يصوت الناخبون الفرنسيون اليوم في الجولة الثانية والحاسمة لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد رفضهم مرشحي الحزبين التقليديين في البلاد، الاشتراكي والجمهوري المحافظ، ليختاروا بين مرشح الوسط المؤيد للاتحاد الأوروبي، إيمانويل ماكرون الذي تصدر الدورة الأولى من الانتخابات الفرنسية وحصل علي 24.01% من الاصوات ، بينما حلت الثانية زعيمة أقصى اليمين، مارين لوبان بنسبة 21.3%
وجاء الاقبال على التصويت ضعيفا مقارنة بكل الانتخابات الرئاسية السابقة، إذ لم تزد نسبة الاقبال حتى منتصف اليوم عن 28.2%.
وكان الاقبال في الانتخابات السابقة 2012 حتى الظهر 30.7%، وفي انتخابات 2007 بلغت النسبة 34.11%.
وتحظى عملية التصويت باهتمام ومراقبة من جميع دول القارة الأوروبية، ولا سيما أن النتائج ستؤثر على مستقبل الاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تستمر عملية التصويت في بعض المدن الكبرى حتى الثامنة مساء بتوقيت فرنسا، وبعدها ستظهر النتائج الأولية فور إغلاق جميع المراكز أبوابها لتُعلن رسميا من المجلس الدستوري الفرنسي، الخميس 11 مايو.
واتخذت السلطات الفرنسية إجراءات أمنية مشددة فنشرت أكثر من 50 ألف شرطي لتأمين العملية الانتخابية.
وقد أدلى “ماكرون” مع زوجته بريجيت بصوتهما بالقرب من مقر إقامته في منتجع “لوتوكية” في شمال فرنسا ، بينما صوتت لوبان في مدينة “اينان-بومون” العمالية، المعقل القوي للجبهة الوطنية.
وسيعود المرشحان إلى العاصمة باريس، مساء اليوم، لتلقي نتائج الانتخابات في مقراتهما الانتخابية.
وستنتهي ولاية الرئيس الحالي، فرانسوا هولاند، الأحد 14 مايو، وهو آخر موعد ممكن لتسليم السلطة إلى خلفه وتنصيبه رسميا رئيسا لفرنسا.
هذا وكانت حملة إيمانويل ماكرون قد تعرضت لهجمات إلكترونية، نهاية شهر أبريل الماضي.
وأكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أن قرصنة حملة ماركون لن تمر “دون رد”.
وتحظى هذه الانتخابات بأهمية كبيرة نظرًا لأنها تمثل مرحلة جديدة في السياسات الفرنسية بغياب الأحزاب الرئيسية، الاشتراكية والجمهورية، عن السباق للمرة الأولى.
وقد قدم المرشحان الحاليان رؤى مختلفة تماما للناخبين الفرنسيين، إذ تدعو لوبان إلى التخلي عن عملة اليورو في الاقتصاد المحلي، وإجراء استفتاء حول عضوية فرنسا في الاتحاد الأوروبي.
بينما يعد ماكرون، المصرفي السابق ووزير الاقتصاد في حكومة مانويل فالس، من أبرز المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي ودعم أوروبا.
وبرزت قضايا هامة خلال حملات المرشحين، أبرزها الأمن ومحاربة الإرهاب، وتعزيز الاقتصاد ومواجهة أزمة الهجرة وعلاقات فرنسا بالدول الأوروبية.
وارتفعت معدلات البطالة في البلاد مسجلة تقريبا 10%، وهي ثامن أكبر نسبة بين 28 دولة أعضاء بالاتحاد الأوروبي.
وتبرز أهمية الانتخابات أيضا في أنها ستمثل حدثا تاريخيا جديدا في فرنسا، فلوبان ستكون أول سيدة تحكم البلاد وإذا فاز ماركون سيكون أصغر رئيس في تاريخها.
Discussion about this post