في رحلتنا عزيزي القارئ.. من سبت لعازر إلى يوم القيامة.. نتوقف عند ثاني نقطة في رحلتنا وهي أريحا
ليست أريحا من الأماكن التى ترتبط بأسبوع الآلام، لكن تكمن شهرتها فى كونها المدينة التى شفى فيها السيد المسيح برتيماوس الأعمى والتى دخل فيها بيت زكا العشار. وتقرأ قراءة انجيل لوقا (لوقا ١٩: ١ – ١٠) التي تروي قصة زكا باكر يوم أحد السعف:
“ثم دخل واجتاز في أريحا. وإذا رجل اسمه زكا وهو رئيس للعشارين وكان غنيا. وطلب أن يرى يسوع من هو ولم يقدر من الجمع لأنه كان قصير القامة. فركض متقدمًا وصعد إلى جميزة لكي يراه لأنه كان مزمعًا أن يمر من هناك. فلما جاء يسوع إلى المكان نظر إلى فوق فرآه وقال له يا زكا أسرع وانزل لأنه ينبغي أن امكث اليوم في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحًا. فلما رأى الجميع ذلك تذمروا قائلين أنه دخل ليبيت عند رجل خاطئ. فوقف زكا وقال للرب ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين وأن كنت قد وشيت بأحد أرد أربعة أضعاف. فقال له يسوع اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضًا ابن إبراهيم. لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك.”
توجد اليوم فى أريحا الجميزة التي صعد عليها زكا ليرى يسوع، وهي من فصيلة تدعى “جميز التين”. ويعتقد علماء الكتاب المقدس أنها نفس فصيلة شجرة التين التى لعنها المسيح عندما لم يجد فيها ثمر فيبست فى الحال. وهى قراءة الانجيل اتى تتكرر خلال بصخة صباح الاثنين.
وفي الصبح إذ كان راجعا إلى المدينة جاع“ فنظر شجرة تين على الطريق، وجاء إليها فلم يجد فيها شيئا إلا ورقا فقط. فقال لها: لا يكن منك ثمر بعد إلى الأبد. فيبست التينة في الحال فلما رأى التلاميذ ذلك تعجبوا قائلين: كيف يبست التينة في الحال..فأجاب يسوع وقال لهم : الحق أقول لكم: إن كان لكم إيمان ولا تشكون، فلا تفعلون أمر التينة فقط، بل إن قلتم أيضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون، وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه”
والنقطة الثانية من اليوم بالهيكل في أورشليم
وفي رحلة يوم الإثنين أيضا، يأتي بنا مشهد تتكرر قراءته يومى الأحد والاثنين.. ذاك هو طرد المسيح للباعة في الهيكل وقلبه لموائد الصيارفة.فإن النبوءة تقوم:” غيرة بيتك أكلتنى.”
وكما تنبأ السيد المسيح بأن الهيكل العظيم يدمر تماما و لا يبقى فيه حجر على حجر، فحتى اليوم لا يوجد الهيكل الذى دمر على يد الرومان سنة ٧٠ ميلادية.
الصور توضح نموزجا لما كان عليه الهيكل فى أوج مجده، وأيضا لوحة فنية لطرد الباعة. علما بأ هذا الهيكل لم يكن هو الذى بناه الملك سليمان وعرف باسمه لأن هذا دمر عند تدمير أورشليم وسبى بنيها إلى بابل. بل هذا الهيكل الذي أعاد بناؤه زربابل بإذن كورش ملك فارس وجدده الملك هيرودس الكبير.