” تنمية الصعيد ” .. تعبير تردد كثيراً عبر سنوات طويلة ، فالكل يعلم أن الصيد عانى لعقود عديدة من الإهمال وإنصراف جهود التنمية والاستثمارات إلى بقاع أخرى على الخريطة المصرية خاصة محافظتى القاهرة والإسكندرية ، لذلك أخذت الدولة على عاتقها – خاصة بعد ثورة 30 يونيو – أن تنال محافظات الصعيد نصيباً أوفر من التنمية ، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى تسعة قرارات تخص تنمية الصعيد وهى : إنشاء الهيئـة العليـا لتنمية جنوب مصر، والتي تهدف إلى الإرتقاء بالخدمات العامة وتوفير فرص عمل والعناية بآثار النوبة، باستثمارات تصل إلى 5 مليارات جنيه خلال الخمس سنوات القادمة ، وإطلاق مشروع قومي لإنشاء مناطق صناعية متكاملة للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، إذ تبدأ المرحلة الأولى منه بإنشاء 200 مصنع صغير بكل محافظة من محافظــات الصعيــد خـــلال الستــة شهور القادمة ، والعمل على زيادة الجهود الموجهة لتحسين مستوى جودة الحياة بالصعيد من خلال العمل على استمرار تكثيف الجهود في مجالات الصحة والتعليم والنقل والإسكان ، بالإضافة لتحويل أسوان إلى عاصمة للاقتصاد والثقافة الأفريقية والإحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل للترويج السياحي لمصر .. كما يهدف برنامج التنمية المحلية لمحافظات صعيد مصر إلي رفع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية المرتكزة على زيادة الدعم للقطاع الخاص لخلق المزيد من فرص العمل المستدامة ، إذ بدأ تنفيذ البرنامج في مارس 2017 وهو ممول من البنك الدولي بمبلغ 500 مليون دولار .
” البرامج تشمل الصحة والتعليم”
فى البداية قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الإداري : إن الحكومة تولى أهمية كبيرة للتنمية فى الصعيد بما يحقق تكامل جهود التنمية الاقتصادية والإجتماعية، وجهود الدولة لتغطية الفجوات التنموية المختلفة والإسراع بمعدلات التنمية , كما يهدف البرنامج إلى رفع الكفاءة المؤسسية للمحافظتين وتحديث منظومة التخطيط المحلي القائمة على المشاركة ودعم منظومة جمع وتحليل البيانات , وأن الحكومة خصصت استثمارات بنحو 21.3 مليار جنيه لبرامج تنمية محافظات الصعيد، بما يشكل نسبة 22% من جملة الاستثمارات الحكومية.
أضافت:تشمل الاستثمارات برامج التعليم والصحة والإسكان والمرافق والنقل والري وغيرها, وشملت أيضا استثمارات حكومية مستهدفة لتطوير العشوائيات بنحو 3.5 مليار جنيه لتصل نسبة المناطق العشوائية التي سيتم تطويرها إلى 50% من جملة المناطق المستهدفة. وبلغ حجم الاستثمارات الحكومية المستهدفة لمشروعات القرى الأكثر احتياجا نحو 244.4 مليون جنيه في خطة عام 2017- 2018 وأضافت : أنه سيتم استكمال إنشاء محور كوبرى عدلى منصور على النيل بمحافظة بني سويف، ووصلة جنوب الفيوم طريق الواحات 125 كم، والتوسع في برنامج الإسكان الاجتماعي بمحافظة المنيا.
