تحتفل اليوم الكنيسة الأرثوذكسية بالذكرى التاسعة والأربعين لافتتاح الكاتدرائية المرقسية الكبرى بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية،ويذكر أن حفل الافتتاح كان مهيب وحضره العديد من الشخصيات الهامة آنذاك منهم الرئيس جمال عبد الناصر وإمبراطور الحبشة هيلاسلاسي وقداسة البابا كيرلس السادس، ولفيف من الوزراء والسفراء ومندوبي عدد من الدول ومختلف كنائس العالم، إلى جانب عدد كبير من أحبار الكنيسة.
بافتتاح الكاتدرائية أصبح لدى الكنيسة القبطية أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، بما يتناسب مع الكنيسة التي تعد الأكبر بين كنائس المنطقة ذاتها وأكثرها عراقةً. تلك الكنيسة التي تحمل على كتفيها تاريخًا تقارب مدته 20 قرنًا من الزمان.
جاء تصدر القامات الثلاثة: الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والإمبراطور هيلاسلاسي محب الكنيسة القبطية والبابا كيرلس السادس لمشهد الإفتتاح، ليضيف للمشهد رونقًا خاصًا ويجلله بعبق من المحبة الخالصة التي كان القاسم المشترك فيها البابا كيرلس السادس.
في 24 يوليو سنه 1965 (خلال احتفالات العيد الثالث عشر للثورة)، احتفل في سرادق كبير بأرض الأنبا رويس بوضع حجر الأساس لبناء أكبر كاتدرائية في الشرق باسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وحضر الحفل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحدث في هذا الاحتفال العظيم موضحاً سياسة الدولة نحو جميع المواطنين واحدة وأن بناء الدولة قائم على المحبة التي تربط بين عنصريّ الأمة، وأعلن الرئيس الراحل تبرع الحكومة بمبلغ مائه ألف جنيه مساهمة من الدولة في بناء الكاتدرائية الجديدة.
لقد كان الاحتفال بوضع حجر الأساس صورة جميلة للوحدة الوطنية وإظهار لروابط المحبة بين عنصريّ الأمة. وفى الاحتفال ورد في خطاب قداسة البابا المتنيح كيرلس السادس إعلان رسمي باحتفال الكنيسة بافتتاح الكاتدرائية سنة 1968 وسيكون احتفالاً عالمياً بمرور 19 قرن على استشهاد القديس مرقس، وتعجب الحاضرون كيف يمكن في هذه الفترة القصيرة بناء هذا الصرح الضخم.
ثم أعلن قداسة البابا المتنيح بعد ذلك عن مسابقة عامة بين المهندسين لتقديم أحسن مشروع للكاتدرائية المرقسية الجديدة، وتشكلت لجنه اختارت أحسن المشروعات.
وفي 8 مايو 1967 (عيد استشهاد مارمرقس وعشية ميلاد أم النور ) أقام قداسة البابا كيرلس السادس صلاة تبريك في مكان البناء ورش ماءً مقدساً إيذانًا ببدء العمل في الكاتدرائية، وكانت معجزة حقاً أن تم العمل في نحو عشرة أشهر بعد أن تم تشغيل نحو ألف عامل واستخدام الكثير من الآلات وأسهمت الدولة في بناء الكاتدرائية بدفعة أخرى مقدارها خمسين ألف جنيه كما أسهم الشعب والكنائس بتقديم تبرعاتهم لهذا المشروع الكبير كذلك بذلت الحكومة المصرية ووزارة الإسكان جهوداً جبارة لإنجاز الهيكل الخرسانة للكاتدرائية في ميعاد الاحتفال الذي أعلنه قداسة البابا كيرلس السادس بمرور 19 قرناً على استشهاد القديس.
وفي صباح يوم الثلاثاء 25 يونية 1968 أحتفل رسمياً بافتتاح كاتدرائية مارمرقس الجديدة بدير الأنبا رويس،أذاع التلفزيون المصري الحفل على الهواء، وأُلْقِيَت كلمات قوية هَزَّت مشاعر الناس من قداسة البابا كيرلس السادس، وقداسة مارأغناطيوس يعقوب الثالث، ومن الكاردينال ديفال مندوب بابا روما، وغبطة الأنبا ثاؤفيس نائب بطريرك جاثليق أثيوبيا، ومن مندوب بطريركية موسكو الذي أعلن أن كنيسة موسكو قدمت للكاتدرائية الجديدة مذبحاً مُذْهَبًا. وكانت الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية احتفالاً ضخماً مكون من مجموعة احتفالات فقد صاحبه الاحتفال بحضور رفات مارمرقس من الفاتيكان، وكان ضمن برنامج الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية أيضاً افتتاح طريق العائلة المقدسة في مصر بمسيرة أشترك فيها مندبو الكنائس كذلك لا ننسى أنه بداية نفس العام في أبريل 1968 كانت فرحة الكنيسة القبطية أيضاً لظهور السيدة العذراء على كنيستها بالزيتون.