الأستاذ فاضل الأنصاري كتب في مايو 2012 على صفحات التواصل الاجتماعي ما يلي: ” لا اعلم ماذا ينتظر الجميع من الرئيس القادم خصوصاً وأن مؤيدي كل مرشح يصورونه على انه ملاك او نبي، يا سادة كلهم بشر، ولن يستطيعوا تحقيق أي شيء إلا إذا توافرت إرادة شعب يريد أن ينهض من سبات عميق ليحقق أمجاده، يحترم ماضيه ويصحح أخطاؤه ليبني مستقبله، يتغاضي عن الإساءة إلى الغير، شعب يراعي ضميره في كلامه وفي أفعاله، شعب يحترم ذاته ويحترم الدستور والقانون”.
اقرأها ذلك اليوم وأتساءل.. نحن نرى الرئيس عبد الفتاح السيسي منغمساً في مسئولياته ومكبلاً بسد كل الثغرات للقضاء على الفساد.. ولكن هل يستطيع بعصاه السحرية أن يحقق النجاح بمفرده؟! كتبت الصحف وتعالت الأصوات في الإعلام عن استنفار إرادة الشعب في النهوض.. لكن ما المحرك الأساسي الذي يحرك هذا الشعب لدرء الفساد؟
النجاح والنهوض بهذا الوطن لا يكتمل بالإرادة وحدها، ولكن بقانون قوي وفعال يحمينا فنحافظ عليه ونلتزم به وشعب يكافح ويشعر انه في بلد يأخذ فيها حقه ويراعي واجباته.. وإن اختل دور القانون لسادت الفوضى..
إن كان رجل الشرطة في الشارع لا يعاقب أي شخص مخالف تصبح الشوارع مباحة لأي كارثة، قد تصل إلى حوادث تودي بحياة أرواح بريئة.. سمعنا هذا الشهر عن شابة بريئة راحت ضحية شابين متهورين استطاعا الهروب خارج البلاد للنجاه من قبضة القانون! كيف استطاعا الهروب؟ ومن سهل لهما الهروب! وأين القانون الذي يتعقبهما ويقدمهما للعدالة؟.. وتمضي الأيام ونرى الكثير من الحوادث ومع مرور الأيام ننساها، لكن أين حق هؤلاء الضحايا؟.. وأين حق المجتمع الذي يهدر من جراء ذلك الانفلات..
إن كان المعلم في المدرسة لا يعمل بضمير بحجة أن ما يتقاضاه قليل ولا يوجد من يردعه عن هذا الإهمال؟ فكيف يحترمه تلاميذه ومن يعوض هؤلاء عما فقضوه من تعليم..
حتى الأعمال الإرهابية التي تستهدف الوطن لا يحاسب فيها الجناه بشكل سريع، ولا توجد عدالة ناجزة للردع.. وان كنا نسمع ان بعضهم يتم تحويله للقضاء العسكري لا نظل في انتظار القصاص والذود عن حق المجتمع وهيبة الدولة..
إن كنا كل يوم نرى تراخي في تطبيق القوانين أو تباطؤ في محاسبة الجناة.. فكيف نحترم القانون ونطبقه؟ وكيف تتفجر طاقة بداخلنا أن نصحح أخطاءنا ونحن نشعر أن ليس هناك رادع للفاسد!
فإذا لم تكن يد الرقيب قوية وحاسمة وقبضة القانون قوية، سيضعف القانون ويتلاشى احترامه تدريجياً ويكثر الفساد.. وبهذا فإن الشعب الذي نهض بثورات وخاض معارك وتحديات كثيرة سيعود لسباته وتراخيه مرة أخرى وسيفقد الأمل.