بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكنيسة في مصر، كثر الحديث عن دور الكشافة داخل الكنيسة.. ما هي كل المهام المسندة للكشافة فى الكنيسة؟ وهل هي مطلوب منها المساهمة في عملية التأمين؟ أم تكتفي بالخدمة والنواحى التنظيمية فقط، من توفير النظام داخل الكنيسة، والمساعدة في النواحي التنظيمية، ومن توفير مقاعد أو المساهمة فى تجهيز الكنيسة في المناسبات المختلفة، لمعرفة دور الكشافة في الكنيسة يدور هذا التحقيق:
الكشافة حركة تربوية تطوعية
قال الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة: إن الكشافة هي حركة شبابية تربوية تطوعية وغير مدفوعة الأجر وليس لها أي أهداف سياسية، لكنها تستهدف فقط تنمية الشباب بدنياً وثقافياً من أجل حياة أفضل للفرد نفسه وانعكاس ثماره على المجتمع ككل.
تركز الكشافة داخل الكنيسة على الحركة التنظيمية للرجال والسيدات والأطفال حتى تجعل الكنيسة فى هدوء لإقامة الصلوات أثناء القداس الالهى او الاحتفالات، حرصاً على راحة الجميع، ولا يسند للكشافة أي دور أمني إطلاقاً، خاصة وأن شباب الكشافة لا يخضعون لأي تدريبات أمنية أو عسكرية، لأن المناهج الكشفية التي يتلقاها الشباب ضمن برامج معروفة وهناك قوانين تنظمها وتشرف عليها وزارة الشباب، وإذا تم إسناد أي أعمال أخرى لأعضاء الكشافة يتنافى هذا مع مبادئهم وأعرافهم.
أضاف الأنبا مرقس: تقوم الكشافة في الكنائس بالفترة الحالية وبعد أحداث التفجيرالحالية، ببعض الإجراءات كتأمين الكنيسة من الداخل عن طريق متابعة الأشخاص داخل الكنيسة وإبلاغ الأمن في حالة الشك في أي فرد يثير شغب أو الإرتياب منه أو يحاول عمل أي شئ داخل الكنيسة غير الصلاة، ولكن حتى تلك المهام تكون بشكل تطوعي وليس إلزام على أفراد الكشافة.
أكد أسقف شبرا الخيمة أن الكنيسة لا تستطيع تدريب الكشافة للقيام بأعمال الأمن، لأنها تدريبات تكلفتها باهظة وتحتاج جهد كبير لتعلم كيفية الكشف عن المجرمين وآلية متخصصة للتفاعل معهم، لذلك تعتمد الكنيسة على الأمن المتخصص الذي تتيحه الدولة لحماية وتأمين الكنائس ضمن مؤسسات الدولة بكافة الاجراءات اللازمة للحفاظ على الشعب المصري.
قال القس لوقا راضي، وكيل مطرانية القوصية بأسيوط: إن الكشافة هي حركة اجتماعية ترعى الكنيسة من الداخل وليست حركة أمنية، وهى تشرف على النظام بالكنيسة فقط، وإن الحركات الكشفية في مصر مسجلة في «الاتحاد العام للكشافة والمرشدات» وتشرف عليها وزارة الشباب والحركات الكشفية، منها من يتبع الكنائس، ومن يتبع مراكز شباب وجمعيات أهلية. وتقدم الحركات الكشفية خدماتها في الأعياد الوطنية، حال لجأت إليها الجهات المنظمة للفعاليات.
أما شباب الكشافة المسيحي، فيتلخَّص دورهم في الخدمات الخاصة بالكنائس خلال مواسم الأعياد والاحتفالات فقط، وليس طوال العام، ولا تحتاج الكنيسة للتفتيش من الداخل او تدريب الكشافة للقيام بهذه الأعمال اذا توافرت كل وسائل الأمن من الخارج اثناء دخول الأفراد الكنيسة عن طريق البوابات الالكترونية او التفتيش الخاص وغيره من الوسائل لسلامة الأقباط.
أكد القس ديمتريوس لطفي كاهن كنيسة مارجرجس خمراوية بشبرا أن مسئولية تأمين الكنائس تقع بشكل أساسي على وزارة الداخلية، فعليها توفير الأمن والأمان لشعب الكنيسة أثناء القيام بصلواتهم، بمختلف آليات عملهم الأمني لمنع أي مجرم أو أي عمل ارهابي ينتج عنه أي ضرر.
دور الكشافة خدمة جميع الناس في كل الظروف
أكد الدكتور صموئيل متياس أمين عام المراسم والبروتوكول بالمقر البابوى و مسئول الكشافة بأسقفية الشباب، أن دور الكشافة خدمي بالدرجة الأولى والكشافة تعد الأولاد من الصغر على حياة الالتزام والاستعداد لخدمة جميع الناس أياً كانت جنسياتهم أو دينهم أو ظروفهم، لأن وعد الكشافة الذي يعتبر ميثاق الكشاف هو “مساعدة الناس في كل الظروف”.
