دخلت مصر بعد ثورة 30 يونيو فى مجموعة كبيرة من المشروعات القومية العملاقة ، أملاً فى تحقيق نقلة نوعية فى الاقتصاد المصرى بما يعود بالنفع على المجتمع ككل ، ومن هذه المشاريع التى ستلقى ” وطنى” الضوء عليها فى هذا التحقيق هو مشروع “المثلث الذهبى” ، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى مؤخراً قراراً بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبى كمنطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة، وفقاً لأحكام قانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة فى إطار الأراضى الواقعة بالمنطقة ، دون المساس بالملكيات القائمة داخلها مع احتفاظ القوات المسلحة بمليكاتها للأراضى داخل المساحات ، كمناطق استراتيجية ذات أهمية عسكرية تخص شئون الدفاع عن الدولة” ، من ناحية أخرى وافق مجلس الوزراء على إنشاء الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبي، تتبع رئاسة مجلس الوزراء ومقرها بمنطقة سفاجا على البحر الأحمر ، على أن تكون أولى أهداف المشروع العمل على تحقيق الإستغلال الأمثل للموارد المتاحة بالمنطقة، وإقامة مناطق اقتصادية ، بإستثمارات متوقعة ستصل إلى حوالي 18 مليار دولار طوال مدة تنفيذ المشروعات، ويستوعب 2 مليون نسمة، والإسهام في توفير نحو نصف مليون فرصة عمل على مدار الـ 30 سنة القادمة .
وقال المهندس طارق قابيل وزير الصناعة : إن مشروع المثلث الذهبى يتضمن جزء كبير من الصناعات التعدينية، موضحاً أنه تم دراسة المحاصيل التى سيتم زراعتها ضمن المشروع ومنها النباتات الطبية , وحول استثمارات الحكومة بالمشروع، موضحاً أنه ستكون 2 مليار دولار على مدار الـ30 عامًا التى سيتم بها المشروع , وأضاف : إن الحكومة ناقشت دراسة مفصلة عن المشروع بعد 15 شهراً من إعدادها، وأن الاستثمارات المقدرة له تصل لـ 16 مليار دولار، وستدر عائد سنوى للدولة بقيمة 6 مليار دولار، مضيفًا أن دراسته تشمل أكثر من 2000 صفحة .
من جانبه أكد اللواء عبد الحميد الهجان محافظ قنا أن المشروع يقع على الطريق الساحلى الذى يربط حدود مصر الشرقية حتى حدود مصر الجنوبية والغربية فى المنطقة المحصورة بين محافظتى البحر الأحمر ومحافظة قنا وتبلغ اجمالى المساحة التى سيشملها المشروع 38 ألفا و281 كيلومترا مربعاً ويتمتع المشروع بإطلالة على البحر الأحمر مما يعطيه نافذة على دول الخليج وشرق آسيا وإفريقيا إضافة إلى الإتصال بوسط وجنوب القارة الإفريقية عن طريق منفذ أسوان البرى والنهرى ومشيراً إلى أن المشروع يتضمن إنشاء مجمع صناعات جديدة تدفع حركة التنمية بالصعيد لتعظيم حجم الإستفادة من كنوز مصر فى تلك المنطقة القيمة المضافة للمشروع وأثرها على محافظة قنا إقامة مجمع صناعى لإستخلاص الذهب يكون مركزه منطقة الفواخير على طريق قفط – القصير فى نطاق المثلث الذهبى حيث يوجد خام الذهب بكثافة , كما سيتم إعادة استخدام أقدم مصنع لإنتاج الذهب فى مصر والذى يُعتبر الأول من نوعه فى استغلال الذهب فى مصر منذ عام 1941 والذى توقف به الإنتاج عام 1956 بعد التأميم ولا يزال هو أهم مركز للذهب فى الصحراء الشرقية فى مصر ، فضلا عن توفير عشرات الآلاف من فرص العمل بل مئات الآلاف دون مزايدة فنحن أمام قلاع صناعية ومركز لوجيستى لصناعات متعددة ، إضافة إلى مرحلة تنموية لم تشهدها المنطقة من قبل ستحدث نقلة نوعية لم يشهدها إقليم الصعيد من قبل تم الإستقرار على إنشاء العديد من المشروعات
بينما قال اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر : إن انطلاق مشروع المثلث الذهبى نظرا لما سيضيفه من طفرة هائلة على أبناء المنطقة خاصة مدينتى سفاجا والقصير، وهما قاعدتى المثلث التى رأسها محافظة قنا واستعدت المحافظة لمخطط هذا المشروع، بإطلاق خطة تنمية لمدينتى سفاجا والقصير تشمل رفع كفاءة مختلف مرافق وخدمات المدينتين، لتكونا مؤهلتين لانطلاق المشروع الذي يعد أكبر وأضخم مشروعا تعدينيا في مصر، والذي تعتبره محافظة البحر الأحمر خطوة كبيرة لاستغلال الثروات التعدينية بسفاجا والقصير وتنمية المدينتين ونقلة نوعية للاقتصاد القومي, وأوضح محافظ البحر الأحمر أن المشروع يعتمد على ٣ محاور رئيسية، محور التعدين والصناعات التعدينية من الذهب والفوسفات ، والمحور الثانى محور الزراعة والتنمية والصناعات الزراعية واستصلاح ٣٠ ألف فدان دون استهلاك مياه زيادة ، أما المحور الثالث فيتعلق بالاستثمار السياحى .
من جانبه أكد الدكتور حجاج نصيرعضو اللجنة الفنية لمشروع تنمية المثلث الذهبى للتعدين سفاجا- قنا- القصير أن مشروع تنمية مشروع المثلث الذهبى للتعدين، الذي سيتم تنفيذه على مساحة 840 ألف فدان، يحتوى أكبر احتياطى من الأسمدة الفوسفاتية بكميات تصل إلى 750 مليون طن، فضلًا عن وجود 4 مناطق رئيسية لخام الذهب، وأجود أنواع أسمنت البناء في العالم بجبل ضوى بالبحر الأحمر , وأشار إلى أن المثلث يضم 9 تجمعات صناعية كبرى، ويتكون من رأس المثلث بقنا وقاعدته في سفاجا القصير، لافتًا إلى أنه يحتوى على أفضل خامات الفوسفات والحديد والذهب والفضة في العالم، وتحتوى المنطقة على أكثر من 100 موقع لهذا الخام ذات احتياطيات جيدة، وكذلك معادن المنجنيز والكروم والتنجستين والمولبينم والنيكل والتيتانيوم والناناديوم والنحاس والرصاص والقصدير والنيوبيوم والتنتالم والفلسبار والكوراتز والرمال البيضاء والأسبستوس والتلك والكبريت والبوتاسيوم والكورندم والباريت والأسترنشيوم والفلوسبار والطينة الدياتومية، بالإضافة إلى مواد البناء من الرمال العادية والزلط والحجر الجيرى والطفلة والجبس وخامات صناعة الأسمنت، وأحجار الزينة من رخام بأنواعه وشبة الكريمة, وأشارإلى أنه تمت دراسة جميع مصادر المياه الموجودة بالمنطقة بمسح شامل زراعى صناعى، وأن اهتمام الدولة بتعظيم الاستفادة من موارد الصعيد الطبيعية وثرواته التعدينية سيجعل من محافظاته عنصر جذب لا يمكن منافسته على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكدًا أن المثلث الذهبى من المناطق الواعدة بالنسبة للنشاط التعدينى لامتلاكه نحو 75% من خامات التعدين طبقا للدراسات الجيولوجية، التي تم إجراؤها خلال العشرين عاما الماضية .
