا أن تفصل الراهب جيوفاني عن مكان الذكريات، كما لم تستطع تلك المسافات أن تنزع ذكراه الطيبة من نفوس شعب قرية “الشيخ فضل”.
فعقب رهبنته و انخراطه في الخدمة بإيبارشية ميلانو، زار قريته مرتين، لتلقي العزاء في والديه الراحلين، الذين تنيحا تباعا، بدءا من القمص عبد السيد اسكندر يوسف، الذي كان قمصا منذ عام 1985، ثم رحيل الأم الفاضلة السيدة حكيمة، والدة الراهب القمص جيوفاني .
و اتفق القس يواقيم مرقس فرج الله، والقس زكريا ميخائيل، راعيا كنيسة السيدة العذراء بقرية الشيخ فضل، علي تمتع الأسقف الجديد بمحبة شعب إيبارشية ميلانو كما كان يتمتع بحب شعب بني مزار.
و أكد الكاهنين الذي شاركا القمص الراحل عبد السيد في الخدمة بنفس الكنيسة التي كان يدبرها قبل نياحته، أن الفضائل التي كانت في الأب القمص الراحل، انتقلت لابنه الراهب جيوفاني وزاد عليها فضائل عديدة أخري بتتلمذه علي يد المطران القديس الراحل الأنبا كيرلس .