أشار الدكتور متياس إلى أن الكشافة خدمة نظامية فقط ولا تتلقى تدريبات سوى تدريبات الإسعافات الأولية لمساعدة الناس إذا اقتضى الأمر لذلك. والخدمة النظامية عبارة عن عملية تنظيم الجلوس فى الكنيسة لمنع العشوائية والتزاحم، ولكن ليس من دورها التأمين أو التفتيش بشكل أمني، كل الملتحقين بالكشافة من الشباب فى سن المدارس والجامعات أوموظفين لهم عملهم الخاص بهم، لذلك فمشاركتهم فى تنظيم الكنيسة يكون من باب الخدمة.
الجدير بالذكر أن اسهام فرق الكشافة فى التنظيم داخل الكنيسة جاء نتيجة عمل لجنة النظام بالكنيسة لحفاظ على أكبر قدر من النظام حتى يرتاح الجميع وقت أداء صلواتهم.
شدد مسئول الكشافة بأسقفية الشباب، على عدم خلط الأمور والأدوار بين خدمة الكشافة وتأمين الكنيسة فهو ليس دورها، وطالب بتوفير موظف أمن إداري من أبناء الكنيسة يتواجد كل يوم داخل الكنيسة تكون وظيفته من داخل الكنيسة.
الكشافة يبدأ دورها من داخل الكنيسة وليس خارجها
قال خرستو بشارة مفوض الجمعيات الأهلية بالكشافة الجوية بالقاهرة، أثناء أداءنا لعملنا ككشافة يكون لنا سلوك معين حيث نتعامل مع الناس بمنتهى اللطف والصبر لكي يحرصوا على التعاون معنا في الالتزام بالنظام بدون ما نأمرهم أو نجرحهم، ونحرص أيضا على تلبية كل احتياجاتهم والرد على اسئلتهم، ودورنا التنظيمي يبدأ من داخل باب الكنيسة وليس خارجها.
أضاف بشارة: الكشافة ليس لها أى علاقة بالتأمين لأنها لا تملك المقومات أو الأدوات أو الخبرات، فهذا الدور المنوط به جهاز الشرطة الذي نثق فيه ونكن له كل التقدير والاحترام بل نقف خلفه مدعمين وموآزرين له، احيانا تقوم بعض القيادات من الكشافة بمعاونة رجال الأمن في تفتيش حقائب السيدات في حالة عدم وجود شرطة نسائية حيث تتواجد بعض أفراد من قادة وقائدات الكشافة على الأبواب الخارجية للكنيسة، وأيضا لمساعدة رجال المباحث للتعرف على الشخص الغريب عن الكنيسة.
المساعدة في تربية النشأ دينياً ووطنياً واجتماعياً
اما القائد وليد غيطى أمين قطاع الأنشطة الكنسية وقائد مجموعة “بادن باول البحرية” بكنيسة مارجرجس والبابا ديسقورس بالخصوص، قال: إن العمل بالكشافة يسمي “خدمة” نظرا لأنها تطوعية وبلا مقابل، وفى البداية خدمة الكشافة في الكنيسة كانت المساعدة في تربية النشأ دينياً ووطنياً واجتماعياً بالإضافة إلى تنمية مواهبه الفنية مثل الرسم والموسيقى والتمثيل والمهارات الكشفية، ثم بعد ذلك وتطبيقا لمبادئ الخدمة العامة التي تقوم عليها الكشافة طلب من الكشافة المساعدة في تنظيم الاحتفالات والمناسبات الدينية الكبري مثل قداسات الاعياد و احتفالات تجليس الأباء الأساقفة أو رسامات الأباء الكهنة، وبحب للخدمة من الكشافين، أصبح النظام من أهم أعمال الكشافة في الكنيسة مع العلم أنه ليس من أصل خدمتها.
أضاف غيطى: ولكن بعد تكرار الحوادث والاعتداءات التي تعرضت لها الكنائس، أصبحت الكشافة أول من تُتهم بالتقصير الأمني مع العلم ان خدمتها ليس لها علاقة بالأمن وإنما التنظيم في الدخول والخروج ومساعدة كبار السن والأطفال ليس أكثر من ذلك.
من جانبه أوضح نائل نجلي رئيس الكشافة بكنيسة العذارء خماروية بشبرا: أن الكشافة حركة تطوعية غير سياسية وهي تعمل على معالجة بعض المشاكل كالإنطواء عند شباب الكنيسة من الجنسين، وهي متاحة لكل الأعمار من سن 6 سنوات حتى كبار السن، والكشافة الكنسية منها تخضع لبعض الشروط منها الالتزام بقراءة الكتاب المقدس وحضور القداسات والتواجد الدائم بالكنيسة لأهمية قوة الحياة الروحية في حياة الكشاف لأن جزء كبير من ضبط نفسه وقدرته على الاستمرار ككشاف وسط الصعاب تكون بقربه من ربه ووضوح هدفه السماوي وأبديته.