تعتصر قلوبنا الماً لما يحدث لشعبنا وأمتنا،تختنق حناجرنا بكاءً لما نمر به ككنيسة من فقد للكثير من أبنائنا وأحبابنا،تمتلئ قلوبنا حزناً على أجساد متألمة من جراء أنفجارات غاشمة لاترى ولاتفهم.تعزياتنا القلبية لأهلنا في طنطا والأسكندرية مدركين أن دماء شهدائنا لاتذهب هباءً بل تسيل على أرض الوطن ترويه لتنبت ثمار الملكوت،حياة وحق وحب. هذه الدماء لاتلعن الأرض بل تباركها وتشفيها من كل ضلال وبغضة وكراهية،هذه النفوس لم تمت بل قد أنتقلت من الأرض الى السماء وفي الوقت المعين سوف تقوم الأجساد كما قام الرب يسوع من بين الأموات وهانحن في مناسبة استقبال يوم قيامة المسيح وهو يقول “بَعْدَ قَلِيل لاَ يَرَانِي الْعَالَمُ أَيْضًا، وَأَمَّاأَنْتُ
لم يأتي الرب يسوع لكي يُصلح الديانة اليهودية بمعتقداتها بل لكي يأتي بخمر جديدة في إناء جديد لم يأتي لكي يُصلح فساد الإنسانية وهويتها بل لكي يخلقها في جسده إنسان جديد. جاء بالخليقة الجديدة لأن الأولى قد فسدت ولاتصلح على الإطلاق وخير دليل على فسادها هو مايحدث في بلادنا من قتل للأبرياء العابدين المصليين باسم الدين، فسدت اخلاقيًا واجتماعيًا وروحيًا لقد ساد الشر انتشر الفساد في كل جسد الإنسانية البائس المريض لقد سمع الرب من السماء صرخات إنسانية معذبة تنادي بأعلى مافيها أنا محتاج أن تخلقني من جديد واستجاب أدم الثاني الرب من السماء فأخلى نفسه وأخذ صورة عبد وصار في شبه الناس وجاز الموت وقام في اليوم الثالث ليخلقنا من جديد فيلبسنا طبيعته التي تتجدد للمعرفة حسب صورة الخالق وهو مانراه واضحاً في إمرأة سامرية عاشت حياة مليئة بالخزي والعار والخوف فسلمت نفسها لأحضان الشيطان ليجرحها ويمزقها،أرادت الحب فأخذت الأنانية،رغبت في السعادة فلم تنل إلا الكراهية، التقاها المسيح ثائراً لها على مصيرها ودخل معها في حوار قصير ولكنه كان لها حوار الحياة، فأعطاها من ماءه الحي الذي خلقها من جديد فأصبحت شخص أخر جالت في السامرية مبشرة بإله خلقها من جديد وأعطاها الحياة. رسالتي لك عزيزي القارئ أن لاتمر عليك هذه الأيام وأنت تصارع طبيعتك الفاسدة فلن تستطيع أن تغلبها، أفتح قلبك لخالق الكون ليخلقك من جديد ويغير طبيعتك الفاسدة الى طبيعة مجده فقوة الحياة التي فيه قادرة أن تُقيمك وتُحييك من جديد.