وحدث عندما فرغ اسحاق من بركة يعقوب، ويعقوب قد خرج من لدن اسحاق ابيه، ان عيسو اخاه اتى من صيده، فصنع هو ايضا اطعمة ودخل بها الى ابيه وقال لابيه: «ليقم ابي وياكل من صيد ابنه حتى تباركني نفسك». فقال له اسحاق ابوه: «من انت؟» فقال: «انا ابنك بكرك عيسو». فارتعد اسحاق ارتعادا عظيما جدا وقال: «فمن هو الذي اصطاد صيدا واتى به الي فاكلت من الكل قبل ان تجيء، وباركته؟ نعم، ويكون مباركا». فعندما سمع عيسو كلام ابيه صرخ صرخة عظيمة ومرة جدا، وقال لابيه: «باركني انا ايضا يا ابي». فقال: «قد جاء اخوك بمكر واخذ بركتك». فقال: «الا ان اسمه دعي يعقوب، فقد تعقبني الان مرتين! اخذ بكوريتي، وهوذا الان قد اخذ بركتي». ثم قال: «اما ابقيت لي بركة؟» فاجاب اسحاق وقال لعيسو: «اني قد جعلته سيدا لك، ودفعت اليه جميع اخوته عبيدا، وعضدته بحنطة وخمر. فماذا اصنع اليك يا ابني؟» فقال عيسو لابيه: «الك بركة واحدة فقط يا ابي؟ باركني انا ايضا يا ابي». ورفع عيسو صوته وبكى. فاجاب اسحاق ابوه وقال له: «هوذا بلا دسم الارض يكون مسكنك، وبلا ندى السماء من فوق. وبسيفك تعيش، ولاخيك تستعبد، ولكن يكون حينما تجمح انك تكسر نيره عن عنقك». فحقد عيسو على يعقوب من اجل البركة التي باركه بها ابوه. وقال عيسو في قلبه: «قربت ايام مناحة ابي، فاقتل يعقوب اخي». (تك ٢٧: ١-٤١)
فاجاب ايوب وقال قد سمعت كثيرا مثل هذا.معزون متعبون كلكم. هل من نهاية لكلام فارغ.او ماذا يهيجك حتى تجاوب. انا ايضا استطيع ان اتكلم مثلكم لو كانت انفسكم مكان نفسي وان اسرد عليكم اقوالا وانغض راسي اليكم. بل كنت اشددكم بفمي وتعزية شفتي تمسككم. ان تكلمت لم تمتنع كابتي.وان سكت فماذا يذهب عني. انه الان ضجرني.خربت كل جماعتي. قبضت علي.وجد شاهد.قام علي هزالي يجاوب في وجهي. غضبه افترسني واضطهدني.حرق علي اسنانه.عدوي يحدد عينيه علي. فغروا علي افواههم.لطموني على فكي تعييرا.تعاونوا علي جميعا. دفعني الله الى الظالم وفي ايدي الاشرار طرحني. كنت مستريحا فزعزعني وامسك بقفاي فحطمني ونصبني له غرضا. احاطت بي رماته.شق كليتي ولم يشفق.سفك مرارتي على الارض. يقتحمني اقتحاما على اقتحام.يعدو علي كجبار. خطت مسحا على جلدي ودسست في التراب قرني. احمر وجهي من البكاء وعلى هدبي ظل الموت. مع انه لا ظلم في يدي وصلاتي خالصة. يا ارض لا تغطي دمي ولا يكن مكان لصراخي. ايضا الان هوذا في السموات شهيدي وشاهدي في الاعالي. المستهزئون بي هم اصحابي.لله تقطر عيني لكي يحاكم الانسان عند الله كابن ادم لدى صاحبه. اذا مضت سنون قليلة اسلك في طريق لا اعود منها روحي تلفت.ايامي انطفات.انما القبور لي
لولا المخاتلون عندي وعيني تبيت على مشاجراتهم. كن ضامني عند نفسك.من هو الذي يصفق يدي. لانك منعت قلبهم عن الفطنة.لاجل ذلك لا ترفعهم. الذي يسلم الاصحاب للسلب تتلف عيون بنيه. اوقفني مثلا للشعوب وصرت للبصق في الوجه. كلت عيني من الحزن واعضائي كلها كالظل. يتعجب المستقيمون من هذا والبريء ينتهض على الفاجر. اما الصديق فيستمسك بطريقه والطاهر اليدين يزداد قو. ولكن ارجعوا كلكم وتعالوا فلا اجد فيكم حكيما. ايامي قد عبرت.مقاصدي ارث قلبي قد انتزعت. يجعلون الليل نهارا نورا قريبا للظلمة. اذا رجوت الهاوية بيتا لي وفي الظلام مهدت فراشي وقلت للقبر انت ابي وللدود انت امي واختي فاين اذا امالي.امالي.من يعاينها. تهبط الى مغاليق الهاوية اذ ترتاح معا في التراب (أي ١٦: ١- ١٧: ١٦)
اصغ يا الله الى صلاتي ولا تتغاض عن تضرعي. استمع لي واستجب لي.اتحير في كربتي واضطرب. اما انا فالى الله اصرخ والرب يخلصني. مساء وصباحا وظهرا اشكو وانوح فيسمع صوتي. (مز٥٥: ١، ٢، ١٦، ١٧)
استمع يا رب.بصوتي ادعو فارحمني واستجب لي. لك قال قلبي قلت اطلبوا وجهي.وجهك يا رب اطلب (مز٢٧: ٧، ٨)
وقال للمدعوين مثلا وهو يلاحظ كيف اختاروا المتكات الاولى: «متى دعيت من احد الى عرس فلا تتكئ في المتكا الاول لعل اكرم منك يكون قد دعي منه. فياتي الذي دعاك واياه ويقول لك: اعط مكانا لهذا. فحينئذ تبتدئ بخجل تاخذ الموضع الاخير. بل متى دعيت فاذهب واتكئ في الموضع الاخير حتى اذا جاء الذي دعاك يقول لك: يا صديق ارتفع الى فوق. حينئذ يكون لك مجد امام المتكئين معك. لان كل من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع».
