لا شك أن حكم مصر بصفة عامة هو أمر ليس سهلا وهو أصعب الآن في ظل الظروف التى تمر بها مصر والمنطقة بل والعالم من حولنا ، والحكم في أبسط صوره وجوهره هو اتخاذ سلسلة من القرارات معلوم بالضرورة أن هذه القرارات تغضب البعض ويرفضها البعض وفي اعتقادى أن أى رئيس لا يتخذ قرارات أو يلقى مسئولية اتخاذ القرارات على غيره من أعضاء السلطة التنفيذية هو رئيس يتنازل طوعا عن مهامه ووظيفته التى انتخبه الشعب ليتحمل مسئولية اتخاذه والدفاع عنه وتحمل تبعاته أيضا.
ولا شك أيضا أن الرئيس السيسى ليس من النوع الذى يمكن ان يتنازل عن مسئوليته فى اتخاذ القرارات بل لا أكون مبالغا اذا قلت ان السيسي يتحدى القرار قبل صدوره ويدافع عنه ، وهى حقيقة تتأكد يوميا وعلى مدار ثلاث سنوات وهى مدة حكم الرئيس.
هنا يجب علينا أن نقيس مؤشرات شعبية الرئيس على ضوء ما اتخذه من قرارات لكن علينا أيضا ان نتساءل لدى أى قطاع من المواطنين تناقصت شعبية الرئيس هل هى النخبة ام الجموع العريضة من المواطنين ؟ لا أريد هنا التوقف عند مزاج النخبة ليس تقليلا منها لكن من خبرتى المتواضعة التى تؤكد مقولة ومنذ متى تقبل مزاج النخبة قرار اى رئيس ؟ ان وجود النخبة في اى مجتمع وازدهارها مرتبط بمعارضتها الدائمة بل ورفضها الدائم.. هى نخبة يتلألأ بريقها فى المعارضه اما الجماهير العريضة فمزاجها أصعب وأكثر تقلبا لكنها أكثر وعيا من النخبة
لا أنكر أن شعبية الرئيس تراجعت لكنها لم تصل للتدهور فالجماهير غير راضية عن بعض القرارات لكن رصيد السيسى لدى الجماهير لازال فى مرحلة الأمان فقد وضع السيسى لدى الشعب رصيدا من الثقة فى اعادة دولتهم التى اختطفها الاخوان وزاد رصيده بضمان الامن لهم بعد ان روعتهم ميليشيات الاخوان ثم زاد رصيده عندما فتح الافق الاقتصادى لمشروعات كبرى صحيح انها لم تؤتى ثمارها بعد، لكنها على الأقل باتت واضحه المعالم.. هذا هو رصيد السيسى لدى الشعب وهنا يجب ان نقيس شعبية الرئيس بحجم هذا الرصيد.. ومن ناحية أخرى يجب أن نقيسها فى اطار منافس يمكن له ان يضع رصيدا أكبر من هذا فى ذاكرة ووعى الشعب.
مجمل القول الرئيس السيسى الذى ظهر اسمه لأول مرة على الملأ من 6 سنوات لا يراهن على شعبية ولكنه يتطلع لإنجاز واعتقد ان انتخابات 2018 لن تكون استفتاء على شخص السيسي بقدر ما ستكون استفتاءا على مشروع ارسي دعائمه السيسى وستكون نتيجة الانتخابات هى التعبير عن مزاج الشعب اما الاستمرار فى طريق استعادة الدولة واستكمال المشاريع الاقتصادية الكبرى والتمتع بالأمن والشعور به ام سيكون للشعب رأى آخر الاجابه هى.. انا لمنتظرون.