يقدس المصريون صوم السيدة العذراء بشكل قوي، ففيه يهتم أقباط مصر ومحبي العذراء مريم من كل الأديان بتكريم أم النور، فتوفي فيه النذور وتكثر الزيارات إلى كنائسها لطلب شفاعتها، وقبل الأوضاع الأمنية التي تمر بها مصر كانت تقام موالد للسيدة العذراء بالكنائس التى تحمل اسمها وخاصة الكنائس التي زارتها العذراء مثل كنيسة العذراءبمسطرد، والعذراء بالزيتون، ودير العذراء بجبل الطير بأسيوط، وهنا نلقي الضوء عن كيف يقدس محبي العذراء مريم صومها:
“بنصوم شهر كامل”
من المعروف أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تبدأ صوم العذراء يوم٧/٨ وينتهي بعد أسبوعين في تذكار صعود جسدها إلى السماء، ولكن هناك من يكرس شهر أغسطس بأكمله للصيام، قالت اليس متى: العذراء شفاعتها قوية ولها مكانة عند المسيح خاصة، وكل ما اطلبها في حاجة بتستحيب، وأقل حاجة ممكن اقدمهلها أني أصوم شهر كامل ليها، هي علاطول معايا وتستاهل أننا نكرمها أكتر ونطلب شفاعتها اكتر وأكتر.
اوضحت عبير أحمد من سكان شبرا : بحب العدراء أوي، و عندى تمثال صغير فى أوضتى وهى شايلة سيدنا عيسى، وكل ما الدنيا تقفل فى وشى بكلم التمثال وبرتاح وبلاقى بعدها الحلول، ومن سنوات وليا صديقة مسيحية قالتلي انها بتصوم للعذراء شهر أغسطس كله، فقولتلها أنا بحبها جدا وهي بتنور قدامي الطريق فعايزة أنا كمان أكرمها زيك، ففهمتني ازاي اصوم ومن وقتها وأحنا بنصوم مع بعض الشهر كله للعذراء.
” بنوفي نذورك يا أم النور”
أشار عادل وهيب: أول سنة أبدأ الصيام أسبوع بدري، وده كان نذر عليا من عيد العذراء الي فات، فكنت أحب فتاه وأتمنى خطبتها وتشفعت بأم النور أن تقف بجانبي وتساعدني في إيجاد شقة لأتقدم للخطوبة، ولم تبخل علي أم النور ففي يوم عيدها العام الماضي ربنا وفقني بشقة مناسبة، وتقدمت للخطوبة، ونذرت أنا وخطيبتي أن نصوم أسبوع زيادة كل عام حبا في العذراء مريم
أما أم علي فقالت: ستنا مريم ليها معايا مواقف كتير، فزمان أمي كانت تقولي لما تضيق أوي قولي “يا أم النور فكي ضيقتي علاطول”، وفعلا اختبرنا هذه الكلمات في بيتنا كثيرا وأخر موقف كان من شهور قليلة، فكنت أمر بضيقة مالية وطلبت ستنا مريم وقولتلها”لو فكتي ضيقتي بسرعة من غير ما أتحوج لحد هصوم صيامك السنة دي وكمان هزود أسبوع”، وفعلا بعد ما اتفقت معاها بساعات جائتني فلوس لم أكن اتوقعها ومن طريق كان مسدود بقاله سنوات، فبدأت من أول أغسطس صيامها، ودي أقل حاجة أعبر بها عن حبي لها.
“الماء والملح..طريقة تعبير عن حب العذراء مريم”
هناك من يصوم صيام العذراء مريم “بماء وملح” فقط، وفي هذا الصدد قالت سمرية عطالله: أنا بقالي ١٥سنة بصوم صيام أمنا العذراء بماء وملح فقط، يعني مبحطش أي حاجة على الأكل غير ملح ومياه، وده لانها تحننت عليا وأتشفعت عند ربنا بأنه أعطاني ولد، فعندما تزوجت لم يرزقني الله اطفال وكنت بسمع جدتي تقول أنها بتصوم صيام العذراء بماء وملح فطلبت شفاعتها أن تفتح رحمي وتعطيني طفل وانا هصوم الصيام كله بمياه وملح، وفعلا سنة٢٠٠٠ وتحديدا في يوم عيد العذراء عرفت أني حامل، ففرحت جدا وشكرتها وبدأت في توفيه نذري لها.
“الصوم انقطاعي حتى غروب الشمس”
“بنمتنع عن الطعام من بداية اليوم فى الـ١٢ مساء حتى غروب الشمس” هكذا قال عم أسحاق حنا، فهو وأسرته كلها يصومون صيام العذراء بهذه الطريقة، مضيفا: وكمان لما بنأكل بنأكل أكل خفيف مثل الفول والطعمية والعدس، وده لاننا بنحب الست العذراء أوي، فهي دايما بتحرسنا، وقبل الوضع الامني الي في البلد كنا بنروح نحضر عيدها في أسيوط، وبتكون أيام بركة وبنشعر بسلام عجيب.
“التبارك من صورها..وأنارة الشموع لطلب شفاعتها”
في كنيسة السيدة العذراء بحدائق القبة.. وأمام أيقونة العذراء الظهور يقف الكثيرين من المسلمات لاخذ بركة الصورة وإنارة الشموع امامها، قالت فاطمة حسن: أنا متعودة أجي كل سنة أعيد عليها وأطلب أنها تقف معايا وتحرس ولادي، فزمان كنت اسمع من جيراني الأقباط عن سرعة أستجابة العذراء مريم لهم، فبدأت أتكلم معاها وأقولها” أنا مليش أم وأنتي أمي..فخليكي معايا وارشديني في بيتي وتربية أولادي” وكنت كل ما تقابلني مشكلة، وأقعد أتكلم معاها الأقي ربنا بعتلي حل سريع وعدى مشكلتي على خير، واتعودت أني أجي كل سنة في صيامها أعيد عليها وأشكرها.
أشارت سامية علي إلى صداقتها مع السيدة العذراء، فهي شاهدت السيدة العذراء فى حلم ٣ مرات تأمرها بزيارة كنيستها للشفاء من مرض مزمن لديها، وبعدما ذهبت إلى أحدى كنائس السيدة العذراء شفيت تماما، ومن وقتها وهي تذهب كل فترة لإحدى كنائس العذراء لتضع الشموع أمامها.
“الإقامة في أديرة العذراء طوال فترة الصوم”
هناك كنائس وأديرة تقيم موالد للسيدة العذراء طوال فترة الصوم، وبالرغم من إلغاء مظاهر هذه الموالد نظرا للظروف الأمنية التي تعيشها مصر، إلا أن هناك الكتيرين الذين كانوا يقضون صوم العذراء مريم في هذه الموالد.
قال عم أمين: أحنا من أسيوط، وفي كل سنة كنت بروح أنا وزوجتي وأبنائي إلى دير العذراء في أسيوط، وبنقعد ال ١٥يوم هناك، لكن السنة دي أحنا زعلانين جدا عشان مقدرناش نعمل كدة لظروف البلد، وبديلا لذلك نذهب كل يوم إلى كنيسة العذراء الزتون وحضور النهضة الروحية هناك.