بعد أربع سنوات من العمل المتواصل, نجحت جمعية الدمج لذوي الإعاقة لتنمية المجتمع في تنفيذ الدمج للأطفال من ذوي الإعاقة البصرية الشديدة بمدارس محافظة أسيوط, وتم الاحتفال مؤخرا بالانتهاء من المرحلة الأولي لمشروع نموذج رائد الذي تقدمه الجمعية.
الدكتورة سالي ناشد- مؤسسة جمعية الدمج لذوي الإعاقة لتنمية المجتمع- قالت: إن المرحلة الأولي من مشروع نموذج رائد قدمناها في الفترة من سبتمبر 2013 إلي مارس 2017, ولقد كانت ابنتي فيبي وراء التفكير في إنشاء الجمعية وبدء العمل من خلال تجهيز غرف للمصادر بالمدارس, حيث ولدت فيبي ابنتي في أبريل 2007 وأصيبت بكف بصر وبعد رحلة البحث عن علاج جراحي لحالتها في أمريكا, بدأت في التفكير في كيفية مساندةابنتي لأستطيع العمل علي تأهيلها ودمجها بالمجتمع, وبالفعل حصلت علي ماجستير من جامعة WV بالولايات المتحدة الأمريكية في التربية الخاصة.
وأضافت ناشد, قائلة: هناك أربعة أشياء أساسية أقولها وأؤكد عليها دائما لأولياء أمور الأبناء من ذا الإعاقات, الأولي أن الطفل ذوي الإعاقة لايزال طفلا طبيعيا, الأمر الثاني: لا تقلل توقعاتك عنه, والثالث هو أنه فقط له طريق مختلف, أخيرا أن ما يحتاجه هو القبول.
واستطردت ناشد, قائلة: كان لدي تطلع لدمج الأطفال ذوي الإعاقة البصرية في المدارس بدلا من التحاقهم بمدارس داخلية خاصة بهم وحرمانهم من حب ورعاية أسرهم من سن مبكرة. وهنا تكاتفت معي جهود العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة والجمعيات الأهلية المهتمة بقضية الإعاقة وقمنا بتأسيس جمعية الدمج لذوي الإعاقة في صعيد مصر في 2012.
راندة حلاوة- رئيس الإدارة المركزية لمعالجة التسرب التعليمي- قالت: أحاول جاهدة لمساعدة ودعم جمعية الدمج لأنها بالفعل تستحق المساندة من قبل وزارة التربية والتعليم لنشر هذا الفكر وهذه التجربة الرائدة في مدارسنا.
الدكتور عبدالستار شعبان سلامة- مدير عام الإدارة العامة للمشاركة المجتمعية- أكد أن جمعية الدمج قدمت نوذجا يحتذي خاصة أنها اختارت أن تدعم الأطفال من ذوي الإعاقات البصرية الشديدة بالمدارس وليست البسيطة.
وأوضح الدكتور نبيل جبور- مدير عام الإدارة العامة للمشاركة المجتمعية- أن الدكتورة سالي ناشد وزوجها دكتور هاني أنيس خرجا من خبرة شخصية وتجربة في بداية الأمر مؤلمة إلي تبني قضية عامة وتقديم الفائدة لأطفال آخرين.
أشار أمين سعد الدين- مدير عام الإدارة العامة للتربية- إلي أن المشروع قدم تجربة رائدة في مجال دمج الأطفال ذوي الإعاقة البصرية الشديدة في محافظة أسيوط, حتي إننا حينما كنا نقوم بزيارة أسيوط ونتابع التجربة كنا نشعر بأن هؤلاء الأطفال مثل أقرانهم بالمدارس.
وأضاف أشرف لطفي -مدير مديرية التربية والتعليم بأسيوط- قائلا: حاولنا أن نتعاون مع الجمعية حسب إمكانيات الوزارة لما رأيناه من عطاء وعمل مستمر دون كلل أو ملل من قبل القائمين علي جمعية الدمج.
وطالب أشرف لطفي باستمرار جمعية الدمج في تقديم الدعم الفني ونقل خبراتهم العلمية والعملية إلي المدارس بمختلف محافظات الجمهورية خلال الفترة المقبلة.
أما هدي الأنشاصي -عضوة بمجلس إدارة جميعة الدمج- فقالت: لقد قدمت جمعية الدمج تجربة رائدة في محافظة أسيوط حيث نجح المشروع في مرحلته الأولي في تجهيز 43 مدرسة بجميع الإدارات التعليمية بأسيوط منهم 35 مدرسة حكومية و3 مدارس خاصة و5 مدارس مجتمعية في مراحل التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي. وأتمني أن نستمر في العمل بمختلف محافظات الجمهورية حتي نستطيع دعم الأمهات في دمج أبنائهم من ذوي الإعاقة البصرية الشديدة في المدارس ومن ثم في المجتمع بشكل عام.