مرات كثيرة كلمتكم عن عمل الرب معنا.. هل تتذكرون؟! أن كنتم نسيتم فأنتم معذورون.. أنا شخصيا لا أتذكر, ولذلك رأيت أن أعود إلي كتاباتي إليكم علي امتداد رحلاتنا مع المرضي والمتألمين.. ما من مرة خرجنا في رحلة من رحلات علاج أحبائنا ممن ليس لهم معين إلا ورأينا يد الرب وهي تمتد لتعينهم.
توقفت عند رسالتي إليكم في 13 مارس 2016 تحت عنوان قديسون في رحلاتنا كنت أحدثكم عن معجزة استئصال ورم بصديقة شابة, يومها تصادف أن عرفنا أن سر نجاتها كان في شفيعها – البابا كيرلس – وهو شفيعنا في رحلاتنا طوال شهر مارس من كل عام وفيه نتذكر نيافته.. ولم تكن هذه أول معجزة معنا ومع أصدقائنا المرضي الذين نصطحبهم في رحلات الشفاء, فمع كل رحلة نلمس يد الرب وهي تقترب من أصدقائنا المرضي وبشفاعة القديسين نري معجزات الشفاء.. ويومها كشفت لكم – لأول مرة – أن لنا في كل شهر قديسا نتشفع به ونصحبه معنا في رحلاتنا, وكنا نلمس مساعدتهم, ونتحسس أياديهم الحانية, ونري في إطلالتهم سلاما وسط الضيقات, وفي خطواتهم قوة لنا, وفي تشجيعهم قنوات جارية لتوصيل الحب والفرح والسرور إلي كل منسحق غارق في همومه وأحزانه وكل مريض يئن ويتوجع.. ونعترف أنه بدون معونتهم ما كان يمكننا أن نواصل رساتلنا علي امتداد ثلاثين عاما وندخل الفرحة إلي قلوب المتألمين والبهجة إلي نفوس المثقلين بالأوجاع والأمراض.
واليوم لن أحدثكم عن عمل الرب معنا.. سأترك الطبيب الجراح الذي اختاره الرب لينجو بصديقتنا المتألمة الأم تريزة بعد جراحة من أخطر الجراحات.. سأتركه يحدثكم عن يد الرب التي رأها وهي تعمل معه داخل حجرة العمليات.. وقبل أن أتركه يتحدث إليكم سأحدثكم عن اختيار الرب لهذا الطيب.. لم نختره لأنه لم يسبق لنا التعامل معه, وعندما حدثنا عن معجزة نجاة مريضتنا من الجراحة التي كان هو ذاته يهبها ويحسب لها ألف حساب, أدركنا أن اختياره أيضا كان من عند الرب.. تعالوا نسمع من فم الدكتور عادل جبرة المعجزة التي عايشها مع الأم تريزة داخل حجرة العمليات
رغم كل التحذيرات وقع المحظور
3 سنوات نحاوط الكلي والحصوة الصامتة تتمدد في سكون
الأم تريزة أرملة متألمة تحمل صليب المرض منذ سنوات بعيدة.. عرفناها منذ ثلاث سنوات وتحديدا في 2014/9/3 ومصادفة وأنا أكتب لكم اليوم عنها اكتشفت أن رحلاتنا معها علي طريق الشفاء عمرها في حساب الزمن ثلاث سنوات بالتمام والكمال.. كنت أود أن أحدثكم اليوم عن رحلتنا الأخيرة معها ونجاتها بيد الرب من جراحة خطيرة.. لكن وقد جاء حديث اليوم مع العيد الثالث لميلاد صداقتنا, اسمحوا لي أن أبدأ حديثي عن الصديقة تريزة وعمق المحبة التي تربطنا بها ببشاشتها وصبرها وتحملها آلام المرض بصبر وشكر.. اسمحوا لي أن أعود إلي بداية صداقتنا.
** الأم تريزة واحدة من سيدات مصر المكافحات في صمت.. لها قصة قديمة مع المرض.. منذ أكثر من 12 سنة تمكنت منها حصوة كبيرة استقرت بكليتها اليسري وتخلصت منها بعد جراحة طويلة بمستشفي الساحل التعليمي استغرقت سبع ساعات.. وكان القدر لها بالمرصاد فبعدها رحل زوجها الذي كان يعمل في دير الأنبا برسوم العريان وترك لها ثلاثة أولاد.
