أعلن الدكتور خالد العناني وزير الأثار الكشف عن مجموعه من المومياوات تعود للعصور المتأخرة بالإضافة إلي عدد من الدفنات والتوابيت الحجرية والفخارية بمنطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها بعثة كلية الآثار بجامعة القاهرة، مؤكداً أن أهمية هذا الكشف ترجع إلي أنه أول كشف يتم العثور عليه بالمنطقة منذ حفائر الدكتور سامي جبره في الفترة من عام 1930 وحتي 1950 والتي كشفت حينذاك عن جبانة الطيور والحيوانات.
أشار العناني خلال المؤتمر الذي عقد في منطقة آثار تونا الجبل بحضور اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، والدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، والدكتور جمال أبو المجد رئيس جامعة المنيا، وعمداء كلية الآثار والعلوم بجامعة القاهرة، وسفراء دول ألمانيا، صربيا، المجر، بلجيكا وأعضاء مجلس النواب.
أن الكشف إضافة جديدة إلي مجموعة الاكتشافات الآثرية التي شهدتها البلاد في الآونة الآخيره، وكان آخرها محتويات مقبرة “أوسرحات” بمنطقة ذراع أبو النجا بمحافظة الأقصر، والذي كشفت عنه النقاب بعثة تابعة لوزارة الآثار. وقال الوزير، إن الكشف في بدايته ولم يكتمل ومازال هناك الكثير، وجميع دول العالم تتابع الكشف والآثار هي قوة مصر الناعمه، واليوم نعرض المرحلة الأخيرة من البحث ونتمني أن نصل إلي أكبر كشف عالمي وهذا الكشف هام جداً، ويعد عام 2017 أبرز أعوام الكشف الآثري في مصر فكل بضعة أيام كنا نكتشف آثار، وكأنها رسالة من أجدادنا لكي تعود قوة السياحة مره أخرى.
وقال الدكتور محمد صلاح الخولي أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، ورئيس بعثة الحفائر بمنطقة آثار تونا الجبل، أن قصة الكشف بدأت عندما قامت البعثة بعمل مسح آثري للموقع بجهاز الرادار gpr بواسطة مجموعه من الأساتذة المتخصصين، من كلية الهندسة بجامعة القاهرة.
وتابع الخولي، انه تبين وجود فجوات في المنطقة الواقعة إلي الشرق من سراديب مدافن الطيور والحيوانات الأمر الذي دفع فريق العمل إلي القيام بأعمال الحفر الآثري والذي تبين من خلاله وجود مجموعه من الدهاليز تؤدي إلي سراديب عثر بداخلها علي 17 مومياء بالإضافة إلي عدد من التوابيت الحجرية الغير منقوشة وتابوتين من الفخار بهيئة آدمية أحدهما كامل والأخر به بعض الكسور.
كما عثرت البعثة علي برديتين بالخط الديموطيقي أحدهما داخل إناء ومن المقرر نقلهم لمركز الترميم بالمتحف المصري الكبير لإجراء أعمال الترميم والصيانه اللازمة لهما كما تم الكشف عن شريحة من الذهب.
وأوضح الخولي أن البعثة قامت كذلك بالتنقيب الآثري في موقع آخر بالقرب من الساقية الرومانية والذي أسفر عن الكشف عن عدد من البيوت الجنائزيه مبنية من الطوب اللبن تعود للعصر الروماني وقد عثر داخلها علي عدد من العملات والأمفورات والمسارج وغير ذلك من أدوات الحياة اليومية.
وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، أن هذه المنطقة نطاق جغرافي لحفائر الجامعة ندعمه بصورة كبيرة وأتفقت على تولي جامعة القاهرة تطوير حفائر تونا الجبل ووضعها على السياحة المصرية بدون حد أقصى ويتضمن تأهيل المنطقة الأثرية بالكامل وتحويل إستراحة الدكتور طه حسين إلى متحف ومزار ومنتدى ثقافي على مستوى على جدًا.
وقال أن الجامعة تتولى التطوير في منطقة آثرية عالمية على خريطة السياحة العالمية، وقدم الشكر إلى كلية العلوم بجامعة القاهرة مؤكداً أن التعاون أدى إلى إنخفاض مدة العمل بالحفائر الى شهرين، مؤكداً ن الحفاظ على هذه الآثار ورعايتها ليس مسؤولية وزارة الآثار فقط، وسوف نقدم صورة للتعاون بين الوزارة وجامعة القاهرة، وأعلن صرف مكافأة للعمال والبعثة بمناسبة الكشف الكبير تقدر ب10 الأف جنيه لكل عامل.
وأكد اللواء عصام البديوي محافظ المنيا، عن توقيع بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة ووزارة الآثار لإحداث تطور شامل لمنطقة تونا الجبل ثم البهنسا وتل العمارنة والأشمونين، مؤكداً إن الإكتشاف يكلل جهود أجيال طويلة بداية من الدكتور سامي جبره، والمحافظة تأمل في وضع المنيا على الخريطة السياحية، مشيرًا إلى قفزتها في المرحلة المقبلة.
Discussion about this post