خلال اللقاء الأول للتاريخ الكنسي ” مجمع نيقية ” الذي ينظمه مركز البابا شنودة للتاريخ الكنسي والمركز الثقافي القبطي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية؛ قام نيافة الأنبا أنجيلوس أسقف عام كنائس شبرا الشمالية يإلقاء محاضرة تحدث فيها عن المتاعب التي لاحقت القديس أثناسيوس الرسولي بعد مجمع نيقية.
حيث ذكر نيافته أحداث وتواريخ نفي البابا أثناسيوس عن كرسيه السكندري كالتالي :
النفي الأول : في الفترة مابين 335م إلى 337م في الصعيد
النفي الثاني :في الفترة مابين 339م إلى 346م زار فيها روما.
النفي الثالث : في الفترة ما بين 356م إلى 362م ببرية مصر.
النفي الرابع :في الفترة ما بين 362م إلى 363م ببرية مصر.
النفي الخامس: ما بين 365م إلى 366م .
القديس أثناسيوس الرسولي هو من أعظم بطاركة الكرسي السكندري، وتعترف بقداسته جميع الكنائس المسيحية في العالم بلا استثناء، ويسمونه “أبو علم اللاهوت”، حيث يعتبر أعظم قديس في اللاهوتيات، وهو الذي وضع قانون الإيمان في مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325 م، والذي حضره 318 من رؤساء الكنائس في العالم وممثليها.
وُلد القديس أثناسيوس حوالي سنة 297م
ويعتبر كتابه “تجسد الكلمة” أعظم كتاب في التجسد الإلهي، وكتابه “الرسالة إلى الوثنيين” هو دعوة إلى الإيمان المسيحي.
وكان القديس أثناسيوس قد حضر إلى المجمع مرافقًا للبابا ألكسندروس، وقيل أن البابا ألكسندروس سامه شماساً ليعطيه حق الكلمة في المجمع، ورغم أنه لم يكن قد بلغ الثلاثين من عمره بعد، إلا أن ردوده القوية الممتلئة بالحكمة والمؤيدة بالشواهد الكتابية والعقلية
، والتي تؤكد على ألوهية السيد المسيح، أبهرت كل الحاضرين في المجمع، حتى أنه تزعم الموقف في التصدي لكل هرطقات أريوس والرد عليه كلمة كلمة، وقيل أن الإمبراطور قسطنطين الكبير نفسه قال له “أنت بطل كنيسة الله. وقد صاغ قانون الإيمان النيقاوي الذي تعترف به جميع الكنائس المسيحية في العالم.
اُختير للبطريركية بعد مجمع نيقية بحوالي ثلاث سنوات، حوالي سنة 328 م، بتوصية من البابا ألكسندروس قبل نياحته.
تعرض القديس أثناسيوس الرسولي لمضايقات كثيرة من الأريوسيين، حتى أنه نُفي عن كرسيه 4 مرات، وفي المرة الخامسة صدر الأمر بنفيه، ولكن الأقباط ثاروا ضد هذا القرار وتجمهروا لمنع الوالي من الوصول إلى البابا، وقيل أنهم أبلغوا الوالي بأنه لن يستطيع الوصول إلى البابا إلا على جثثهم جميعًا، فلم يستطع تنفيذ القرار.
نفي البابا أثناسيوس للمرة الأولى عندما حاول أريوس، بعد حرمه، أن يرجع ثانية إلى الإسكندرية، فقدم للملك قسطنطين خطابًا مملوءًا بعبارات ملتبسة تأثر بها الملك، وأقنعه بعض الأساقفة الأريوسيون أنها لا تختلف عن إيمان مجمع نيقية، فطلب الملك من البابا أثناسيوس إعادة أريوس إلى الإسكندرية، إلا أن البابا رفض ذلك لما فيه من مخالفة لقرار المجمع المسكوني، فقام الأريوسيون بإلصاق بعض التهم بالبابا أثناسيوس
وقد أظهر الله براءة البابا أثناسيوس من تلك التهم في مجمع صور سنة 335 م.
كما تم نفي البابا أثناسيوس إلى تريف في 5 فبراير سنة 335 م.
وبعد أن مات أريوس موتة شنيعة في مرحاض عمومي، حيث انسكبت أحشاؤه، تأكد الملك قسطنطين من براءة البابا أثناسيوس، وأوصى سنة 337 م بإعادته إلى كرسيه وهو على فراش الموت. وقيل أن ابن قسطنطين الصغير بعث برسالة إلى البابا أثناسيوس، امتدحه فيها، وأخبره بأن والده أبعده عن الإسكندرية.
وقد تم تقسيم المملكة بعد وفاة الملك قسطنطين الكبير بين أبنائه الثلاثة، فكان قسطنطين الصغير على الغرب، وكانت إيطاليا تابعة لـ”قسطاس”، ومصر تابعة لـ”قسطنطيوس” الذي كان أريوسيًا، وبتوسط قسطنطين رجع البابا إلى مصر سنة 338 م، واستقبله الشعب بفرح عظيم.
غضب الأريوسيون من رجوع البابا، وعقدوا مجمعًا حرموا فيه أثناسيوس وعينوا شخصًا يُدعى غريغوريوس بدلا منه، فعقد البابا أثناسيوس مجمعًا بالإسكندرية سنة 340 م إحتج فيه علي الأريوسيين.
وترك كرسيه وسافر إلى روما، وانعقد مجمع في سرديكا قرر أولاً براءة البابا أثناسيوس، وتثبيت قانون مجمع نيقية، وحرم الأساقفة الأريوسيين، وعزل غريغوريوس، ووافق الإمبراطور حاكم إيطاليا على ما قرره المجمع، وهدد شقيقه بالحرب إن لم يرجع أثناسيوس، وبالفعل عاد أثناسيوس إلى كرسيه، واستقبله الشعب بالتهليل.
وذهب إلى الصحراء، وبقي مدة مع الآباء الرهبان.
وفي أيام الإمبراطور “فالنس” الأريوسي، أصدر هذا الإمبراطور قرارًا بنفي البابا أثناسيوس في سنة 367 م، فاضطر البابا أن يهجر الإسكندرية ويختفي في مقبرة والده، ولما رأى الإمبراطور ثورة الأقباط ضد هذا القرار، قرر رفع الاضطهاد عنهم وإعادة أثناسيوس إلى كرسيه سنة 368 م.
تنيح بسلام بعد أن قضى مدة 45 عاما على الكرسي السكندري.
وفي نهاية المحاضرة أجاب نيافته على بعض من أسئلة الحضور حول هذا الموضوع.
؛ حيث قام نيافته ببدء اللقاء بصلاة القداس الإلهي بالمركز السابعة صباحاً؛ بمشاركة لفيف من الآباء الكهنة.
جدير بالذكر أنه يشارك باللقاء أصحاب النيافة الأجلاء ” الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس القاهرة وسكرتير المجمع المقدس ونيافة الأنبا مكاري أسقف شبرا الجنوبية ولفيف من الآباء الكهنة والخدام والمهتمين بدراسة تاريخ الكنيسة.
يضم اللقاء العديد من المحاضرات التي تناقش الموضوعات عقائدية وتاريخية منها:
– العقيدة في فكر القديس أثناسيوس الرسولي – لنيافة الأنبا رافائيل.
– الليتورجيا وكيف حافظت على العقيدة في القرن الرابع – لنيافة الأنبا مكاري.
– تاريخ قانون الإيمان النيقاوي مع شرح معانيه – للقمص بيشوي حلمي وكيل الكلية الإكليريكية .
– مستويات تدريس مجمع نيقية للمراحل المختلفة – للقس يوسف سمير كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بالظاهر.