لم تستسلم للقدر الذي حرمهم من أب كان يوفر لهم بالكاد متطلبات حياتهم البسيطة فخرجت تعمل طباخة في ملجأ للأطفال الأيتام لتوفر لأولادها دخلا بسيطا إلي جانب 100 جنيه تقدمها لها الكنيسة في بداية كل شهر, وجنيهات معدودات رصدها لها فيما بعد معاش السادات ومن خلال هذه التوليفة التي تجمعها بشقاء نجحت في أن تتجاوز كل مصاعب الحياة, فزوجت الابنة, وعلمت الصبيين.
لكن قسوة القدر ظلت تلازمها, ففيما اعتقدت أنها أدت رسالتها بنجاح بعد سنوات مع المعاناة والعذابات, وأخذت تحلم بالراحة, هاجمها مرض العصر -السكر- وبشراسة لحق بها إحدي تبعاته عندما بدأت الكلي تتأثر بمضاعفاته, وعادت إلي ذاكرتها قصة الحصوة القديمة التي تخلصت منها بعد عذابات طويلة وجراحة أطول.. ومع كل صلابتها في مواجهة صعوبات الحياة انهزمت أمام المرض, واضطرت أن تترك عملها الذي كان يشكل لها دخلا يعينها رغم بساطته في تدبير أمور حياتها, ولم يعد باقيا لها إلا مساعدات الكنيسة ومعاش السادات وكلاهما لا يكفيان مصاريف العلاج.
وعلي عكس ما كنا نري أن القدر كان قاسيا معها كانت تراه رحيما, فالمر لم يشتد عليها إلا بعد أن استقر ولداها وتخرجا وصار لهما استقلالهما.. إلا أن رؤيتها الحانية هذه لم تدم طويلا فمع شراسة المرض عجز دخلها المحدود عن مواجهته.. وطرقت باب وطني.. وكانت بداية صداقتنا في 3 سبتمبر 2014.
** عندما جاءتنا كان قد مضي عليها أكثر من ثلاث سنوات وهي تعاني من مرض السكر وتتعايش معه.. لكن الجديد الذي هاجمها بشدة آلام المغص الكلوي وأوجاعه التي حولت حياتها إلي جحيم.. يومها كان قد مضي علي هذا الهجوم شهر, وكانت شدة آلامها قد قادتها إلي أحد الأطباء فطلب منها إجراء أشعة كشفت عن وجود حصوة في كليتها اليسري وحصوة أخري في الحالب الأيمن, فعاد وطلب أشعة مقطعية لحسم الموقف.. وهنا اكتشفت أنها وقعت في دوامة وأن تكاليف الأشعة وحدها تفوق كل دخلها, ولم يكن لها معين إلا راعي كنيسة رئيس الملائكة الجليل بالمعصرة.. ذهبت له تشكو حالها فكتب لها خطابا قدمها لنا فيه.. رحبنا بها وبدأنا معها علي الفور رحلة علاجها.
** البداية كانت مع الدكتور ثابت إلياس استشاري الكلي والمسالك البولية بمستشفي السيدة العذراء بالزيتون.. بعد الفحص ومناظرة صور الأشعات التي تحملها طلب إجراء أشعة مقطعية وتحليل لوظائف الكلي قبل تقرير الموقف, وإلي يجانب هذا قرر لها مجموعة من الأدوية لتخفيف أوجاعها لحين الوقوف علي نتائج التحاليل الأشعة المقطعية.. ومع كل المسكنات والمهدئات التي قررها لها الدكتور ثابت لم يرحمها المغص الكلوي وانتظرنا بلهفة النتائج.. لم تصدمنا يومها النتيجة فدموع الأم تريزة كانت توحي بما أكدته النتائج.. قصور في وظائف الكلي, وأسفل الحالب الأيمن حصوة مع ضيق بالحالب, وفي الكلي اليسري حصوات مع ضيق في الحالب الأيسر أيضا.