ذكرت وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الإداري أن أهم مشروعات تنمية الصعيد تتركز في القرى الأكثر احتياجا في خدمات الإسكان والمرافق والتنمية المحلية خاصة في سوهاج والمنيا وأسيوط وقنا ، إذ تبلغ جملة الاستثمارات الكلية المستهدفة في خطة 2017-2018 حوالي 646 مليار جنيه مقارنة بنحو 530 مليار جنيه استثمارات متوقعة لعام 2016-2017 وهو ما يعني زيادة معدل الاستثمار من نحو 15.6% من الناتج المحلي الإجمالي
من جانبه أعتبر المركز المصرى للدراسات الاقتصادية أن التوسع في التجمعات الصناعية ليس هو السبيل الوحيد لتعميق الصناعة وتعزيز تنافسيتها، بل يجب أن يتم ذلك بالتوازي مع حل مشكلات المناطق الصناعية القائمة بمحافظات الصعيد للأستفادة من موارد الدولة التي تم تخصيصها سابقا لهذه التجمعات ولطمأنة المستثمرين الجدد على استدامة مشروعاتهم في هذه التجمعات الجديدة ، منوهاً أن هناك محاولات جادة من وزارة التجارة والصناعة لطرح فرص استثمارية، وقد بدأت في ذلك بعدد من المحافظات هي قنا وسوهاج وبنى سويف والأقصر والمنيا وأسوان وأسيوط، إلا أن هذه الفرص تحتاج إلى مزيد من الدراسة والتفصيل لتكون خريطة قومية متكاملة للاستثمار الصناعي.
” لابد من اكتشاف ابناء الصعيد”
قال اللواء عصام البديوي محافظ المنيا: تم تشكيل لجنة لتنمية جنوب الوادي في محافظة المنيا وذلك للإعلان لأهالي محافظة المنيا بشكل خاص ومحافظات الصعيد بشكل عام أنهم في بؤرة اهتمام الدولة ونسعى جديا إلى حل المشاكل التي يعانون منها والمتراكمة على مر العصور وتغيير الصورة الذهنية التي يتم الترويج لها عن تخلف الصعيد وجموده وانتشار الجهل والأمية والأمراض والعنف والإرهاب ، على الرغم من أن هذا الصعيد هو من أخرج لنا الكثيرمن القادة والمبدعين على مرالعصور منهم جمال عبد الناصر، طه حسين، عباس محمود العقاد، عمار الشريعي، الشيخ مصطفى عبد الرازق، مكرم عبيد، هدى شعراوي وكثيرين.
أعلن المحافظ عن وضع كافة إمكانيات المحافظة للإتفاق على تنفيذ خطة إستراتيجية واضحة المعالم، تستهدف بناء المنيا الجديدة وتطوير حياة أبنائها وبناء مستقبلها الثقافي والاقتصادي بشكل يليق بمكانة أهلها ، معربا عن أمنياته بأن تلقى المحافظة دعم اللجنة في استكمال مشروعاتها القومية ووضعها على خريطة السياحة العالمية وفتح آفاق الاستثمار والصناعة على أرضها والدفع بقوافل المكتشفين لاكتشاف الفنانين والعلماء والمبدعين من أبنائها، لإثراء الحياة في مصر لتصبح المنيا نموذجا لباقي محافظات مصر في التطور والنماء بتضافر جهود أبنائها,
أكد خالد عبد العزيز فهمي عضو مجلس النواب بلجنة الإسكان أنه بقيام الرئيس عبد الفتاح السيسي بإفتتاح عدد من المشروعات في قنا سوهاج يُعد بداية لخروج الصعيد من بؤرة إهمال الدولة وذلك بعد غيابها لعشرات السنين في تنمية الصعيد ، مُشيداً بتوجهات الحكومة بإنشاء مناطق تنموية في كل محافظات ، منها مناطق صناعية باستثمارات مصرية وأجنبية مثل مصانع سامسونج أو مصانع الحديد والأسمنت ، منوهاً أن شركة تنمية الريف المصري المنوط بها استزراع مليون ونصف فدان ركزت على محافظات الصعيد وخاصة التي لها ظهير صحراوي .
