يرى المركز المصرى للدراسات الاقتصادية أنه على الرغم من العثرات التي مر بها قطاع السياحة في مصر خلال السنوات الماضية بسبب الإرهاب والأحداث السياسية، إلا أن أهمية هذا القطاع لا تزال حاضرة وقابلة للنهوض مرة أخرى، فهذه العوامل في تراجع ومصيرها إلى زوال. وأضاف: لأجل تعافي القطاع فمن الضروري التعامل مع جوانب ضعف القطاع الداخلية مثل البنية التحتية، والجاهزية التكنولوجية، وجودة الخدمة، وخبرة العاملين، وتصميم البرامج السياحية المناسبة والترويج لها. بالإضافة إلى التنسيق المؤسسي بين الجهات العاملة والمتحكمة بالقطاع .
وأوضح “المركز” أن توافر البيانات الشاملة والتفصيلية لمؤشرات السياحة يٌعد أمر حتمي حتى يتسنى وضع خطط مستقبلية للنهوض بالقطاع ، ولابد من إتاحتها بشكل دوري لكافة الفاعلين بالمجال وعلى رأسهم القطاع الخاص مع مراعاة كفاءة التوقيت ، مشيراً إلى أن المتابعة الدورية للاتجاهات الحالية والمستقبلية للسياحة العالمية أصبحت ضرورة لكي تستعيد مصر مكانتها على خريطة السياحة العالمية. إذ يلاحظ ضمن اتجاهات السياحة العالمية تصدر الدول الآسيوية في معدلات نمو الرحلات الوافدة إلى العالم بنسبة 11% مقابل 7% للولايات المتحدة و2.5% للدول الأوروبية، الأمر الذي يعزي إلى النمو المضطرد للطبقة المتوسطة في دول آسيا وبخاصة الصين والهند، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة السكان فوق الستين وخاصة في أوروبا والتي من المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 20% من سكان القارة مع حلول عام 2025. هذه الفئة لديها متطلبات خاصة كما أن لديها براح مالي للإنفاق ، وعلى الجانب الآخر يتطلع السياح من غير الفئات المعمرة إلى إنهاء كافة الإجراءات عن طريق التكنولوجيا، الأمر الذي يتطلب تحديث الخطط المصرية لتتواكب مع هذه المتغيرات العالمية وجذب مزيد من السياح.
وكانت وزارة السياحة قد عقدت إجتماعًا – برئاسة يحيي راشد وزير السياحة بحضور مجموعة الخبراء بوحدة الحسابات الفرعية بوزارة السياحة ووزارة التخطيط والجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – وذلك لمناقشة أهمية حساب متوسط إنفاق السائح وضرورة مراجعة بنود الإنفاق في ظل التغيرات الاقتصادية والقرارات الاقتصادية للحكومة وأيضا تغير نمط شرائح السائحين القادمين إلى مصر وتوزيع الحركة السياحية للمقاصد المختلفة، وذلك فى ظل وجود مصداقية الأرقام والتأكد من صحة البيانات ودقة العينة المختارة للتعرف على متوسط إنفاق السائح، مع التأكيد أيضا على أن يتم عمل مراجعة دورية في إطار المنهجية المتبعة للوقوف على حقيقة الإيراد السياحى بدقة.
Attachments area