“المثلث الذهبى ” نموذج جديد للتنمية
وقال محمد منتصر الخبير الاقتصادى وعضو كل من الجمعية المصرية البريطانية للأعمال و الجمعية المصرية لشباب الأعمال : إن مشروع المثلث الذهبى يُعد من أهم مشروعات التنمية فى الصعيد ، فقد غابت التنيمة عن محافظات الوجى القبلى لسنوات طويلة ، رغم إمكاناتها الطبيعية الغير محدودة ، مؤكداً أن المخطط الجديد لتنمية “المثلث الذهبى ” ينطلق من رؤية مصر 2020 فى إطار المُخطط الأكبر ، وذلك بالعمل على زيادة الإستفادة من المساحات الغير مستغلة ، منوهاً أن مصر فى عهد الفراعنة كان تعدادها من مليون إلى مليون ونصف نسمة ، وكان المصريين يعيشون على 30 % من المساحة الكُلية للأراضى المصرية ، أما الآن فتعداد مصر يقترب من 100 مليون ونعيش على 6.7 % من مساحة مصر ، مؤكداً أن الفجوة كبيرة للغاية ولا يُمكن تجاوزها إلا من خلال هذا النموذج للتنمية ، موضحاً أن مساحة مشروع “المثلث الذهبى” تصل غلى 2,2 مليون فدان فى المنطقة الواقعة بين كل من ( قنا وسفاجا والقصير وقفط ) ، منوهاً إلى القيمة المضافة فى ربط المشروع بمجرى نهر النيل والبحر الأحمر فى آن واحد ، من خلال مدخل جديد لفكر تنموى غير تقليدى ، وأضاف : لقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى القرار الجمهورى بإنشاء المنطقة الاقتصادية لمنطقة “المثلث الذهبى” كمنطقة اقتصادية ذات طبيعة خاصة وفقاً لأحكام قانون المناطق الاقتصادية ذات الطبيعة الخاصة ، وغير خاضعة لأشكال البيروقراطية مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ، مما يُعطيه الهيئة الاقتصادية لـ “المثلث الذهبى ” ولمجلس إدارتها حرية إعطاء الحوافز الاستثمارية والضريبية ، وفى نفس الوقت تم مراعاه الملكيات الخاصة وعدك المساس بها وبما يخدم البُعد الإجتماعى .
وأشار محمد منتصر عضو الجمعية المصرية البريطانية للأعمال إلى أن شركة ” دى بولنيا ” الإيطالية هى التى وضعت المخطط العام لدراسة مشروع “المثلث الذهبى” ، بتكلفة تقدر بـ 1.7 مليون دولار ، جاءت من منحة كويتية بالتحديد من الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية ، منوهاً أن المشروع يهتم بالتنمية الزراعية والصناعية والتجارية بالإضافة للتنمية السياحية ، حيث أن تتمتع المنطقة بمساحة كبيرة من المياه النقية ” البكر ” ، وسيكون للمنطقة عاصمة خاصة بها تبعد عن قناة بـ 100 كيلو متر ، وأضاف ” منتصر” : إن التكلفة الإستثمارية للمشروع تُقدر بـ 18 مليار دولار ، حيث سيتم تنفيذ المشروع على 6 مراحل كل مرحلة تستغرق 5 سنوات ، أى سينتهى المشروع خلال 30 عاماً ، وأن العائد الاستثمارى المتوقع يُقدر من 6 غلى 8 مليار دولار فى السنة ، و مستهدف أن تستوعب المنطقة كتلة سكانية كبيرة ضمن المجتمعات المتكاملة التى ستبنى بـمنطقة ” المثلث الذهبى ” ، كما أنه من المستهدف أن يوفر المشروع 500 ألف فرصة عمل ، موضحاً أن المخطط يشمل إنشاء خط سكة حديد لإحداث الربط المطلوب وبما يساعد على التنمية فى الوادى ، كما أن المشروع لا ينفصل عن الموانئ المصرية الكبرى مثل العين السخنة و الآدبية وبورسعيد وشرق بورسعيد بما يُحدث من تنمية بشكل متكامل ، مشيراً إلى أن المشروع استغرق من الدراسة ما يقرب من سنة ونصف ، وهناك وضوح للمناطق السياحية ومنها المشروعات الشاطئية والفندقية على أحدث الطرز العالمية ، مؤكداً على أهمية أن تتوافر لدينا كمصريين الثقة الكافية فى إمكانياتنا وقدرتنا على تنفيذ ما نقوم بالتخطيط له ، من خلال مداخل مختلفة للتنمية الشاملة وفى نفس الوقت مواجهة الرؤية المختلفة فى الداخل لكل نماذح التنمية الحالية .