يرى عضو مجلس النواب أن الدولة بدأت العمل على ايجاد بنية تحتية قوية من طرق ممتددة من القاهرة إلي أسوان وانشاء كباري علوية تربط المناطق الغربية بالمناطق الشرقية التي يفصلها نهر النيل ، مؤكداً أأن محافظات الوجه القبلي تُعد الأشد فقراً بسبب اهمال الحكومات المتعاقبة لمحافظات الصعيد، وعدم وجود أي خطط تنموية بهذا الشريان الهام منذ أكثر من 30عاماً مضت ، منوهاً أن سنوات الخمسينات والستينات والسبعينات كانت أخر عهود التنمية في محافظات الصعيد
“أعضاء مجلس النواب يسعون للأستفادة من محافظات الصعيد”
زهاد عضو مجلس النواب عن إحدى دوائر سوهاج أن الصعيد أصبح على خارطة الاستثمار بعد سنوات التهميش ، منوهاً أن افتتاح عدد من المصانع والمشروعات الاقتصادية جاء في إطار تشجيع الدولة للصناعة وخلق فرص عمل لشباب الصعيد من خلال دعم منشأت صناعية عملاقة خلال الفترة القادمة ، مؤكداً أن هناك محاولات جادة من أعضاء مجلس النواب بالتعاون مع الحكومة للإستفادة من محافظات الصعيد ووضعها على خارطة الاستثمار من خلال إنشاء مصانع عملاقة توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الصعيد
أشار” أبو زهاد ” أنه تم افتتاح عدد من المصانع مؤخراً شملت مصنعاً للتكييف الصحراوى والخشب المضغوط والأعلاف والمنتجات البلاستيكية باستثمارات 185 مليون جنيه ويوفر ما يقرب من 500 فرصة عمل مباشرة، وأخر لإنتاج الخشب المضغوط من سيقان الذرة الرفيعة بإستثمارات 100 مليون جنيه ويوفر 180 فرصة عمل مباشرة و3600 فرصة عمل موسمية ، وأضاف خالد صالح أبو زهاد : لقد تم أيضاص أفتتاح مصنعاً فى مجال تصنيع الأعلاف الداجنة والحيوانية باستثمار 15 مليون جنيه ويوفر 25 فرصة عمل مباشرة، فيما يعمل المصنع الثالث والرابع في مجال تصنيع الشنط والأكياس البلاستيكية باستثمار 50 مليون جنيه ويوفران 130 فرصة عمل مباشرة.
إعد اتحاد شباب الصعيد إحصائية جاء فيها أن نصف سكان الصعيد يقع تحت خط الفقر؛ بل يحتل المرتبة الأولى في معدلات الفقر ومعدلات الدخل منخفضة بشكل كبير، وبحسب تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء رصد الاتحاد أن محافظة أسيوط تتصدر المركز الأول في المحافظات الأكثر فقرًا، حيث بلغت نسبة الفقر بها 60% يليها محافظة قنا 58% ثم سوهاج 55% ثم الأقصر 47%، كما بلغت نسبة الفقراء بين الأميين 37% في نهاية عام 2013 مقابل 9% لمن حصل على شهادة جامعية في نفس العام، وأضافت الإحصائية أن خط الفقر المدقع للفرد الذي لا يجد المأكل والمشرب عندما يصل دخله السنوى إلى 2570 جنيهًا بواقع 214 جنيهًا في الشهر، وخط الفقر الأدنى مستوى دخله يصل إلى 3920 جنيهًا بواقع 327 جنيهًا شهريًا، ومن ناحية الأمية فإن محافظات الصعيد بها أعلى نسبة للأمية وأعلاها محافظة الفيوم، حيث تحتل نسبة 37% يليها سوهاج بنسبة 35.5% ثم المنيا بنسبة 34.4% ثم بنى سويف بنسبة 33.1% ثم أسيوط بنسبة 32.5% وأخيرًا محافظة أسوان بنسبة 17.5%.
قال علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب أن التنمية والأوضاع الأمنية وجهان لعملة واحدة مؤكداً أن الصعيد عانى التهميش على مدار سنوات طويلة ماضية وكان لابد من اعادة النظر اليه لسد جميع الأبواب فى وجه التنظيمات الارهابية التى تستغل الفقر والجهل لتجنيد أعضاء جدد.
