عقدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان ظهر اليوم الاثنين ١٨ سبتمبر الجارى أولى فاعلياتها على هامش مشاركتها في أعمال الدورة ٣٦ لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة التي تتواصل في مقر الأمم المتحدة في العاصمة السويسرية جنيف.
تناولت الفعالية “حقوق الإنسان وتداعيات الإرهاب في المنطقة العربية”، وتحدث خلالها كل من “علاء شلبي” الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، و”حافظ أبو سعدة” رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو اللجنة التنفيذية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والأستاذ “عرفات الرفيد” المدير التنفيذي لمركز التأهيل والمعلومات في مجال حقوق الإنسان في اليمن، وأدار المناقشات محمد راضي” المدير التنفيذي للمنظمة العربية.
أشار الأمين العام للمنظمة إلى تنامي مخاطر وأنماط الإرهاب في المنطقة العربية اتصالا بتنامي النزاعات المسلحة الدولية والداخلية في ٧ ساحات عربية، وتأثيراتها المتزايدة على الوضع في بلدان الاستقرار النسبي الأخرى في المنطقة، وما تسفر عنه من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وخاصة الحق في الحياة والسلامة الشخصية وتعقيدها لفرص التسوية السلمية النزاعات، فضلا عن تأثيراتها الفادحة على مصادر دخل رئيسية للدول وبالتالي على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف أن المنطقة تحولت بسبب الحرب الدولية غير المنضبطة على الإرهاب عقب جريمة ١١ سبتمبر ٢٠٠١ إلى ساحة مواجهة رئيسية عالميا، وما لبثت أن تعمقت الحرب فيها عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في العام ٢٠٠٣، وما سببه من التحول عن القضية الفلسطينية إلى تفجير الصراع السني الشيعي في المنطقة، وانغماس تنظيمات الإرهاب في هذا الصراع على الطرفين حتى الآن.
وتطرق الأمين العام للمنظمة إلى ما رافق تصدي الحكومات العربية للإرهاب من تغول على حساب حقوق الإنسان والحريات، بما وفر دعم غير مباشر للإرهاب استفادة من أخطاء مكافحة الارهاب، فضلا عن استخدام مكافحة الإرهاب في تضييق المجال العام، وأبرزها في مجال حريات التعبير والتجمع من خلال قوانين جرائم المعلومات والنشر والجمعيات، وساعدها على ذلك الكوارث التي رافقت الحملات الدولية ضد الإرهاب وضد تنظيم “داعش” بصفة خاصة، على نحو أكد استخدام أطراف إقليمية ودولية للارهاب في صراعاتها السياسية.
وعن تحديات الإرهاب ومكافحة الإرهاب في مصر، أشار “حافظ أبو سعدة” إلى محاولات الإرهابيين التذرع بمبررات سياسية، والتأثير الكبير للإرهاب على الناس، وخاصة سكان بعض مناطق شمالي سيناء، واستهداف المواطنين المسيحيين، وتدمير السياحة وجذب الإستثمارات.
وأكد “أبو سعدة” على أهمية تبني استراتيجية دولية متكاملة لمكافحة الإرهاب الذي يؤدي لتجفيف تمويل الارهاب وتقويض ملاذاته الآمنة، وأن هذا سيوفر العامل الرئيسي في الحد من الانتهاكات التي ترافق جهود مكافحة الإرهاب، والتي تجاوزت مقتضياتها لتنال من الحريات العامة والسياسية.
.
وعبرت المناقشات عن الاهتمام بكيفية منع إفلات الإرهابيين من العقاب، والحيلولة دون تسترهم خلف مبررات سياسية، وضمان جهد جماعي دولي مخلص في مواجهة الارهاب وعدم التوصل لاتفاق جماعي لتعريف الإرهاب، والدور المنوط بحركة حقوق الإنسان، والإشكاليات بشأن ظهور “منظمات حقوقية” تعمل في خدمة الإرهاب على نحو ما يجري من قبل من يستخدمون اسم الفرع السابق للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وغيرها.