محافظات التنمية
وأضاف اللواء عبدالفتاح تمام سكرتيرمحافظة البحر الأحمر: أن المثلث الذهبى للتعدين “قنا، سفاجا، القصير يمتلك احتياطي أسمدة الفوسفاتية يبلغ 1.5 مليار طن، كما يحتوى على أجود أنواع أسمنت البناء فى العالم بجبل ضوى بالبحر الأحمر، كما يضم 9 تجمعات صناعية كبرى , وأضاف تمام أن هناك دراسة تم تقديمها بهذا الشأن للجنة المثلث لتنفيذ المشروع، لافتًا إلى أن الدراسة تكشف عن أن المثلث الذهبى يقع ما بين طريق قنا – سفاجا طوله 160 كيلومترًا، وقفط القصير بمحافظة قنا طوله 167 متر بإجمالى حوالى 2.7 مليون فدان ، مشيراً إلى أن المنطقة تحتوى على أكثر من 100 موقع للمواد الخام ذات الإحتياطات الكبيرة .
وأشار حمادة غلاب وكيل لجنة الصناعة وعضو مجلس الشعب عن البحر الأحمر إلى أن مشروع المثلث الذهبى يهدف تنمية المنطقة التي تقع بين سفاجا والقصير وقنا يتمتع بإمكانات تعدينية هائلة ويضم مجموعة من الثروات الطبيعية الضخمة التى تنتظر اليد التي تنقب عنها وتستثمرها مضيفا : أنه تم تحديد المثلث بناء على الإمكانات التعدينية فى باطن الأرض وعلى سطح الأرض ويصل من النيل حتى البحر الأحمر،ويضم بقعة من الصحراء الغنية بإمكانيات ضخمة، والحقيقة أنه مشروع متكامل تنموي واستثماري وحضارى وتجاري ، مضيفًا أنه فى 2016 فقط طرحت 10.7مليون متر، وأشار إلى أن الإتجاه الذى يتم اتخاذه للتسهيل على الصّناع وتسهيل دخول هذه الصناعة فى الاقتصاد القومى، موضحًا أن هناك أراض للاستثمار الصناعى فى جميع محافظات الصعيد, موضحاً أن قانون الاستثمار يعطى حوافز غير مسبوقة للاستثمار بالصعيد لجذب المستثمرين من مختلف محافظات مصر، حيث إن المثلث الذهبي مشروع عملاق سيغيّر شكل الصعيد بالكامل، يدخل فيه استثمارات أكثر من 18 مليار دولار.
كشف أحمد أبو خليل عضو مجلس النواب عن محافظة البحر الأحمر، أن اللجان الفنية ناقشت تطوير تلك المنطقة والاستفادة منها أكبر استفادة اقتصادية لإقامة صناعات تعدينية بتلك المنطقة ومن تلك الصناعات المقترحة، إقامة مجمع لصناعة حمض الفوسفوريك والأسمدة اعتمادا على خام الفوسفات، وإقامة مصانع لإنتاج السيراميك والخزف والصينى اعتمادا على خام الفلسبار والكاولين, كما تم اقتراح إقامة مصانع لإنتاج البلاستيك اعتمادا على خامات الحجر الجيرى والكاولين الرملى، مصانع لإنتاج لتنقية الذهب اعتماداعلى حزام الذهب الموجود بالمثلث .