أضاف: أن الصعيد شأنه شأن باقى محافظات الجمهورية، وأنه سينال حقه من التنمية فى الطرق والكبارى ومشروعات الاسكان والمدارس والمصانع واستصلاح الأراضى الزراعية وجميع المشروعات التى توفر حياة كريمة للمواطن مضيفا نتمنى أن تصل الدولة لمرحلة من التنمية فى الصعيد تدفع أبناء هذه المحافظات الى عدم الهجرة الداخلية الى القاهرة والاسكندرية والمحافظات الأخرى والعمل داخل محافظات الصعيد بعد توفير فرص العمل , مشيرا الى أن الحل الأمنى وحده لا يكفى ، يجب الاهتمام بالتعليم والقضاء على البطالة وتضافر جهود كافة مؤسسات الدولة للقضاء على وجود بعض التنظيمات الارهابية فى الصعيد بجانب التعاون الشعبى والاهتمام بالتوعية الدينية من خلال المساجد والكنائس، بجانب دعم خطط تنمية الصعيد ووضعه على خريطة التنمية.
“قنا وسوهاج أكثر محافطات الصعيد تأخرا”
قال الدكتور خيرى الفرجانى أستاذ الاقتصاد السياسى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية : لقد وافق مجلس الوزراء من حيث المبدأ على مشروع قانون بإنشاء وتنظيم هيئة تنمية جنوب صعيد مصر، ومن أهم أهدافها وضع وتنفيذ ومتابعة خطة للإسراع بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية الشاملة لمناطق جنوب صعيد مصر الأكثر احتياجاً، وتكون الأولوية في مباشرة أنشطة الهيئة للمشروعات التي تحقق عائداً تنموياً ونسب مرتفعة من التشغيل والعمل علي جذب استثمارات لصالح المناطق المستهدفة.
مُضيفاً : أن البنك الدولى قد أعلن عن موافقة مجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة البنك الدولى على قرض جديد بقيمة 500 مليون دولار دعماً لجهود الحكومة المصرية الرامية إلى توفير فرص العمل فى صعيد مصر، عن طريق تحسين مناخ الأعمال والنهوض بمرافق البنية التحتية وتقديم الخدمات.
استطرد أستاذ الاقتصاد السياسى قائلاً : سيكون تركيز برنامج التنمية المحلية فى صعيد مصر على اثنتين من أكثر محافظات مصر تأخرا، وهما قنا وسوهاج، فى محاولة لخفض معدلات الفقر وتحقيق الرخاء ، حيث يتكون صعيد مصر من عشر محافظات، تضم نحو 38% من سكان مصر، يمثل الفقراء منه 67% ، ويتركَّز أشد الناس فقرا فى المناطق الريفية، ويتخلَّف صعيد مصر عن بقية البلاد من حيث النمو الاقتصادى، وفرص العمل والتوظيف، وتوفر الخدمات، فيما تبعد محافظتا قنا وسوهاج عن الموانئ والأسواق الرئيسية، وهو ما استازم طلب الحكومة المصرية خبرة وتمويل البنك الدولى لمشروع مصر لتنمية تلك المناطق المتأخرة تنمويا. بينما يتكون برنامج التنمية من جزأين: الأول يهدف إلى تحسين الخدمات التى تقدمها الحكومة لمؤسسات الأعمال، ودعم القدرة التنافسية للقطاعات الاقتصادية، وتحسين إدارة المناطق الصناعية، وتقديم الخدمات للمناطق الصناعية الست القائمة فى المحافظتين ، والجزء الثانى للبرنامج يساند تطبيق نظام المنح المرتبطة بالأداء، وزيادة اعتمادات الميزانية المخصَّصة للمحافظتين وسلطاتهما فى اتخاذ القرارات ، إذ يهدف البرنامج إلى معالجة المعوقات المؤسسية فى طريق النمو على المستوى المحلى من خلال تقديم حوافز مالية لتحسين مستويات نظم الإدارة الرشيدة والحكم المحلى وتعزيز الخدمات للمواطني” .
