تحت رعاية نيافة الحبر الجليل الانبا بيمن أسقف قوص ونقادة، احتفلت كنيسة الشهيد مارجرجس والفرقة الطيبية بجراجوس التابعة لإيبارشية قوص ونقادة أمس؛ بعشية استشهاد القديستين تكلا وموجي والذي يوافق أيضا عشية الاحتفال بتكريس كنيسة الشهيد ابى سيفين.
حيث ترأس صلاة العشية والتمجيد القمص بيشوى بسيط وكيل مطرانية قوص كاهن الكنيسة؛ بمشاركة القمص تيموثاوس رزق كاهن كنيسة مارجرجس بالمعري والقس تواضروس فوزى كاهن قري قوص ؛ وخورس شمامسة الكنيسة .
يذكر أن قرية جراجوس تعد مسقط رأس الشهيدتين تكلا وموجي (وهي أيضا مسقط رأس القديسة فيرينا).
كما ألقى القمص تيموثاوس عظة روحيه عن تفسير انجيل العشية ” وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِب وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ». ” (مت 8: 11-12)
وذكر ان تلك الآية مرعبة لمن هم متهاونون في حياتهم الروحية والذين أُعطوا العديد من المواهب ولم يستغلوها؛ وانه لا نعتمد فقط أننا أبناء السيد المسيح الذي جاء ودفع ثمن خطايانا وهو مصدر الراحة والسلام، حيث توجد عدة نقاط جديرة أن تؤدي بالمؤمنين إلي النار الأبدية ومنها:
أولاً : عدم معرفة قيمة العطايا التي وهبنا الله إياها، ومنها عطية بنوتنا الروحية لله؛ حيث يوجد الكثيرين يدعون مسيحيين وهم بعيدين عن الله وعن الكنيسة، ولا يعلمون شيئا عن الوسائط الروحية ويرفضون التوبة، فالذي يحب الله يفعل وصاياه وبالتالي يكون له عشرة مع الله هنا علي الأرض وهناك في السماء، فهل يرون اعمالك الصالحة فيمجدون الله بسببك ام كنت سبب عثرة للأخرين وبسببك يجدف علي اسم العلي؟ ؛ وحيث اننا لبسنا المسيح نتشبه بأعماله .
1- عطية الإمكانيات التي أعطاها لك الله فهل تستخدمها في خدمته وخدمة الناس ام تستخدمها في الشر؟ مثل جليات الجبار الذي استخدم قوته في الشر وحارب شعب إسرائيل وكان يعايرهم؛ ولكن داود الصغير هزمه بقوة الله ليس بسيف ولا رمح بل بثلاث حصوات ومقلاع أي بقوة الله لأنها «فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ» ( 2كو12: 9).
2- عطية المال هل تستخدمها في عمل الخير والعطاء للفقراء والمحتاجين، ام في عمل الشر ولظلم الآخرين؟ وهل منشغل ليل نهار بزيادة تلك الأموال وتتكل عليها؛ ام أنك متكل علي الله؟ مثل الغني الغبي الذي اتكل علي أمواله ولكنه بعد موته ذهب للجحيم وحينها صرخ لإبراهيم ان يقول للعازر الذي كان يستعطي امام منزله علي الأرض ان يبل لسانه ولكن إبراهيم قال له ان بيننا وبينكم هوة عظيمة.
3- عطية العقل والتفكير: فكثير من الناس لديها ثقافة وعلوم وعلم غزير كثير منهم يتكلون على أفكارهم وينكرون وجود الله ” العالم الذي طلع سطح القمر وقال بحثت عن الله فلم اجده ” وآخر نظر من هناك الي الكون فمجد الله في خلقته وتعجب علي ان هناك ترتيب ونظام عجيب يدير ملايين الكواكب والنجوم. وكثيرون بفكرهم يستولون على حقوق الأخرين والاعتداء عليهم ولا يستخدمونه لخدمة البشرية!
ثانيا: اننا نتكل على اننا أبناء الله ولا نفعل وصاياه؛ مثل ما كان الكتبة والفريسيين الذين لعنهم الله؛ فهل من مجرد اننا مسيحيون نذهب للملكوت؟ الله قادر ان يقيم له شعبا ولكن يريد خلاصنا، ولا نستهين بلطف الله وصبره علينا؛ فبالتوبة ندخل في مراحم الله وبالشر ندخل في غضب الله. وكذلك ليس مجرد اننا نتظاهر بالصلاة والطقوس اننا ابرار؛ فيهوذا كان مع السيد المسيح ورأي وممكن يكون عمل معجزات وبشر بالملكوت ولكنه أحب المال أكثر من سيده، فبنقاوة القلب والسلوك مسلك الابرار والشهداء والقديسين ولنتمثل بإيمانهم.
ثالثا : ممكن منروحش الملكوت لو كان جهادنا ضعيف ، فلم تجاهدوا حتي الدم ضد الخطية؛ وافضل مثل في هذا هو مثل العذارى الحكيمات والجاهلات ، فهل لك رصيد تدخل به الملكوت، هل انت مستعد لملاقاة الله الآن؟