قال علي حمزة نائب رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المسثتمرين: إن الدولة المصرية اتخذت خلال الفترة الماضية عدداً من القرارات والإجراءات التى من شأنها تنمية الصعيد، وآخرها قيام وزارتى الصناعة والاستثمار، بإطلاق برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر، بتمويل مقدم من البنك الدولى 500 مليون دولار، ويشمل دعم وتطوير 6 مناطق صناعية بمحافظتى سوهاج وقنا , وأكد أن مشروع المثلث الذهبى الذى أنتهت دراسات الجدوى الخاصة به مؤخراُ سيساهم فى انفتاح الصعيد محلياً وعربياً وعالمياً وجذب المزيد من الاستثمارات للمدن الصناعية وحل مشاكل التنمية التى يعانى منها الإقليم، حيث يقع المشروع على مساحة 9 آلاف كيلو متر، تقع ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير .
ثروات هائلة
وأكد الدكتور محمود حنفى بجامعة قناة السويس ,على مبدأ تصدير الخامات بعد تصنيعها بما يعظم الاستفادة منها ويوجد المزيد من فرص العمل بدلا من تصديرها بأقل الأسعار , وأشار إلى ضرورة استغلال ماهو موجود داخل المثلث لأن الصحراء بدءاً من الزعفرانة شمالا وحتى حدود مصرالجنوبية مع السودان زاخرة بثروات هائلة فى عدة قطاعات ويرى أنه فى حال تطبيق الأساليب العلمية السليمة فى استثمار خيرات المشروع سيخلق فرص عمل وإقامة توطين صناعى وعمرانى وسياحى وتعديني.
وفيما يتعلق بقرارالرئيس بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبى يرى محمد حمدان عضو مجلس محلى المحافظة سابقاً, أن قرارالرئيس بإنشاء المنطقة الاقتصادية للمثلث الذهبى أعطى إشارة لأن يخرج هذا المشروع الذى طال انتظاره للنور، ولذلك لابد من الإسراع بالخطى من قبل الحكومة وقيامها بتشكيل لجنة موسعة من جميع الأجهزة لمعاينة المنطقة على الطبيعة والوقوف على المعوقات الموجودة والعمل على حلها من الآن ومنها على سبيل المثال طريق قفط – القصير والذى يمثل الضلع الجنوبى للمثلث وحوله تتركز أهم مقومات المشروع وثرواته يحتاج إلى توسعة وتعديل المنحنيات الخطرة به وتوفير جميع الخدمات الأمنية والاتصالات اللازمة لأنه سيصبح أهم شرايين المنطقة.
السياحية والثروات بالمثلث الذهبى
ويرى الدكتور خيرى فرجانى أستاذ الاقتصاد السياسى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أن المثلث الذهبى يعتبر واحداً من أهم المشروعات القومية الكبرى، إذ اصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرارا، رقم: 341 لسنة 2017م، بإنشاء منطقة اقتصادية لمشروع المثلث الذهبى فى صعيد مصر، وقد نص القرار على أن تكون هذه المنطقة خاضعة لقانون المناطق الاقتصادية الخاصة، على غرار منطقة قناة السويس، وهو مايميزها عن غيرها من المناطق الصناعية أو الاستثمارية بمزايا ضريبية وجمركية، بهدف جذب المستثمرين.
وأوضح الدكتور “فرجانى” أن المشروع يقع بمحافظة البحر الأحمر بالصحراء الشرقية المصرية، وهو مشروع قومى، أعدته الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، بهدف تنمية واستغلال المواد الخام بمناطق القصير، وسفاجا، وقنا، وقفط، بالإضافة الى توفير فرص العمل وتوطين صناعات جديدة بالمنطقة ، وأضاف قائلاً : وفيما يُعتبرب فكر المناطق الاقتصادية من الأفكار المبتكرة والجديدة، والتى تفتح الباب أمام تأسيس مجتمعات ومناطق عمرانية جديدة، حيث توفر هذه المنطقة كافة عوامل النجاح لمجتمع عمرانى جديد ومتكامل، حيث يتكون المشروع من عدة محاور هامة وعملاقة: تعدينية، وزراعية، وصناعية، وسياحية، وسكنية.