قال المستشار محمد سليم عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان : إن الحكومة وحدها لن تستطيع حل مشاكل محافظات الصعيد التى تراكمت على مدى عقود طويلة كما تراكمت مشاكل وأزمات مصر على مدى عقود طويلة مضيفا أن جمعيات ومنظمات الجمعيات الخيرية والأهلية منتشرة فى محافظات الوجه البحرى والقاهرة ولكنها لا تعرف شيئا عن محافظات الصعيد ولابد من مساندتها فى مشاكل محو الأمية وتوفير فرص عمل وغيرها من المشاكل , وطالب بإنشاء مصانع ومشروعات صغيرة تستوعب هذه الطاقات وتمثل اضافة حقيقية للاقتصاد الوطني ,مشيرا إلى أن تنمية الصعيد ليست مهمة مستحيلة وأن وجود نية صادقة لدى الحكومة لتنمية محافظات الصعيد ستجعلها منطقة جاذبة للاستثمار والاقامة من المصريين والأجانب كما أنه لابد من استغلال توافر الأيدى العاملة فى الجنوب.
أضاف: أن نسبة الشباب فى محافظات الصعيد تتجاوز 65% ومع ذلك لا يوجد اهتمام كاف بهم لافتا إلى ضرورة الاهتمام بهم حتى لا يتم تركهم عرضة للتحول إلى إرهابيين من خلال تأسيس نواد ثقافية ومراكز للشباب وتطوير التعليم فى مختلف محافظات الصعيد حتى نتمكن بشكل رئيسى من تنمية هذه المحافظات والقضاء على أى فرصة لخلق بؤر إجرامية بداخلها و ضرورة إنشاء مناطق صناعة واستثمارية والتشجيع المستمر لخلق فرص عمل للشباب بالاضافة للاهتمام بالرعاية الصحية.
وقال المهندس معتز محمود عضو مجلس النواب عن محافظة قنا : إن الرئيس السيسى وعد وأوفى وقام بافتتاح مشروعات التنمية فى صعيد مصر، لتعويضه عن الحرمان الذى كان يعانيه لعشرات السنين , موضحاً أن محور كوبرى جرجا سيعد شرياناً للحياة بسوهاج، ويمثل نقلة نوعية فى البنية التحتية لربط شرق المحافظة بغربها من أجل جذب الاستثمارات، فى إطار تنفيذ الحكومة لخطتها للإصلاح الاقتصادى وتحقيق التنمية المستدامة , مؤكداً أن الحكومة تعمل فى مسارات متوازية لتنفيذ أهداف الخطة الإستراتيجية للدولة مع تحقيق برامج الحماية الإجتماعية وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وظروف معيشتهم بشكل ملموس، إضافة إلى مواجهة الدولة للفكر المتطرف والمتشدد فى كل ربوع مصر سواء من خلال توفير القضاء على البطالة بتوفير فرص العمل للشباب فى شركات القطاع الخاص والتركيز على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة ,وأضاف: أن تلك المشروعات التنموية التى يتم افتتاحها ضمن جداول زمنية محددة تأتى للتأكيد على جدية الدولة المصرية فى العمل لصالح المواطنين بتطبيق خطط إصلاح اقتصادى واجتماعى جادة ومستمرة لتحقيق التنمية المستدامة فى المجتمع.
قال الدكتور باسم أحمد كليلة عضو جمعية شباب رجال الأعمال إن السبب الرئيسى فى تحريك الحكومة فى محافظات الصعيد هو إصرار الرئيس السيسى على تنمية الصعيد والعمل على مواجهة حالات الفقر التى رصدتها الجهات المعنية والتى أظهرت أن أعلى نسبة فقر على مستوى الجمهورية كانت فى محافظات الصعيد ، وأضاف: إن الاستثمار فى الصعيد تأخر كثير والدولة تتحرك الآن لحل تلك الأزمة وتقوم بعمل تنمية حقيقية فى تلك المحافظات من خلال افتتاح مصانع وكبارى وأنفاق وتوفير أراضى صناعية تصلح للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التى تساهم فى توفير فرص عمل للشباب , وأشار الى أن بدء طرح المرحلة الأولى من المجمعات الصناعية المجهزة بالتراخيص بمحافظات الصعيد أمام المطورين الصناعيين، والتى تشمل 4 مجمعات بمحافظات الأقصر وأسيوط وقنا وسوهاج خلال الفترة الماضية يؤكد أن الحكومة جادة فى استمرار التنمية فى جنوب مصر .