* * *
** الأمر لم يكن سهلا.. يومها -أكتوبر 2014- رأي الدكتور ثابت أنه لابد من تجزئة العلاج علي مرحلتين.. في الأولي قام بتكسير الحصوة الموجودة بالحالب الأيمن بالمنظار وإزالة أثرها لتوسيع الحالب مع تركيب دعامة, وفي ذات العملية انتقل إلي الحالب الأيسر فقام بتوسيعه وتركيب دعامة وأبقي علي الحصوات الموجودة بالكلية اليسري فقد كانت من الكثرة التي لا يمكن للأم تريزة أن تتحمل أيضا تفتيتها في ذات العملية.. وعلي امتداد أربعة شهور كاملة ظلت الأم تريزة تحت الملاحظة الدقيقة مع الدكتور ثابت إلياس.. كل أسبوع تقريبا.. تحليل لوظائف الكلي ومزرعة للبول, وكل شهر أشعة علي الكليتين والحالبين, إلا أن اطمئن لسلامة الموقف واتساع الحالبين فاصطحبها إلي حجرة العمليات لرفع الدعامتين بعد أن قاما بدورهما ولم يعد ثمة احتياج لوجودهما.. وبدأ الاستعداد للدخول إلي المرحلة الثانية لتفتيت الحصوات المتجمعة بالكلي اليسري وكانت من الكثرة التي رأي معها الدكتور ثابت أنه لن يجدي معها التكسير بالمنظار, وأنه ليس من طريق أمامنا إلا تفتيتها بالموجات التصادمية.. وقد كان.
** مع بدايات عام 2015 كنا قد نجحنا مع الأم تريزة في تخليصها من متاعب الكلي وعذابات المغص الكلوي الذي فاق كل عذابات الإنسان مع صليب المرض.. لكن رحلاتنا معها لم تنته, فشبح السكر الذي يطاردها كل يوم لم يكن من الممكن أن نتركه.. ظللنا معها مع المتابعة الدقيقة للدكتورة ديزني ولسن استشاري السكر والغدد بمستشفي الراعي الصالح بشبرا.
قائمة طويلة من الأدوية تقررها الدكتورة ديزني مع كل فحص وقراءة لنتائج التحاليل الشهرية.. ومع كل العلاجات التي نقدمها للأم تريزة تجنبا لأية مضاعفات لمرض السكر كانت عيوننا أيضا علي الكلي إذ كان الدكتور ثابت إلياس قد رأي منذ البداية أن تكوين الحصوات بهذه الصورة يرجع إلي طبيعة الجسم, ومع أنه كان قد قرر لها مجموعة من الأدوية ونظاما غذائيا يجنبها تكوين حصاوي مستقبلا, إلا أن كونها مريضة سكر جعلنا في حذر من أي تدهور قد يصيب الكلي, ولهذا واصل معها الدكتور ثابت إلياس الفحص وعمل التحاليل, ومع كل هذا عند مناظرته للأشعة التي أجرتها الشهر الماضي اشتبه في وجود حصوة بالكلية اليسري, ولقطع الشك باليقين طلب عمل سونار فجاء مؤكدا لتوقعاته.
** صدمتنا المفاجأة ليس لمجرد ظهور حصوة جديدة لكن في شكل الحصوة التي تحمل اسما لم أسمع عنه من قبل واضطربت له عندما قال لي الدكتور ثابت حصوة قرن غزال!!.. سألته متعجبا: حصوة قرن غزال!!.. أجابني: كل الحصوات هي مجرد ترسبات أملاح في منطقة تجميع البول داخل جيوب الكلية, وعندما تكون الحصوة صامتة ولا يظهر لها أية أعراض فإنها تظل تنمو وتكبر وتمتد ولا أحد يدري عنها شيئا إلي أن يكتشف أمرها صدفة أثناء إجراء فحوصات طبية عادية.. وهذا ما حدث مع الأم تريزة.. ولأن الحصوة الساكنة تمتد داخل تجويف الكلية ذات الشكل المتشعب- أشبه بقرن الغزال- فمن هنا جاءت التسمية حصوة قرن غزال.
** ما صدمني أكثر أن الدكتور ثابت إلياس الذي ظل يتابعها علي امتداد أكثر من ثلاث سنوات قال لي بأمانته: إن مثل هذه الحصوات تحتاج إلي جراحة دقيقة مشيرا إلي أن أفضل وأأمن مكان لهذه الجراحة هو المعهد القومي لأمراض الكلي.. هذه الجراحة سوف تكون موضوع حديثي القادم إليكم اليوم. واغفروا لي إن كنت أطلت عليكم عندما رأيت أن أعود بكم إلي بدايات رحلاتنا مع الأم تريزة.. أردت أن تعيشوا معنا رحلاتنا الطويلة علي امتداد ثلاث سنوات لتروا عين الله وهي علينا لا تفارقنا.. وتروا يد الرب وهي تمتد إلينا.
