في رحلتنا عزيزي القارئ.. من سبت لعازر إلى يوم القيامة.. نتوقف عند خامس نقطة في طريق آلام المسيح وهو جبل الزيتون.. هو جبل يطل على اورشليم ويمتد على الجهة الشرقية للمدينة، يفصله عن سور المدينة القديمة منخفض ضيق وجدول قدرون. يرتبط جبل الزيتون بكثير من أحداث ونبوات العهدين القديم والجديد. فى العهد القديم شهد هذا الجبل هروب الملك داود باكيا من وجه ابنه ابشالوم الذي استولى على ملك أبيه، ،أيضا كان الجبل هو مكان المرتفعات التى بنى عليها الملك سليمان مذابح للآلهة الغريبة الخاصة بزوجاته العديدات.
أما في العهد الجديد، زار السيد المسيح مرات عديدة جبل الزيتون أو مر به أثناء عبوره لاورشليم خاصة من بيت عنيا التي تقع على السفح الشرقي للجبل والتي كان يقطن بها احباؤه لعازر ومرثا ومريم.
يحدثنا الإنجيل عن ثلاث محطات مهمة فى الأسبوع الأخير من حياة يسوع على الأرض تمت أحداثها على جبل الزيتون. الأولى كانت عندما سأله التلاميذ عن نهاية العالم كما ورد فى إنجيل (متى ٢٤ و ٢٥.) الثانية عند نزوله الى اورشليم كملك ظافر يوم أحد السعف وقد توقف فى رحلته إلى المدينة ليبكي عليها (لوقا ١٩). أما الثالثة فكانت ليلة المعاناة فى بستان جثسيماني والتى انتهت بتسليمه على يد يهوذا والقبض عليه. ويمتد تاريخ جبل الزيتون فى حياة السيد المسيح حتى صعوده إلى السماء بعد قيامته من الأموات.
اليوم يحتوى جبل الزيتون على مزارات عديدة وإن كانت لا ترتبط جميعها بأسبوع الآلام. فهناك قبر السيدة العذراء مريم وكنيسة الصعود وكنيسة الآلام أو النزاع، وكنيسة آبانا الذى فى السموات و كنيسة دمع يسوع وبستان جثسيمانى.
كنيسة دمع يسوع
سنبدأ بالمنظر العام للجبل و كنيسة دمع يسوع والتى بنيت حيث توقف يسوع وبكى على اورشليم.
وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضًا، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ.
فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ،
وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ»
(لوقا ١٩: ٤١ – ٤٤)
الكنيسة الصغيرة على شكل دمعة وقد بنيت فى ١٩٥٣ – ١٩٥٤ على أطلال دير بيزنطى يعود تاريخه إلي آلقرن الخامس. ورغم وجود الكنيسة الحالية على السفح الغربى لجبل الزيتون إلا أن الوصول اليها ليس سهلا، لكن يشهد الكثير من الزوار الذين استطاعوا الوصول إليها أن الزيارة كانت تستحق التعب وذلك لجمال وهدوء المكان وأيضا للبانوراما الرائعة للجبل ولمدينة اورشليم التى تتكشف للزائر.