قال الأب جون جبرائيل الراهب بدير الدومينيكان ، أن اللاهوت المسيحي، وحتى اللاهوت اليهودي، يعتمد في الأصل على حرية الفرد في أن يفعل الخير أو الشر. وفكرة إجبار الإنسان على انتهاج فعل معين أو الابتعاد عن فعل معين تحت أي مسمى، هو أمر لا يتفق مع جوهر المسيحية في شيء.
وأشار جبرائيل، على هامش اجتماع لاهوت التحرير والذي يقام السبت من كل أسبوع بدير الدومينيكان بالطرابيشي، أن القصص الواردة في الكتاب المقدس والتي نجد فيها عقاب الله الفوري للإنسان، كانت موجودة في أسفار موسى الخمسة، وهي ظهرت نتيجة أن اللاهوت اليهودي لم يكن يتضمن حينها فكرة الحياة بعد الموت ولهذا فأن تكملة وصية “إكرم أباك وامك” هي “لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك”. ويقول: “لهذا فنحن نجد أن آدم ومتوشالح قد عاشا مئات السنين بالرغم من أن في العصور القديمة لم يكن الإنسان ليتعدى الستين عامًا في أفضل ظروف الرعاية الصحية. ولهذا فقد كُتب أن آدم عاش 930 سنة ومتوشالح 969 سنة، للدلالة فقط على أنهم كانا بارين ولا توجد علاقة بين تلك الأرقام وبين أعمارهم الحقيقية.”
وتابع أن فكرة أن يقوم الله بالبطش بالبشر لآثامهم، أو أن يمنع أحد من يسئ استغلال أحد، أو أن يقمعه، أو أن يقتله، سواء باسم الدين أو باسم أي شيء آخر، هي فكرة لا تتماشى مع المسيحية. ولكن ما يفعله الله هو أن يقوم بإرسال أشخاص يتحدثون عن العدالة، وقيمة الإنسان، وحرية الفرد، ملمحًا إلى أن ذلك، يتماشى مع فكرة لاهوت الخلق، والذي ترى الكنيسة الكاثوليكية فيه أن الله أعطى للإنسان القدرة على الخلق من خلال الاكتشافات العلمية والعمل الخير، فالله هنا يخلق للإنسان من خلال الإنسان، الذي هو “على صورته ومثاله، حياة أفضل، من خلال الأبحاث العلمية، أو من خلال الدفاع عن حقوقهم.