كان الرب مع الأم تريزة عندما دخلت حجرة العمليات ثلاث مرات.. وكان الرب معها حافظا مع ضربات السكر ومضاعفاته.. وأصار حكم عندما ظهرت حصوة قرن الغزال سألت الرب معاتبا: لماذا أغفلت عينيك عنا.. لماذا تركت يديك يد الأم تريزة؟!.. وجاءتني الإجابة فيما بعد.. أبدا لم أترككم ولم تغفل عيني عنكم.. جاءت إجابة الرب علي فم الدكتور عادل جبرة.. تعالوا اسمعوه..
الدكتور عادل جبرة يحكي
معجزة خروج حصوة قرن غزال من كلية الأم تريزة
فيما بدت الاتصالات تمهيدا لدخول الأم تريزة المعهد القومي لأمراض الكلي لاستئصال الحصوة المتشعبة التي تحمل اسم -قرن غزال- تشكل لنا إزعاجا وقلقا.. وفيما كنت أسعي لهذا فوجئت بالأم تريزة تبدي مخاوفها من دخول معهد الكلي وترشح الدكتور عادل جبرة استشاري جراحة الكلي المسالك البولية بمستشفي الراعي الصالح.. ولأنني لم يسبق لي التعامل معه فأصارحكم أنني ترددت, لكني أمام إلحاحها الذي لم أعرف له سببا وقتها, وحرصا علي راحتها النفسية وهي تقدم علي جراحة دقيقة وخطيرة, اتصلت بالدكتور عادل جبرة وكان أول حديث لي معه.. طالب الحديث وزال معه ترددي, وكتبت خطابا إلي الدكتور مدير مستشفي الراعي الصالح لتجري لها الجراحة عناية الدكتور عادل جبرة.
وأصارحكم أنني فيما بعد تساءلت: كيف مضت كل الأمور بهذه السرعة, وكيف عدلت عن قراري, وعن مشورة الدكتور ثابت إلياس الذي يتابعها لسنوات ثلاث؟!.. وجاءتني الإجابة بعد الجراحة.. التمستها من بين كلمات الدكتور عادل جبرة وأنا أسأله محاولا معرفة تفاصيل الجراحة التي استغرقت ثلاث ساعات!!.. من بين كلمات كشفت الحقيقة التي نعيشها في كل رحلاتنا مع أصدقائنا المتألمين -عين الله لا تغفل عنا ويده تمتد دائما لنا- هذه المرة لم يكن هذا مجرد أحاسيس ألمسها.. بل شهادة طبيب رأي عين الرب تضئ ويده تمتد داخل حجرة العمليات.
** المريضة تريزة واصف عندما زارتني لم تكن في حاجة إلي مناظرة ولا إلي تشخيص.. كانت حالتها واضحة وسبق تشخيصها وتقررلها من قبل إجراء جراحة لاستخراج حصوة قرن غزال من كليتها اليسري.. وكانت تحمل مجموعة من الأشاعات آخرها أشعة مقطعية وعددا من التحاليل الطبية الحديثة لكل وظائف الجسم..
جاءتني جاهزة لإجراء الجراحة.. حاولت أن تذكرني بجراحة أجريتها لها منذ 12 سنة بمستشفي الساحل في كليتها اليسري أيضا واستغرقت وقتها 7 ساعات ولكني لم أتذكر.. حقيقي أن تقدما حدث في الطب لمعالجة استخراج الحصوات بالمناظير أو تفتت بالموجات التصادمية, ولكن حالتها لا يجدي معها هذا ولا ذاك ولابد من التدخل الجراحي.. لكن المشكلة أن الجراحة معها دقيقة وخطيرة وهي من العمليات الحرجة والعاجلة لأكثر من سبب.. فالحصوة عندها متشعبة داخل حوض الكلي ولهذا سميت بـقرن غزال وعلي الجراح أن يتعامل معها بعناية لفك كل اشتباكات الحصوة مع أنسجة الكلية..
وثانيا لأنه قد سبق وأجريت لها جراحة كبيرة في ذات الكلية كانت هناك محاولات للتفتيت في ذات الكلية بالموجات التصادمية, فأنت قادم علي مجهول لا تعرف حالته ولا كيف ستتعامل معه؟!.
