الحلقة الثانية
عن حياة اصحاب رسول الجهاد بولس الرسول الذى تحول من اشد مضطهدى المسيحيين إلى واحد من اكبر واعظم المبشرين سنكمل معكم الرحلة بحياة القديسين أكيلا وبريسكلا كما يرويها فى كتابه نيافة الانبا بطرس مطران اخميم عام 1975
اكيلا وبريسكلا
أكيلا وبريسكلا كانا نموذجاً يحتذى به فى حياتهما الزوجية الصالحة الخادمة للرب ومحبتهما كانت عجيبة فأكيلا ولد فى مدينة بنتس وتعلم فيها حرفته وآمن بالسيد المسيح وكان عبداً لسيد رومانى وأثناء إقامته ب روما تعرف على فتاة رومانية سليلة عائلة كبيرة تدعى “بريسكلا” وكانت الفتاة هى أيضا مسيحية، تابعته فى خدمته ومحبته للرب وتزوجا بل وزاد أن تعلمت حرفته وهى من سليلة أسرة عريقة كى تعينه فى الحياة وعلى الحياة القاسية التى اختاروها سويا جراء ثباتهم فى الايمان مقاومين كل صنوف الاضطهاد الذى انتهى بإبعادهما عن كورنثوس … وكان قرار الإبعاد بسبب ان ذهب إليهم بولس الرسول ورفاقه فإنضما اليهما وكانا مع المبشرين حتى اشتكى اليهود عليهم فغادر بولس الرسول إلى أنطاكية وأورشليم عن طريق أفسس ثم تبعاه أكيلا وبريسكلا وتكلم بولس الرسول عن هذين الكوكبين بكل مودة فى إشارة لخدمتهما المنيرة الهادئة وزاد عن خدمتهم التبشرية أنهم كانا ينفقان من أموالهم القليلة على الفقراء والمساكين ليكونا بحق رمز لكل دارسي الكتاب المقدس والمسيحيين عن الزواج القائم على المحبة والتضحية
تيطس
كتبت مجلة اليقظة فى عددها فى أول مايو سنة 1949 ان بولس الرسول سجل اسم تيطس 12 مرة ومن المرجح أنه كان اخو لوقا الرسول ، كان تيطس يونانيا وثنيا تحول بتبشر بولس وبرنابا للمسيحية وانضم إلى صفوف المبشرين ولقبه التلاميذ بالودود ودعاه بولس ابنا ثم اخا لخدمته وكانت خدمته تمتاز بالمحبة والغيرة متحملا الصعاب قائداً لحملات الحكمة والسلام ، كما كان مرافقا لبولس وبرنابا
وبحسب موقع الانبا تكلا فأن تيطس أرسله بولس إلى كورنثوس واناط به ترتيب أمور خطيرة وتدبير مسائل ذات شأن (2 كو 8 : 6 و2 تي 1 : 5) ولما ترك الرسول افسس كان يأمل أن يقابل تيطس في ترواس (2 كو 2 : 12 و13) ولما لم يأت ذهب إلى مقدونية وهناك أتصل به تيطس وأخبر بولس أخبارًا سارة (2 كو 7 : 6 و13 و14) ولم نقرأ شيئًا عن تيطس إلا بعد أن أفرج عن بولس من سجنه الأول في رومية .
مرقس تلميذ الفرصة الثانية
اسمه يوحنا الملقب مرقس وامه مريم قيل انها اخت برنابا ، كانت مريم تقيم فى بيت فى اورشليم وكانت غنية وفتحت بيتها للمؤمنين للصلاة وتعمد على يد بطرس الرسول، وحسب ما ذكر فى كتاب “أطول الناس عمراً للقس لبيب مشرقى” فانه بسبب موت والده المبكر -على ماهو مرجح- وثروة امه لاقى الابن الصغير معاملة لينة وإن كانت فى دائرة الدين مما جعله غير صلب العود وبدأ هذا عندما اخذ بولس الرسول وبرنابا مرقس ليكون الاخير خادما معهما فذهب معهما وعبر البحر الى قبرص ووصل الى بافوس ومنها الى بمفيلية ولكنه لم يشأ ان يرافقهما بل عاد إلى أورشليم ويرجح أنه لم يتحمل مشقة السفر لما تأمل فى المسافات الشاسعة التى كان عليهم ان يقطعوها والمشاق التى كان عليهم ان يقابلوها … وهناك راى آخر انه غار لكرامة خاله برنابا بعد ان تقدم عليه بولس الرسول فى الحملات التبشيرية الامر الذى تقبله برنابا بصدر رحب، وبعد حين من عودة مرقس تحدث بولس وبرنابا عن العودة لزيارة الكنائس التى كانا اسساها واقترح برنابا ان ياخذا معهما مرقس ويبدو ان برنابا رأى ندامة مرقس من تركهما فى الرحلة الاولى وعزمه على أن يكون أفضل ولكن بولس الرسول قال أن مرقس لا يصلح للخدمة وان الذى تركهما فى بمفيلية لا يمكن ان يذهب ، بدأت المناقشة هادئة ولكنها أخذت تشتد فكل طرف متمسك برأيه وبرنابا يعترف أن مرقس أخطأ ولكنه كان متيقن أن فرصة أخرى ستخرج منه رسولاً ولكن بولس الرسول كان يرى أنه لافائدة من فرصة ثانية أو ثالثة ومن هنا حدث الانقسام فذهب بولس وسيلا للتبشير فى الشرق والشمال وذهب برنابا ومرقس إلى الغرب ، ثم ذهب مع خاله إلى قبرص وخدما فى كل جزيرة حتى قبض على برنابا ونال اكليل الشهادة وظل مرقس يخدم فى قبرص عشر سنوات.
ومن أعمال مرقس العظيمة هو تأسيسه الكنيسة المسيحية فى مصر … وها هى كنيسة مصر القبطية الارثوذكسية تحمل اسم البشير مرقس تلميذ الفرصة الثانية.
الحلقة الاولى
https://www.wataninet.com/753746/%D8%A3%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF/