اعجبنى الدكتور أحمد حسنى رئيس جامعة الأزهر السابق فى إصداره بيان أعتذار عن وصفه الباحث إسلام بحيرى ب المرتد وجاء فى نص البيان:
أن الرجوع للحق فضيلة، وأستبصار الصواب أولى من الأصرار على الخطأ، وأنه من واجبنا تجاه ديننا ومجتمعنا ووطننا أن نحرص على إيصال الحقيقة كاملة حتى لوصدر منا ما يجانبها، ان تبين لنا هذا الخطأ، واننى كنت قد شاركت ضيفا فى برنامج، المصرى أفندى 360 الذى يذاع على قناة(القاهرة والناس) ووجه لى المحاور سؤالا عن أحد مقدمى البرامج الذى يتناول بعض القضايا الدينية، وعلماء المذاهب وتراث الأمة بالنقد والتجريح( المحاور المقصود هو الباحث الإسلامى إسلام بحيرى) ثم تبين لى بعد المراجعة أن الرد الذى رددته كان خاطئا تماما، فرأيت أنه من باب الامانة والموضوعية أن أوضح أن هذا الرد الذى صدر منى فى البرنامج غير صحيح، وهو يخالف منهج الأزهر الشريف، الذى يقضى أنه لا يخرج المرء من الإسلام إلا جحد ما ادخله فيه.
مضيفًا أننى قد استعجلت فى الرد على هذا تجاوز لا يعبرعن منهج الأزهر أبدا، وهو ما أدركت لاحقا أننى وقعت فيه دون قصد، لأن الحكم على الأشخاص وعلى أفعالهم وأقوالهم وسلوكهم هو أختصاص القضاء وليس العلماء.
اختتم رئيس جامعة الأزهر بيانه بقوله:أعتذر عن هذا الرد الخاطئ المتسرع وغير المقصود، وأؤكد أنه خطأ شخصى لا يمثل أى جهة من جهات الأزهر الشريف، ولا يعبر عن منهجه.
لا شك أن الرجوع للحق فضيلة، وبخاصة عندما يكون من أستاذ كبير ورئيس جامعة الأزهر، وهذا يجعلنا نحترم هذه الشخصية التى تعرف الاعتذار وتعترف بالخطأ.
هذا سلوك حضارى بلا شك نتمنى أن يسلكه كل الناس وبخاصة رجال الفكر والأدب والعلم والدين.
موضوع برامج التوك شو والفضائيات التى تدعو المسئولين دائما للحوار وبعضهم غير مؤهل لذلك، وبعض آخر يبحث عن الشهرة، غير أن بعض مقدمى هذه البرامج ليسوا على مستوى المسئولية فيبحرون فى موضوعات شائكة وقضايا خطيرة وتكون النتيجة هى بلبلة الفكر وضياع المشاهد أو تعصبه لرأى معين، هذا غير عدم احترام الرأى والرأى الآخر، وقد شاهدنا العجب العجاب من ضرب بالأحذية على الهواء وشتائم يشيب لها الوجدان وخناقات ومشاجرات وضرب واهانة، وكأنك تشاهد فيلما سينمائيا للجريمة، أو تشاهد مشاجرة بين بلطجية فى الشوارع أو.. أو.
اعلام غير ملتزم وفضائيات يملكها ويديرها أشخاص ليس بينهم وبين الاعلام صلة، هذه هى مشكلة الفضائيات الخاصة والتى لها مآرب خاصة وربما اتجاهات غير وطنية يجب الاهتمام بهذه الفضائيات واجبارها على الالتزام بمصلحة الوطن والأخلاق العامة والقيم النبيلة التى تسود المجتمع الباحث الأستاذ إسلام بحيرى باحث عالم منطقى موضوعى ربما كانت ابحاثه صدمة لبعض التقليديين الذين يؤمنون بالدجما، لكنه باحث مسلم متدين وأعتبره مارتن لوثر الإسلام، فالإسلام السياسى يمر بما يمكن أن نطلق عليه عصر النهضة والذى سيؤدى الى فصل الدين عن الدولة كما حدث فى أوروبا فى القرن الخامس عشر، لكن العملية ليست سهلة وأمامها وقت حتى تتحقق، واذا كانت مصر تريد فعلا أن تغير وتعدل الخطاب الدينى فانها يجب أن تشكل لجنة يكون ضمن أعضائها الأساتذة إسلام بحيرى، دكتور يسرى جعفر، دكتور أحمد كريمة وغيرهم حتى يمكن الوصول فعلا إلى نتائج لهذا البحث المهم.
تدفعنى شجاعة الدكتور أحمد حسنى رئيس جامعة الأزهر السابق إلى سؤال البعض ومنهم الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الجماعة السلفية:
هل يمكن أن تتسلح بشجاعة زميلك الدكتور أحمد حسنى وتعتذر عما صرحت به قبلا وأسأت به لأقباط مصر أبلغ الإساءة وحاولت أن تقلب المجتمع على بعضه وتحرمه من نعمة الأمن والسلام..؟
أرجو أن يوفقق الله وتفعل ذلك لأننا نحبك كإنسان.