الحلقة الاولى
عن حياة اصحاب رسول الجهاد بولس الرسول الذى تحول من أشد مضطهدى المسيحيين إلى واحد من أكبر وأعظم المبشرين سنبدأ معكم بحياة القديس برنابا الرسول كما يرويها فى كتابه نيافة الانبا بطرس مطران أخميم عام 1975 الذى حمل عنوان ” أصحاب رسول الجهاد”
برنابا
بحسب موقع الانبا تكلا ومقالات الانبا بطرس فى مجلة اليقظة فان برنابا كان أسمه قبلا يوسف وهو لاوي قبرصي الجنس. اعتنق المسيحية في زمان الرسل. فترك علاقاته العالمية وابتدأ يجاهد في نشر بشرى الخلاص في العالم، ويحث الناس على اعتناق المسيحية، ويعزّيهم في مصائبهم وظل طوال طريقه رسولا نافعا وكان يقود حملة وعظية للمؤمنين اع 11: 13 حتى لقب ب أبن الوعظ، وكان برنابا ضمن من استجابوا للشركة المسيحية الأولى ف ” كان له حقل باعه وأتى بالدراهم ووضعها عند أرجل الرسل”. وهو خال القديس مرقس الرسول، وأحد الرسل السبعين.
برنابا هو أول من رحّب ببولس بعد ما قبل المسيح وعرّف التلاميذ عليه لما رجع من دمشق إلى اورشليم (1ع 9: 27). ثم بعد ذلك أخذ بولس من طرسوس إلى إنطاكية وبشّرا هنالك باسم المسيح فنجح نجاحًا عظيمًا (1ع 11: 25 و26). ثم سافرا للتبشير في الخارج في السفرة التبشيرية الأولى (اع ص 13). وحضرا مجمع أورشليم (1ع 15: 22 وغل 2: 1). وذهبا مع يهوذا الملقب برسابا وسيلا إلى إنطاكية (1ع 15: 22-34) ثم ذهب برنابا ومرقس إلى قبرص (1ع 15: 39).
أما انجيل برنابا الذي يزعم البعض أن برنابا كاتبه فهو مؤلف وضع في القرون الوسطى وانتحل اسم برنابا باطلًا. ويشير التقليد إلى مكان بالقرب من فاما غوستا في قبرص على أنه مقبرة برنابا.
بحسب السنكسار طاف الرسولان بولس وبرنابا معًا بلادًا كثيرة يكرزان بالسيد المسيح، ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين بأنهما بشر تحت الآلام مثلهم.. وبعد أن طاف برنابا مع بولس الرسول بلادًا كثيرة انفصل الرسولان عن بعضهما، فأخذ الرسول برنابا معه القديس مرقس ومضيا إلى قبرص وبشرا فيها وردا كثيرين من أهلها إلى الإيمان بالسيد المسيح ثم عمداهم، فحنق اليهود وأغروا عليهما الوالي والمشايخ فمسكوا الرسول برنابا وضربوه ضربًا أليمًا ثم رجموه بالحجارة، وبعد ذلك أحرقوا جسده بالنار فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة. وبعد انصراف القوم تقدم القديس مرقس وحمل الجسد سالمًا وفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص. أما مرقس الرسول فإنه اتجه إلى الإسكندرية ليكرز بها ، وتُعَيِّد له الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 21 كيهك.
الرجل الثانى سيلا
يحكى لنا كتاب “أطول الناس عمراً وشخصيات أخرى” للدكتور القس لبيب مشرقى أن سيلا أو سلوانس هو أحد الأنبياء فى كنيسة أورشيلم ظهر فجأة وأختفى فجأة ولا نعلم كيف مات ، وسيلا هو احد العظماء فى كنيسة المسيح فخدم فى هدوء وأخد المكان الثانى لخدمة الرب ، وعندما نتابع حياته نجدها تسير فى هذا السبيل : كان فى كنيسة أورشليم عضوا فعالا وفى المجمع الأول الذى أنعقد بسبب مشكلة كنيسة أنطاكيا ، فكرت الكنيسة أن ترسل قرار المجمع مع أثنين من كبار أعضائها فأرسلت يهوذا الذى يدعى بارسابا وسيلا وظل سيلا باقيا فى أنطاكية يكرز بالمسيح ورافق بولس الرسول بعد أنفصاله عن برنابا فكان سيلا أخاً مساعداً لبولس الرسول فى كل لحظة وفى كل رحلاته فذهب إلى سوريا وكيلكية من قاعة الصلاة إلى مجلس الكنيسة إلى الوعظ ، وكانت الاماكن التى طافها مع بولس الرسول محفوفة بالشدائد مليئة بالاشواك فقابلها سيلا بكل ثبات، حتى العمل اليدوى فى تسالونيكى لم يتعب منه حتى قيل عنه”ولا اكلنا خبزاً مجاناً من أحد بل كنا نشتغل بتعب وكد ليلاً ونهاراً لكى لا نثقل على أحد منكم” تس3: 8-9
شارك بولس الرسول آلام الخدمة لهذا أطلق عليه القس لبيب لقب الرجل الثانى فكان فى سجن فيلبي مع بولس الرسول ولما حدثت الزلزلة اندفع حافظ السجن إلى الداخل وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد وقال يا سيدى ماذا ينبغى أن أفعل لكى أخلص؟؟ فأجاباه آمن بالسيد المسيح ، وظل سيلا مرافقا لبولس الرسول فى رحلاته فى تسالونيكى وفى كورنثوس ، وحمل أيضا سيلا رسالة بطرس الرسول إلى المؤمنين فى الشتات مقدماً مثالاً صالحا فى الخدمة الصالحة ولا نعرف من اين اتى سيلا وكيف كانت نهاية حياته إلا انه ضرب مثالا صالحا فى الخدمة المحبة لشخص السيد المسيح دون النظر إلى أى أمجاد شخصية.