وثالثا لأنها مريضة سكر حقيقي أنكم ترعونها في علاج السكر بانتظام ونتائج التحاليل توضح انضباط نسبة السكر, لكن مريض السكر يصعب التعامل معه خاصة في الجراحات الطويلة.
وأخيرا وهو الأخطر أنها تعاني من أنيميا حادة فنسبة الهيموجلوبين كانت (9) فقط وهي نسبة ضئيلة جدا لا يسمح لمثلها بإجراء جراحة لا يعرف سوي الله كم ستستغرق من الوقت, فضلا عن فصيلتها (B-) وهي من الفصائل النادرة التي يصعب توافرها في المستشفيات وبنوك الدم.. لكن ومع كل هذه المحاذير لم أكن أستطيع كطبيب أن أتردد في إنقاذها.
** بداية -والكلام مازال للدكتور عادل جبرة- طلبت إجراء الجراحة بمستشفي الرعي الصالح حيث تتوفر به تجهيزات عالية فجاءتني موافقتكم وطلبت توفير 3 أكياس دم فصيلة (B-) وأنا أعرف أنها فصيلة غير متوفرة ولكني أكدت أنه لن أستطيع أن أدخل بها حجرة العمليات إلا وأكياس الدم الثلاث موجودة بالمستشفي لتصحيح الأنيميا قبل وبعدالجراحة, حقيقي أن إجراء الجراحة تأخر أربعة أيام حتي أمكن لأولادها توفير ثلاثة أكياس دم من فصيلتها النادرة, استخدم واحدة منها أثناء العملية عند بدء التعامل مع الحصوة يطول ما يقرب من ثلاث ساعات- ورأي طبيب التخدير -دكتور إيهاب- ضرورة مدها بكميات دم خارجي لأنه كما هو معروف أن الدم يعطي تدفقا للأكسجين في الجسم, واستخدم كيس ثان بعد العملية لضبط نسبة الهيموجلوبين وقد أمكن الوصول به إلي (11) وكان قبل العملية (9) فقط.
** مع هذه الصورة عدت أذكر الدكتور عادل جبرة بكلماته في بداية حديثه معي لم أكن أستطيع أن أتخلي عن إجراء الجراحة.. سألته: لماذا والأمر كان علي هذا النحو المحبط.. قال: لا يمكن لطبيب أن يتأخر عن إنقاذ حياة إنسان, فالمريضة كانت معرضة للدخول في فشل كلوي إذ كانت نسبة الكرياتينين قد وصلت إلي (3.1) وزادت الخطورة عندما تأخر إجراء الجراحة أربعة أيام فارتفعت إلي (4.1).. ومع كل هذه المخاطر التي كانت تحيط بالعملية قدمت مشيئة الله ودعوته ليمد يده قبل يدي.. وكنت قلقا طوال الليل, وصليت كثيرا إلي الرب. وأثناء العملية كان طيف أحد القديسين أمام عيني في حجرة العمليات.
أدرك الدكتور عادل جبرة أن شيئا ما كان يجب أن يفصح عنه عندما سألته: من هو هذا القديس؟!.. رفض بشدة وأوقفني عن الإلحاح عندما قال: هذا شئ بيني وبين ربنا.. اكتفيت وصمت لأنني عرفت لماذا أرشد الرب تريزة إلي الدكتور عادل جبرة لإجراء الجراحة.. وأصبحت مطمئنا أن يد الرب معنا في كل رحلاتنا مع المتألمين.
* * *
** بعد الجراحة ظلت أتردد علي الأم تريزة طوال إقامتها بالمستشفي والتي أمتدت لأسبوع, للاطمئنان علي سلامتها بعد الجراحة الحرجة خاصة وأن الدرنقة نزفت دما, ولأن حالتها الصحية عموما غير مستقرة كونها مريضة سكر فضلا عن أنها تعاني من أنيميا حادة من قبل الجراحة.. وإذ أذكر هذا فلابد أن أسجل هنا تقديري العميق للدكتور عادل جبرة الذي كان يعاود زيارتها صباحا ومساء ويتابع حالتها مع الأطباء المساعدين وفريق التمريض ساعة بساعة.. والأهم عنده لم يكن مجرد نجاح العملية واستخراج الحصوة, كان مهتما بسلامة الكلي فأوصي بأن يناظرها استشاري أمراض الكلي وانتدب لمتابعتها والإشراف علي علاجها الأستاذ الدكتور استشاري الكلي.