“محافظات الصعيد تتمتع بمميزات كثيرة”
بينما قال الدكتور وائل النحاس الخبير الاقتصادي : إن العديد من الحوافز الاستثمارية التي أتاحتها الحكومة سوف تخدم منطقة جنوب الصعيد بالتحديد، موضحًا أن سبب اختيار الحكومة لهذه المنطقة لإقامة هيئة خاصة للتنمية، هي أنها تعد من أكثر مناطق الصعيد تحت خط الفقر.
أكد أن من أبرز ما يميز هذه المنطقة هي كونها تتمتع بمميزات كثيرة جدًا، غفلت عنها الحكومة خلال السنوات الطويلة الماضية، مشددًا على أن المواطن لن يجني ثمار هذا القرار إلا بعد رجوع الحكومة للبرلمان، ومن ثم الموافقة عليها، موضحًا أن الموازنة العامة أقرت ولا يمكن ربط أي مشروع خارج الموازنة بها.
قال الدكتور عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورئيس اللجنة التشريعية والقانونية بالمجلس القومي للعمال والفلاحين أن محافظة الجيزة، تستحوذ الصناعات التحويلية على النسبة الأكبر من الناتج الإجمالي للمحافظة بنحو 21.5 %تليها تجارة الجملة والتجزئة 15.8 %، والاتصالات 10% وعلى الرغم من وجود منطقة الأهرامات الأثرية في المحافظة إلا أن نشاط الفنادق والمطاعم لا يمثل سوى 4.4% من الناتج الإجمالي لها , ويسيطر النشاط الزراعى فى محافظات الصعيد ، حيث يمثل في أسيوط 29.3 % من ناتج المحافظة، و16.9 %في الأقصر و13.5 % في أسوان و19.7 % في قنا، و29.6 % في سوهاج وتشكل الصادرات الزراعية مصدراً هاماً للدخل القومي، وقد شهدت تنامياً مستمراً حيث ارتفعت قيمة الصادرات الزراعية من 471 مليون جنيه في بداية الثمانينيات لتصل إلى نحو 7.89 مليارات جنيه في الألفية الثالثة ، واستطرد الدكتور عادل عامر : يعمل في الزراعة نحو 30%من أجمالي قوة العمل في مصر , تساهم الزراعة بنحو 20%من جملة الصادرات السلعية في مصروتشمل الصادرات القطن الخام في المركز الأول ثم الأرز في المركز الثاني والبطاطس في المركز الثالث والبرتقال في المركز الرابع منتقدا التدهور المَعيشيّ لأبناء الصعيد والناتج عن سؤ استخدام المال
“وزارة السياحة تعلن عن مخططها لمحافظات الصعيد”.
من ناحية أخرى كشفت وزارة السياحة عن مُخططاً لتعظيم الاستثمار السياحى بالصعيد خاصة فى الموارد البشرية ومكافحة الفقر ووالحد من البطالة والقضاء على التطرف و تضييق الفجوة الإجتماعية ، والعمل على إستغلال المنتجات السياحية الموجودة فى الصعيد خاصة منتج السياحة الثقافية ، والمعارض والمؤتمرات، والسياحة العلاجية والإستشفائية والسياحة الدينية والبيئية ،ونوهت أن أهم المشروعات السياحية المقترح إقامتها هى أرضاً للمعارض على مستوى عالمى والتى من المتوقع أن توفر فرص عمل تصل إلى 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة تقريباً ، مؤكدة على أهمية تطوير الخدمات المرتبطة بتنمية السياحة فى الصعيد مثل تطوير الأراضى على جانبى السكة الحديدية وإنشاء فنادق مؤهلة لإستقبال السائحين ، علاوة على تطوير الخدمات على الطرق البرية ورفع كفاءة المطارات ، كما أقترحت إنشاء هيئة خاصة على غرار هيئة قناة السويس تختص بالتنمية فى الصعيد وتجمع كافة الجهات والأطراف المعنية بما يُسهم فى الإسراع فى اتخاذ القرار وتنفيذ المقترحات والمشروعات وتذليل العقبات التى قد تواجه هذه الإجراءات.