شكرًا أيها الإرهابيون المجرمون على معايدتكم لنا في عيد القيامة المجيد، فهذه الطريقة والتهنئة تعودنا عليها منكم لأنكم لا تعرفون غير القتل وسفك الدماء والتدمير لأنكم تكرهون الحياة والعمار.
نشكركم أولا لأنكم جعلتمونا نشعر بأسبوع الآلام وتحتفل به بالصلاة والدعاء للشهداء وللكنيسة وشعبها ولبلدنا مصر التي نحبها لدرجة العشق، أنتم لن ولم تدفعونا إلى الكراهية أو اليأس، فنحن نحب الإنسانية فعلا، نحب كل الناس، نحبكم مع أنكم تقتلونا، نحبكم لأنكم مرضى بالكراهية والتعصب، بل نحن نصلي من أجلكم، من أجل أن يغفر الله لكم ويرشدكم إلى الصواب ويفتح أعينكم على الحقيقة.
نقول لكم الكلمات الذهبية التي قالها السيد المسيح وهو على الصليب، قال:
يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون؟
أنتم فعلا لا تعرفون ماذا تفعلون، ولو عرفتم لما فعلتم هذا، سيأتي اليوم الذي تندمون عما فعلتم، ولكنه اليوم الذي لا ينفع فيه الندم.
أيها الإرهابيون نحن نحبكم فعلا، لأن السيد المسيح علمنا أن نحب الجميع حتى الأعداء، نحن نشفق عليكم ونصلي إلى الله عز وجل أن يتم لكم نعمة الشفاء من هذا المرض اللعين حتى تعودوا إلى حظيرة الإنسانية وتصبحون أسوياء كباقي البشر.
نعم قتلتم حوالي خمسين إنسانا دون وجه حق، دون أي ذنب ارتكبوه، قتلتم من يصلي ويتقرب إلى الله وهو صائم، في براءة ما بعدها براءة، قتلتم الأطفال والنساء والرجال، وحتى الذين يعملون في الأمن، قتلتم الكثير، وهذه هي طريقتكم وحياتكم التي لا تعرف إلا الدم والسفك والقتل والتدمير.
أيها الإرهابيون نحن على ثقة أنكم ستنتهون قريبا، لأن الذين يأخذون بالسيف بالسيف يؤخذون، ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح، والصحيح أن الله خلقنا لكي نعيش ونعمر الدنيا ونملأ الحياة نشاطا وفرحا وحبا وخيرا، لهذا سنبقى نحن وستذهبون في سلة مهملات التاريخ.
ستكون ذكرى أليمة متوحشة حزينة، ودرسا وعبرة لغيركم ولكل من يظن أنه قادر على قتل الناس وإزهاق أرواحهم بغبائه وبيده وتغيب عقله.
وسنحتفل بعيد القيامة المجيد الذي فيه انتصر السيد المسيح على القتلة أعداء الحياة، وعلى الموت ذاته، وكسر أبواب الجحيم كسرا، وفتح لنا أبواب السماء والنعيم. أما شهداؤنا فنحن نعلم أنهم الآن في مكان أفضل بكثير بل ويتمنون لو ذهبنا إليهم لنتنعم بما يتمتعون.. مالم تره عين وما لم تسمع به أذن، ومالم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحبي اسمه القدوس كل عام وشعبنا بخير في الأرض والسماء، ومصرنا العزيزة بلدنا المحبوب بألف خير وسلام.