وكلما زرتها وجلست إليها أتذكر سلسلة العذابات مع حصوات الكلي التي عاشتها وعايشناها معها لسنوات ثلاث.. وأتذكر أنها المرة الرابعة التي دخلنا بها حجرة العمليات.. وأذكر أن كل مرة كنت أراها بشوشة تملك سلاما داخليا وطمأنينة علي قدر إيمانها الكبير وشفاعتها بالقديسين الذين تغطي صورهم وسادتها علي سرير المستشفي.. كنت أسمع همساتها مع داود النبي امل يارب أذنك واسمعني لأني مسكين أنا, خلص عبدك المتكل عليك, ارحمني لأنك يارب صالح ووديع ورحمتك كثيرة لجميع المتشفعين بك.. وكان الرب يستجيب لها ويعيننا لنواصل رعايتها بعطاياه التي يرسلها لنا من خلال أصدقائنا صناع الخير.. ومازالت الأم تريزة تحت الرعاية الكاملة والمتابعة الطبية للأستاذة الدكتورة ديزني ولسن استشاري أمراض السكر, والأستاذ الدكتور استشاري أمراض الكلي.. ومازالت رحلتنا مستمرة.. وأدعوكم يا كل الأصدقاء للصلاة من أجلها.
صندوق الخير
200 جنيه من يدك وأعطيناك
2000 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
1150 جنيها فاعلة خير
500 جنيه م.إميل بأسيوط
100 جنيه علي روح المرحومة عايدة فهمي رزق
5000 جنيه طالب شفاعة العذراء مريم
50 جنيها طالب صلوات البابا شنودة بأسيوط
200 جنيه بركة صلوات الشهيد مارجرجس بأسيوط
250 جنيها طالب صلوات أنبا ميخائيل شفيع أسيوط
500 جنيه طالب شفاعة الست العذراء أم المخلص بأسيوط
600 جنيه طالب صلوات الشهيد أبسخيرون القليني بأسيوط
220 جنيها طالبة صلوات مارجرجس بأسيوط
300 جنيه طالبين شفاعة العذراء مريم
200 جنيه علي روح المرحومة عايدة فهمي رزق
250 جنيها من سلف الرب
200 جنيه من يدك وأعطيناك
500 جنيه من يدك وأعطيناك
18000 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
1000 جنيه فاعل خير
500 جنيه من يدك وأعطيناك
2000 جنيه طالبين شفاعة العذراء مريم
600 جنيه أحباء الملاك ميخائيل
200 جنيه من يدك وأعطيناك
18000 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
10000 جنيه طالب صلوات البابا كيرلس والأنبا كاراس السائح بأبوقير الإسكندرية
3000 جنيه فاعل خير
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه كريمة زكي
500 جنيه علي روح المرحومة عزيزة واصف
100 جنيه رضا حبيب
10017 جنيها من يدك وأعطيناك بأسيوط
350 جنيها فاعل خير
10000 جنيه من يدك وأعطيناك يارب طالبة شفاعة العذراء ومارمينا والبابا كيرلس
250 جنيها من سلف الرب
200 جنيه علي روح المرحوم صالح إسحق
500 جنيه من يدك وأعطيناك بالمعادي
200 جنيه من يدك وأعطيناك
1500 جنيه طالبي الصلاة
2000 جنيه علي روح المرحومة ر.ر بأسيوط
200 جنيه صديق من العريش
5000 جنيه طالب شفاعة الست العذراء والأنبا إبرآم بفيصل
200 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه علي روح المرحومة عايدة فهمي
100 جنيه من يدك وأعطيناك
300 جنيه طالبين شفاعة العذراء مريم
150 جنيها طالبة صلوات العذراء بأسيوط
200 جنيه حبيب العذراء مريم بأسيوط
500 جنيه طالبة العناية الإلهية بأسيوط
1100 جنيه يسوع يقدر بأسيوط
320 جنيها شفاعة العذراء والشهداء بالإسكندرية
1000 جنيه الصديق نشأت بأسيوط
—————
103907 مائة وثلاثة آلاف وتسعمائة وسبعة جنيهات