يحتفل مجمع رهبان دير القديس العظيم الأنبا بولا بالبحر الأحمر برئاسة نيافة الحبر الجليل الانبا دانيال أسقف ورئيس الدير العامر وبمشاركة عدد كبير من محبي القديس القمص فانوس الأنبا بولا بالذكري الاولي ل ” الراهب المضيء ” وهو الاسم الذي كان عنوان الفيلم التسجيلي الذي خرج للنور منذ أيام قليلة ويعتبر الجزء الأول من قصة حياة ملاك البرية الشرقية ابونا فانوس الأنبا بولا.
يبدأ الاحتفال الثالثة عصر اليوم الثلاثاء برفع بخور عشية وزفة القيامة مع تمجيد للقديسين وابونا فانوس وذلك في الكنيسة التي بها مزاره والتي ستشهد صباح غدا الأربعاء الجزء الثاني من الاحتفالية بالقداس الإلهي وتطيب مرقد قديس الدير المكرم .
ستظل سيرة الراهب القديس القمص فانوس الأنبا بولا نبراسا وسراجا منيرا ونموذجا كاشفا لما يجب أن يكون عليه الراهب الناسك المتواضع الذي لا يهمه اي شيء سوي خلاص نفسه وايضا كل من يتعامل ويتلامس مع محبته العميقة.
كان القديس العظيم قد ولد في 5 أبريل 1929 في قرية دفش بمركز سمالوط محافظة المنيا وتنيح يوم 19 أبريل من العام الماضي بعد حياة عامرة عنوانها الجهاد الروحي والجسدي والعمل الشاق في نسك وتقشف متشبها باباء الرهبنة الاولي منفذا وصايا الكتاب المقدس .
فكان محبا للجميع دون تمييز لا يرد أحدا ممن كانوا يطلبون ارشاده وصلواته وكان في قمة التواضع كان ينادي أصغر طفل يا عم “فلان” بحنو ومعاملة ملائكية خاصة وأنه ترك العالم وذهب الي الدير في سن صغيرة – حوالي 15 عاما –
قصد باب الرهبنة عام 1944 قبل أن ينال بركتها عام 1947 حيث صار راهبا في سن الثامنة عشر من حياته المباركة وتاريخيا يعتبر يوم اختياره الإلهي للانضمام إلى صفوف الأبرار والابكار والقديسين هو اليوم السابق للاحتفال بعيد رهبنته التاسع والستون والذي كان مزمعا الاحتفال به في العشرين من أبريل من العام الماضي.
كان القمص فانوس ناسكا لدرجة القسوة علي نفسه فالي جانب الأعمال الشاقة التي كان يقوم بها وأبرزها تقطيع الحجارة والتي هي سبب لفه ليده بقطع قماش ، كان احباؤه يأتون له ببعض الأطعمة بجانب ما يقدم له من الدير فكان يتركها أمامه الي ان تفسد كنوع من كسر الشهوات واذلال الجسد فكان ساميا في الروح ، ووصل الي درجات عالية جعلت الكثيرين من الاكليروس وعامة الشعب يرتبطون به وبصلواته التي يرفعها عنهم .