المصريون يحتاجون إلى الجدية فى حياتهم بشكل عام، الجدية فى تربية الابناء، وفى أحترام المرأة، وفى أحترام كبار السن، وفى أحترام قيمة العمل والعمل نفسه، وفى أحترام وقت العمل ووقت اللعب، والوقت فى ذاته، وأحترام كل مواطن كإنسان، فكل إنسان له احترامه مهما كان فقيرا أم غنيا، غفيرآ أم سفيرآ.
هذا الاحترام لابد أن يكون عمليا، لا على الاوراق الرسمية فحب، بمعنى أن يجد المواطن كل الاحترام أثناء وقوفه فى الصفوف المختلفة لاخراج بطاقة التموين، أو البطاقة الشخصية، أو فى المحاكم أو المستشفيات، وفى كل مكان يجد المواطن احترامه فى قضاء حاجته دون تعب أو إنتظار دون سبب وضياع وقته، أحترام يعود على المجتمع كله بالحب والعمل المتفانى لتقدم المجتمع ككل.
فالمواطن عندما يجد الحب فى كل مكان بعامة، ومن المسئولين بخاصة سيشعر باهميته، ويقدر أحترام بلده له، وسيقدم كل ما فى وسعه وكل أمكاناته لهذا المجتمع الذى يحبه ويقدره وستكون النتيجة مفيدة جدا.
من السهل جدا أن نقدم الحب لكل أفراد المجتمع، من السهل أن نتسلح بالابتسامة البشوشة والضحكة البريئة فى كل اعمالنا ومقابلاتنا، الابتسامة فى البداية تفتح القلوب المغلقة والمتعبة على حب الحياة، وتغير وتخدر أى أنسان يتعامل معك، ويشعر من البداية أنك تحترمه وتعامله كصديق وتقدم له الحب، ولن تتخازل أو تتباطأ فى خدمته.
انها الابتسامة التى يقول علماء الانسان(الانثريولوجيا) أن الانسان حيوان ضاحك، لانها تفرق بين الانسان والحيوان.
الحب لا يجعلك تبتسم فقط أمام كل صاحب حاجة، أو كل مواطن له مشكلة، فمن المهم بعد ذلك أن تستمتع له جيدا وتعرف طلبه وتدرس مشكلته جيدا، فربما يكون الحل عندك وسهلا وتريح هذا المواطن الذى يدعو لك بكل الخير.
يمكن لك بعد الاستماع الى الطلب والمشكلة اختر من يستطيع فعلا أن يحقق هذا الطلب أو يحل المشكلة، انك بذلك توفر وقت المواطنين بل وتوفر وقتك نفسه، لانك عندما تختار الطريق السهلة لحل المشكلة لن يأتى المواطن صاحب المشكلة لك مرة اخرى أو مرة ثالثة لكى يحلها فانه سيذهب مسرورا واذا عاد اليك سيعود ليشكرك.
تذكر أيها المسئول العزيز والمواطن الاستاذ مقولة نقولها دائما تقول:
عامل الناس كما تحب أن يعاملوك به.
إذا طبقت هذه المقولة فى حياتك بوجه عام، وفى عملك بوجه خاص ستكون محبا فعلا للجميع وتتبارى فى خدمتهم.
أعتبر أى صاحب طلب أو صاحب مشكلة أخاك أو عمك أو خالك أو صديقك، تعامل معه على هذا الاساس، وستكون النتيجة رائعة.
عندما تخرج من بيتك الى العمل حاول أن تتخلص من كل المشاعر المحبطة او السيئة ان وجدت، حاول أن تجدد مشاعرك وتتذكر أشياء جميلة حدثت لك، تذكر من يحبوك ومن تحبهم، وتيقن من أن اليوم سيكون أفضل من الامس، وان السعادة داخلك أنت اذا اردت ذلك، وصمم على أن يكون اليوم جميلا رائعا مربحا بهيجا، وأنك ستسعد كل من تقابله وتقدم له الحب ولا غير الحب وتخدمه وتسهل عليه الحياة.
الحب ولا غير الحب الوسيلة والطريق لكى نتخلص من كل مشاكلنا، والجدية التى تعتمد على الحب والتى تحترم كل انسان مهما كان، وتمد له المساعدة والمعونة التى يحتاجها، بقدرا مكانك بالطبع، المهم أن تقدم ما تقدر عليه بحب وأخلاص مطالبها فان حبك لهم سيشعرهم بانك قدمت شيئا لهم.