وأكد أستاذ الاقتصاد السياسى بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية أنه يُمكن استغلال ثروات كبيرة من المواد الخام، لعل أهمها الفوسفات والذهب، ومن هنا سوف تكون هذه المنطقة نموذجا لتعظيم القيمة المضافة لهذه الثروات المعدنية الهامة، خاصة فى ظل تقنين اعمال التنقيب عن الذهب التى كانت تتم فى تلك المناطق بطريقة غير شرعية، ومن المتوقع أن يتم استخراج الذهب من أكثر من مائة موقع، وسوف تضم المنطقة تسعة تجمعات صناعية بالقرب من قنا ، وفيما يتعلق بالمناطق السياحية أشار الدكتور خيرى فرجانى إلى تعدد المواقع الأثارية بمنطقة المثلث ومنها ، القلعة العثمانية بالقصير، وادي الحمامات، معبد الحيطة، معبد قوص، معبد شنهور بقوص، معبد الدندرة، المعبد الرئيسي المكرس للإلهه حتحور، معبد صغير مكرس للإلهه إيزيس، البحيرة المقدسة، المكان الذي يعرف باسم المصحة، كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادي، الماميزى الذي يرجع إلى عصر الملك نختنبو من الأسرة الثلاثين، الماميزى الذي يرجع إلى عصر الإمبراطور أوكتافيوس وأغسطس، وغيرها من عشرات الآثار التي ترجع للعصر الفرعوني والروماني والقبطي وغيرها.
أكد الخبير الاقتصادي خالد الشافعي على أهمية توجيه الاستثمارات الجديدة إلى الصعيد للاستفادة من الطاقات البشرية والامكانيات المتاحة من اراضى واسعة وغيره، إلى جانب التركيز على الاستثمارات فى منطقة المثلث الذهبى فى قنا وقفط وذلك لأنه هذه المنطقة واعدة ومليئة بالمعادن التى ستكون مستقبل للصعيد ، وأضف : إن الاستثمار فى المثلث الذهبى سيحقق فرص عمل كبيرة جدا هناك، لكن لابد من التيسير فى الاجراءات الخاصة بمنح الأراضى للاستثمار فى المثلث الذهب، مشيراً إلى أن إنشاء هيئة لتنمية المثلث الذهبى ستكون بوابة للتسهيل وعدم الزج بالمستثمرين فى الوزارات الحكومية المختلفة.
الجدير بالذكر أن مشروع “المثلث الذهبي” يقع رأسه في قنا بينما تقع قاعدته في سفاجا والقصير , بالصحراء الشرقية على مساحة تزيد على 2.2 مليون فدان، ما بين قنا وقفط وسفاجا والقصير ، وتتمثل مقومات المشروع الكثير من مقومات السياحة كالشواطئ البِكر الممتدة، والكثير من المواقع الأثرية من العصور الفرعونية والرومانية والعربية , وتتمثل البنية الأساسية والطرق الرئيسية فى 2 طريق عام رئيسي (قنا- سفاجا (170كم)، قنا- القصير (216كم) , و الصناعات الصالح إقامتها في المنطقة تتمثل فى مشروع استغلال خام الفوسفات وإقامة مشروعات الأسمدة , مشروع استخدام المواد الخام لصناعة الأسمنت من الطَفل والحجر الجيري , مركبات الصناعات الجيرية , مركبات صناعات الجبس , مصانع الرخام والجرانيت بما في ذلك التقطيع والصقل , مشروع استغلال وتنقية خامات الذهب , مشروع المعالجة المعدنية لإعداد الخامات المناسبة , صناعة السيراميك والحراريات , صناعات الزجاج , صناعة الصوف الصخري .