عقد قداسة البابا تواضروس الثاني اجتماع الأربعاء الأسبوعي مساء اليوم بكنيسة السيدة العذراء والقديس الأنبا بيشوى بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية، بدأ قداسة البابا تواضروس كلمته بالتعليق على حادث طريق دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون، فقال: “نتذكر إخوتنا في المنيا، حياتهم روحانيتهم، إيمانهم القوي، ونتعزى أن الله اختارهم وهم في طريقهم للدير، موضع صلاة وراحة للقلب، وفي الغالب كانوا صائمين كعادة الأقباط لكي يأخذوا بركة الدير ويتناولوا، ثم جاء هذا الحادث وبالرغم من قسوته وعنفه إلا أنه أظهر إيمان هؤلاء الشهداء.”
مؤكدا على ان برغم المرارة والقسوة والمعاناة، نؤمن أن الله صاحب الأمر أولا وأخيراً، به نحيا ونتحرك ونوجد، وهو ضابط الكل، وعين الله ترى كل شئ، ترى العنف والإرهاب والجريمة وتعطي فرصة لكي يتوب الإنسان، فالله يتمهل لكن الكلمة الأخيرة له.
وأشار أيضا الى أن هذا الحدث يسيء إلى مصر أولًا، فمصر وطن مهم وكل ما يحدث فيه يكون تحت المجهر،وقال أيضا: “استقبلنا تعزيات من الداخل والخارج، رؤساء وبطاركة وقادة كنائس، هذا الى جانب سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى . وربما كانت الضربة الجوية جزء من ثأر مصر كلها وليس الأقباط فقط”.. مؤكدا على أن مصر تتكامل بشعبها مسلميها ومسيحيها، ووجودنا معًا يشكل لوحة مصر ولا غني لأحد منا عن الآخر وهذا أمر مفهوم لدى الجميع.
“لهذا ندعو إلى التعقل أمام هذه الحرب فهذا نزيف في جسد مصر، وطبيًا النزيف هو أخطر الأعراض.. ارجو أن ننتبه أن النار لن تطفأ بالنار بل بالماء، وأتوقع من الجهات المسئولة أن تقوم بواجبها كاملًا ولا أريد تسمية جهة بعينها، لكن نحن نحتاج إلى الصبر والهدوء والتفكير في كل كلمة.”
مستطرداً: “كان لي مكالمة طويلة اليوم مع السيد رئيس مجلس النواب علي عبد العال، وتوافقنا على أن هناك جهات كثيرة يجب أن تتحرك من أجل سلامة مصر، ويجب أن يكون هناك عدم تهاون مع أي فكر أو تطرف لأن هذا له عواقب وخيمة، لذلك أدعو الجميع لعدم التهاون، فمصر هي كل مواطن فينا والأمر يحتاج إلى الشعور بالمسئولية المجتمعية علينا جميعا.”
أما عن الشهداء والمعترفين وأسرهم فهم فخر للكنيسة، فما نقرأه في السنكسار نعيشه في أرض الواقع.. فهناك من يرقد على رجاء القيامة ..وهم رقدوا في زمن القيامة! نفوسهم تتهلل وإن كانت نفوسنا تتألم..