أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه بمجموعة من الشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي، في مقر إقامته بنيويورك، إلى أن مصر أصبح لديها الآن إطاراً دستورياً واضحاً ينظم العلاقة بين سلطات الدولة ويعطي صلاحيات واسعة لمجلس النواب المنتخب، مؤكداً أن ما تحقق يمثل خطوات ملموسة على صعيد التحول الديمقراطي فى منطقة الشرق الأوسط.
كما أكد سيادته أهمية أن تتفهم الدول الغربية هذه الحقائق وألا تحكم على الأمور بمنظور غربي، وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس السيسي أكد خلال لقاءه بالشخصيات المؤثرة بالمجتمع الأمريكي والتي تضم عدداً من الوزراء والمسئولين والعسكريين السابقين، بالإضافة إلى قيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية ودوائر الفكر بالولايات المتحدة الأمريكية على أن مصر حريصة على احترام وتعزيز حقوق الإنسان، وأنه لا يجب اختزال مفهوم حقوق الإنسان في الحقوق السياسية فقط، بل التعامل معه بمنظور شامل يتضمن أيضاً الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، مثل توفير الحق في التعليم والصحة والإسكان والعمل.
وعلى الصعيد الإقليمي، تناول الرئيس رؤية مصر القائمة على أهمية الحفاظ على الدولة الوطنية ودعم المؤسسات الوطنية بما يمكنها من الاضطلاع بمسئولياتها في حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية الحفاظ على وحدة الدولة الليبية ودعم الجيش الوطني الليبي وصون مقدرات شعبها، فضلاً عن ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي الدولة السورية.
كما أكد أهمية تجنب تفتيت الدول في الشرق الأوسط، أخذاً في الاعتبار ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من المزيد من الصراعات والأزمات.
كما تطرق الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر لإحياء عملية السلام، مؤكداً دعم مصر لجميع الجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة لهذه القضية وفقاً للمرجعيات الدولية المتعارف عليها، ومشيراً إلى أن الوصول إلى حل عادل وشامل لهذ القضية من شأنه أن يوفر واقعاً جديداً بالمنطقة ويساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأشار الرئيس السيسي، تعقيباً على استفسارات الحاضرين حول المستجدات على الصعيد الفلسطيني، إلى أن مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الأخوة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني سعياً لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة.
كما لفت إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين، منوهاً إلى أن ما تبذله مصر من جهود يأتي فى إطار توفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين.