في ذكرى عيد رهبنة البابا تواضروس الثاني، الموافق يوم 31 يوليو.. تتوقف وطني عند شخصية هذا الرجل الحكيم والأب الحنون وتسلط الضوء على ما لا نعرفه عن حياته.. انتقلت وطني إلى مسقط رأس البابا تواضروس الثاني، بالبحيرة، لنعرف اكثر عن الحياة المعاشة له وسط أهله في دمنهور ونكتشف الجوانب التي لا يعرفها ابنائه خارج دمنهور
وبمقابلة ابناؤه المقربين له نستمتع عزيزي القارئ بهذا الحوار.. ونتمني من الله ان يبارك البابا تواضروس الثاني ونصلي أن يحفظه لنا سنين كثيرة وأزمنة سالمة، مكملين رئاسة الكهنوت المقدسة التي ائتمنه الله عليها من قِبله، كإرادته المقدسة الطوباوية. مفصلاً كلمة الحق باستقامة، راعياً الشعب القبطي بطهارة وبر. إنعم يا رب عليه بالسلام والعافية في كل موضع وكل وقت..
– ابونا طوبيا كاهن كنيسة الملاك دمنهور
حدثنا عن معرفتك بالبابا تواضروس من البداية؟
في البداية سيدنا البابا تواضروس اقول له كل عام ونيافتك بخير وسلام في عيد رهبنتك. أما معرفتي بالبابا تواضروس فترجع منذ كنت في الصف السادس الابتدائي، فسيدنا رباني ونشأت على يديه في كنيسه الملاك، منذ طفولتي حتى الكهنوت.. ذكريات كثيرة جمعتني مع البابا تواضروس منها: قبل أن يذهب سيدنا إلى الدير أخذني معه في زياره افتقاد حيث كنا نفتقد أولاد مدارس الاحد، وبعد هذه الزيارة قال لي: “أنا ساسافر” ولم يقل لي لأي مكان سيسافر وأوصاني: “إذا لم أحضر في الميعاد القادم للافتقاد اذهب انت وافعل كل ما نفعله في كل افتقاد” ومرت الأيام وبحسب الاتفاق انتظرته لكي ننزل افتقاد أطفال مدارس الاحد لكنه لم يأتي، فذهبت انا للافتقاد بمفردي، وسمعت بعدها في الكنيسة أن الدكتور وجيه ذهب إلى الدير.. وكان وقتها هو مدير مصنع الأدوية بدمنهور – ولابد أن اذكر أن مصنع الأدوية لم يرى ازدهاراً أو تنسيقاً ولا نظاماً إلا على يد الدكتور وجيه صبحي، فهو طوال حياته شخصية منظمة جدا.. وعندما سمعنا أنه في الدير كنا نظن أنه سيأخذ فترة ثلاثة أيام خلوة ويرجع وبحكم عمله كدكتور فلا يستطيع اخذ اجازة اكثر من ذلك، لكنه تأخر في الدير حتى جاء خبر أن الدكتور وجيه تقدم للرهبنة.. ومن هذا الوقت لم تنقطع زيارتنا إلى الدير لزيارته باستمرار، وفي إحدى الزيارات اخذني على انفراد وقال لي “بلغ سيدنا الانبا باخوميوس أن الانبا صرابمون قبل رهبنتي في الدير”. وبالفعل ذهبت وبلغت الانبا باخوميوس الذي تعجب لثقة دكتور وجيه بي ومن هنا بدأت علاقتي ومعرفتي بالأنبا باخوميوس أيضا.
ماذا عن خدمة ابونا ثيؤدور بعد رجوعه دمنهور؟
تقدم الدكتور وجيه للرهبنة وأصبح إسمه أبونا ثيؤدور، وعندما رجع إلى دمنهور، خدم خدمة رائعة كعادته، فكان وهو علماني قد أسس “أسره المحبة” لاجتماع الجامعيين وكان اجتماع ناجح جدا ومؤثر في حياة الشباب. وكان أيضا صاحب فكرة المهرجان على مستوى الكرازة ففي البحيرة لدينا الآن مهرجان مميز بمسابقات شيقة.. ولا نغفل أن كل تلك الإنجازات كان وراءها أبونا ثيؤدور والأنبا باخوميوس معا.
صف لنا الاحساس عندما اختير أبونا ثيؤدور بطريرك؟
عندما أختير أبونا ثيؤدور ليكون البطرك، انتابتنا مشاعر متضادة.. أولا اختيار ابن دمنهور ليكون بطرك فرحنا جدا بل وبكينا من شده الفرحة والفخر، أما الشعور باحساس أن سيدنا كان معنا ولنا فقط لكن فجأه أصبح أب وراعي الكل، هذا حيرنا واحزننا قليلاً انه لن يخصنا فقط كأولاده بل هو للكل معنا ايضا.. وتأثرنا جدا بنيافة الانبا باخوميوس عندما أبهرنا جميعاً بتواضعه وقت تجليس البابا تواضروس وتسليمه مسئولية الكنيسة، قال عن نفسه: “نرجع صغارا إلى اماكننا” حيث كان يشير إلى عودته لإيبارشيته بعد إنتهاء مهمته كقائم مقام.
اسرد لنا لمسات سيدنا في الخدمة
خلال خدمته في دمنهور كان البابا تواضروس محب للتربية الكنسية والمنهجية التي تطبق على مستوى الكرازة كلها الآن، هو الذي أعد تلك المناهج عندما كان ابونا ثيؤدور.. هو شخصية مبتكرة جدا في مختلف مراحل الخدمة ويقدم كل جديد دائما، وكنا نسمع منه الأفكار الجديدة في الخدمة، فكان يخدم في مدارس الاحد ولقاءات الخدام مع سيدنا الانبا باخوميوس.. وكان صاحب فكرة تثبيت يوم 23 يوليو للقاء الخدام والخادمات، وأيضا حدد يوم 6 اكتوبر ل “يوم الشاب” فأسسه الانبا باخوميوس ونظمه معه ابونا ثيئدور.
احتفلنا هذا العام ايضا بإقامة معرض الكتاب ال34 – وهي كانت فكره البابا قديماً، لكي يتثقف الخادم ويوسع مداركه ويشجعه على شراء الكتب بالتقسيط إن لزم الأمر.
ماذا تعلمت من البابا تواضروس؟
من بصمات البابا تواضروس في حياتي، أنه كان له الفضل في فكرة إنشاء مكتبة للخادم في بيتي وساعدني وعلمني فهرسة الكتب – كيف تكون من حروف وأرقام.. وحببنا كلنا في القراءة وأصبحت مكتبتي بصمة أعتز بها من سيدنا.
أيضا فكرة انشاء فصل إعداد خدام على مستوى دمنهور كلها، كانت فكرة ابونا ثيؤدور، فلم يكتفي بأن تقوم كل كنيسة بعمل فصل إعداد خدام خاص بها، بل فضل أن يكون هناك الفصل الواحد الذي يجمع الجميع معاً.
ما شعورك الآن عندما يأتي البابا تواضروس إلى دمنهور؟
يوم وجود البابا تواضروس عندنا يكون يوم عيد.. وإن غاب عنا نفرح حتى أينما شاهدناه وسمعناه في الإعلام المرئي.
ونحن شعب محظوظ لأننا لدينا القديس الذي عوضنا عن فراغ عدم وجود أبونا ثيؤدور وسطنا هنا، وهو الانبا باخوميوس الذي نتمتع بأبوته ورعايته، ودائما نجد عنده الحلول والمخرج من أي مشكلة لأن الله معطي له بصيره واستنارة وحكمه.. الأنبا باخوميوس تجده مواكب للزمن والعصر.. والبابا تواضروس تتلمذ على يد أبينا الحكيم الانبا باخوميوس واكتسب كل تلك الصفات المتميزة..
ونقول له “ربنا يعينك ونثق ان الله الذي اختارك وسيسندك في كل امورك” ونحن غير قلقين على حكمته وخدمته لاننا نعرفه جيدا..
وفي مناسبة عيد رهبنته يتجمع أولاده الذين عايشوه ونتذكر ذكرياته معنا ونحتفل على مستوى الكنيسة بدمنهور.. وأقول للانبا باخوميوس والبابا تواضروس نحن محظوظين اننا وجدنا في هذا الزمن الذي يجول فيه هؤلاء القديسين يصنعون خيراً.
الدكتوره منى شكري خادمة بكاتدرائية العذراء والقديس اثانسيوس بدمنهور
– من هو البابا تواضروس بالنسبة لك وكيف عرفتيه؟
معرفتي بالبابا تواضروس ترجع إلى وقت أن كان الدكتور وجيه، امين الخدمة في الكنيسة. وبالرغم أن خدمة البنات والأولاد كانت مفصولة لكن كنا نعرف الدكتور وجيه وتعاليمه نتبعها.
وبعد أن كبرنا بدأ سيدنا الانبا باخوميوس في انشاء كاتدرائية باسم السيده العذراء والقديس اثناسيوس في مدينة دمنهور، وانتقلنا للخدمة في الكاتدرائية الجديدة.. وقتها كان الدكتور وجيه يأتي إلى الكاتدرائية ويخدم معنا، واستمر في هذه الخدمة حتى بعد إلتحاقه بالدير.. وقضي فترة في الدير ثم رجع إلى الخدمة معنا بعد رسامته باسم ابونا ثيؤدورالانبا بيشوي وكان ذلك في فبراير 1990 .
ووقتها كان سيدنا الأنبا باخوميوس يحتاج إليه في الخدمة، وخاصة في قطاع الشباب والتزم بالفعل في خدمة الشباب والتي شهدت طفرة غير عاديه في الخدمة. وبدأ معنا الخدمة على مستويين، الأول بدأ بعمل فصل إعداد خدام لشباب الثانوي، والثاني عمل فصل للشباب الجامعيين باسم “اسرة المحبة”.
اجتماع اعداد خدام لشباب ثانوي كان فصلاً رائعا بالفعل، وكان يضم البنات والأولاد، وكان ابونا ثيؤدور يكن للجميع محبة فائقة، والمخدومين كانوا يحبونه ومرتبطين به بشكل غير عادي. اهتم أبونا ثيؤدور بفصل إعداد الخدام واهتم بالشباب اهتمام فائق، فكان يلقي محاضرتين اسبوعياً ويعمل لهم لقاءات ومحاضرات روحية ورحلات..
وهو أول من بدأ فكرة القداس التعليمي لإعداد الخدام، فكانوا مواظبين على حضوره باستمرار. ومرت الأيام وكبر هؤلاء الشباب وتزوج منهم البعض، واستقر البعض في دمهنور والبعض الآخر خارج دمنهور، ولاتزال كل تعاليم أبونا ثيؤدور لهم في ذاكرتهم ووجدانهم، وعندما يقابلوني يسردون لي كم روعة وتعاليم واحتضان البابا تواضروس لهم.
واليوم نجد هؤلاء الشباب ينقلون نفس التعاليم للمخدومين الجدد بعد أن اصبحوا بدورهم خدام. فالتعليم الصحيح بهذا النهج ظل في ذاكرتهم ونقلوه لجيل آخر، وهذا بفضل الأنبا باخوميوس الذي زرع وبفضل أبونا ثيؤدور الذي أكمل.
وأيضا كان أبونا ثيؤدور يهتم بشباب الجامعة، حيث قام بعمل مطبوعات لتفيدهم في حياتهم الروحية وكان ينظم لهم الخلوات والرحلات. والآن وقد كبروا وتزوجوا وأصبح لديهم أبناء، مازال متعلق بأذهانهم التفافهم حول سيدنا البابا منذ ان كان ابونا ثيؤدورإلى أن أصبح اسقفاً.
– هل اهتم قداسة البابا بالمرأه أثناء خدمته الأولى؟
بالفعل لا يمكن أن أنسى أو أتغافل خدمتي مع سيدنا البابا واهتمامه بقطاع الأمهات. كان اجتماع السيدات وقتها على مستوى كنائس دمنهور، وأسس أبونا ثيؤدور تقليد وقتها وهو القيام برحلة في عيد الأم. وكانت الأمهات تتهافت في هذا اليوم من كل كنيسة للاشتراك في هذه الرحلة. فكان يخرج من دمنهور يوم عيد الأم حوالي ثلاثة اتوبيسات كبيرة وكان شباب اجتماع الجامعيين يخدمون الأمهات. وبدأ أبونا ثيؤدور هذا التقليد بأن يخدم الشباب الجامعيين الأمهات في هذه الرحلة، حيث ما كان على الأمهات إلا الذهاب للرحلة دون تحمل أي عناء ويقوم الشباب بخدمتهن ورعايتهن. وكان سيدنا الانبا باخوميوس وابونا ثيؤدور دائماً في انتظار الأمهات يوم الرحلة ويستقبلهن الشباب لمساعدتهن في الصعود الى الاتوبيس والنزول منه وتجهيز الوجبات لهن ومساعدتهن في الغذاء ويجهزون لهن الالعاب والمسابقات في الاتوبيس للترفيه عنهن. ظلت هذه الرحلات الممتعة محفورة في ذاكرة الأمهات، لما كان فيها من تجديد وابتكار من سيدنا البابا تواضروس للخدمة، فكان يقوم بالتجديد الدائم في الخدمة ولا تسير على نمط واحد. وكان حريص أن يلتقي مع الأمهات على مستوى كل كنائس دمنهور.
– ما الذي تعلمتيه منه على المستوى الشخصي حين كان معكم؟
التحقت بالكلية الالكليريكة في دمنهور في قسم العهد الجديد وظللت بها سنوات عديدة، فقد قضيت بالكلية أربعة سنوات مدة الدراسة بها ثم سنوات أخرى لكي أتشبع من التعليم. وأحتفظ حتى الآن بأجندة جميله جدا للعهد الجديد، وهي من أهم البصمات في حياتي من البابا تواضروس – أبونا ثيؤدور، في فتره تلمذتي على يديه.
ماذا تقولين له في عيد رهبنته؟
أقول له كل سنه وقداستك بخير وسلامة وربنا يعطيك الصحة وطول العمر ويبارك في خدمتك ويمتعنا بصلواتك
.
العم نظير ابراهيم جندي
– ذكرياتك مع البابا تواضروس
على مدار 45 عاماً عشت مع الانبا باخوميويس ومعاونيه، وكنت أسهر على رعايتهم وأهتم أن استيقظ مبكراً لإعداد الافطار لهم.. بطبيعتي استيقظ مبكرا وكنت أحرص على إيقاظ ابونا ثيؤدور رغم سهره للصلاة وأقدم له كل يوم كوب اللبن الصابح.
اقول له اليوم انت الان بقيت بطرك لكنني لا لم انساك او انسى عشرتك الجميلة. والآن اراك بطركا على شاشات التليفزيون واكاد اقوم اقبلك من شدة الفخر. عايشته منذ ان كان الدكتور وجيه، وكان سيدنا الانبا باخوميوس يسند له مهام اخرى، ويكلفه بالكتابة بالنيابة عنه لأن خط سيدنا البابا جميل بالفعل.
امتاز البابا تواضروس ايضا بابتسامة غير عادية، فكان يقابل أي شخص لديه شكوى بابتسامة جميلة تنسيه شكوته.
لم اتركه منذ أن كان الدكتور وجيه حتى عندما ذهب إلى دير الانبا بيشوي وسيم باسم ابونا ثيؤدور. كنت أذهب لزيارته وأجلس معه.
وعندما جاء ابونا ثيؤدور من الدير بعد رسامته، قال لي الانبا باخوميوس: “اذهب يا نظير وأضرب الجرس احتفالا بقدوم ابونا ثيؤدور”.. ورغم ان نيافته كان اسقفا إلا أنه أصر على أن يضرب جرس الكنيسة احتفالا بقدوم ابونا ثيؤدور..الأنبا باخوميوس رجل روحاني فوق الحد، فضرب الجرس لراهب! وهذا لم يحدث أبداً أن يدق جرس الكنيسة لقدوم راهب وكأنه يتنبأ أنه سيكون بطرك! وقد كان بالفعل واصبح البابا تواضروس الثاني.
ولا انسي أيضاً كيف كانت مقابلته للشباب والشابات رائعة فهو خادم أمين بمعني الكلمة …
– ماذا تقول لكل من يهاجم البابا الآن؟
أقول لكل من يهاجم البابا لو عاشرتم بالفعل سيدنا البابا لن تنطقوا حرف عليه وستقدرون كل ما يقوم به لانني اعرفه جيدا عن قرب بخلاف أي شخص اخر. وله اقول الله هو القادر أن يعينك على خدمتك. وأيضا اقول له في عيد رهبنته سيدنا افتكرنا زي ما احنا فاكرينك رغم مسئولياتك
القمص رويس عزيز كاهن كنيسة الملاك بكفر الدوار
– بداية معرفة قدسك بالانبا باخوميوس وبالبابا تواضروس؟
أبي كان يعمل مهندس بالمساحة وكان يتحرك في أماكن كثيرة في جمهوريه مصر، واخيراً استقر في دمنهور وكان يعمل مع المهندس سمير سكر – والد الانبا باخوميوس، وايضا مع المهندس صبحي باقي – والد البابا تواضروس، لذا ربطنا هذا بالتلاحم معهم أسرياً قبل رسامتهم.. وأنا افخر أن أبي عمل معهم فهم ايضا كانوا مهندسين مساحة..
– ماذا يقول لك البابا تواضروس الأن؟
البابا تواضروس كلما يراني يقول: “ابونا رويس هو اللي رباني”.. وعندما اسمع ذلك منه الآن وهو بطرك اشعر بالخجل من شدة تواضعه.. وأقول له: “انا عملت الواجب اللي عليا ان لا اترك أسرتك وانت صغير”
“ربيت البابا” – على حد قوله، فما ابرز النقاط في شخصيته؟
اعرفة من المرحلة الاعدادية.. فهو يحب الابتكار والافكار الجديدة بل ويشجع جدا ويحب الاطفال المبدعين لانه هو مبدع. وكانت فكرة معرض الكتاب المقدس فكرته، ومازلنا نحرص على إقامة هذا المعرض سنوياً. وافخر انني من ضمن من اختيروا لانتخاب البابا بل ولي الشرف ان اعاصر سيدنا البابا منذ طفولته حتى رأيته بطرك.
ميري بشاره الخادمه بدمنهور
– ماذا تقولين للبابا تواضروس؟
أقول للبابا تواضروس لم أنسى أول رحلة لثانوية عامة، قام وقتها أبونا ثيؤدور بجمع طلبة الثانوية العامة في رحلة لدير الانبا بيشوي ونظم بنفسه فقرات اليوم لنا وقسمنا لمجموعات في المسابقات وطلع طاقات مننا ووجه طاقاتنا المختلفة التي اكتشفها في داخلنا في الخدمة
.
تاسوني مريم خادمة في المزرعة مقر إقامة الانبا باخوميوس
تاسوني مريم خدمت منذ أن كان البابا علماني، وأوضحت لوطني ان كان لها علاقة شخصية مع أخواته هدى وايمان ووالدتهم. وكانت هدى تساعدها في خدمة زواج البنات وتجهيزهن.
اما على المستوى الكنسي فقد خدمت تاسوني مريم مع البابا تواضروس في الضيافة.
– ماذا تقولين للبابا تواضروس في عيد رهبنته ؟
اعتدنا أن نذهب وقت عيد رهبنة أبوا ثيؤدور إلى الدير ونقضي اليوم معه. اليوم نفتقد وجوده معنا لكننا سنحتفل به. واقول له صحيح الحمل كبير لكن الله يسندك. في يوم تجليسه كنا نسلم عليه وكان بيقول لكل واحد فينا “صلوا من اجلي ومن أجل نعمة ومعونة من الله لي.”
كان ينصحني أن أكون مبتسمة دائما وان ابتعد عن العصبية لانني كنت لا ابتسم إلا قليلا، ولم انسى هذه النصيحة نهائياً.
لم أنسى اهتمامه بخدمة المدمنين وكان دائما يقول: “لابد من الاهتمام بالمدمنين”. واهتم جدا بجدمتهم وبالفعل رأيت تغيير الكثيرين على يديه. وبالفعل كان ولد مدمن يتسم في لحظات بالعنف ولكن بمتابعة سيدنا له ادركت كم التغيير وعودته للهدوء بعد ترك الإدمان. أبونا ثيؤدور اعطاهم وقته واهتم بهذه الخدمه بل واهتم بالجميع، والشباب بالأخص.. صحيح هو أب للكل كما نقول هنا في دمنهور عنه.