وقال ايضا للذي دعاه: «اذا صنعت غداء او عشاء فلا تدع اصدقاءك ولا اخوتك ولا اقرباءك ولا الجيران الاغنياء لئلا يدعوك هم ايضا فتكون لك مكافاة. بل اذا صنعت ضيافة فادع المساكين: الجدع العرج العمي فيكون لك الطوبى اذ ليس لهم حتى يكافوك لانك تكافى في قيامة الابرار». فلما سمع ذلك واحد من المتكئين قال له: «طوبى لمن ياكل خبزا في ملكوت الله». (لو١٤: ٧-١٥)
وقال ايضا لتلاميذه: «كان انسان غني له وكيل فوشي به اليه بانه يبذر امواله. فدعاه وقال له: ما هذا الذي اسمع عنك؟ اعط حساب وكالتك لانك لا تقدر ان تكون وكيلا بعد. فقال الوكيل في نفسه: ماذا افعل؟ لان سيدي ياخذ مني الوكالة. لست استطيع ان انقب واستحي ان استعطي. قد علمت ماذا افعل حتى اذا عزلت عن الوكالة يقبلوني في بيوتهم. فدعا كل واحد من مديوني سيده وقال للاول: كم عليك لسيدي؟ فقال: مئة بث زيت. فقال له: خذ صكك واجلس عاجلا واكتب خمسين. ثم قال لاخر: وانت كم عليك؟ فقال: مئة كر قمح. فقال له: خذ صكك واكتب ثمانين. فمدح السيد وكيل الظلم اذ بحكمة فعل لان ابناء هذا الدهر احكم من ابناء النور في جيلهم. وانا اقول لكم: اصنعوا لكم اصدقاء بمال الظلم حتى اذا فنيتم يقبلونكم في المظال الابدية. (لو ١٦: ١-٩)
فاذا ايها الاخوة نحن مديونون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال الجسد فستحيون. لان كل الذين ينقادون بروح الله، فاولئك هم ابناء الله. اذ لم تاخذوا روح العبودية ايضا للخوف، بل اخذتم روح التبني الذي به نصرخ:«يا ابا الاب». الروح نفسه ايضا يشهد لارواحنا اننا اولاد الله. فان كنا اولادا فاننا ورثة ايضا، ورثة الله ووارثون مع المسيح. ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه.
فاني احسب ان آلام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. لان انتظار الخليقة يتوقع استعلان ابناء الله. اذ اخضعت الخليقة للبطل ليس طوعا، بل من اجل الذي اخضعها على الرجاء. لان الخليقة نفسها ايضا ستعتق من عبودية الفساد الى حرية مجد اولاد الله. فاننا نعلم ان كل الخليقة تئن وتتمخض معا الى الان. وليس هكذا فقط، بل نحن الذين لنا باكورة الروح، نحن انفسنا ايضا نئن في انفسنا، متوقعين التبني فداء اجسادنا. لاننا بالرجاء خلصنا. ولكن الرجاء المنظور ليس رجاء، لان ما ينظره احد كيف يرجوه ايضا؟ ولكن ان كنا نرجو ما لسنا ننظره فاننا نتوقعه بالصبر. وكذلك الروح ايضا يعين ضعفاتنا، لاننا لسنا نعلم ما نصلي لاجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بانات لا ينطق بها.(رو٨: ١٢-٢٦)
اعترفوا بعضكم لبعض بالزلات، وصلوا بعضكم لاجل بعض، لكي تشفوا. طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها. كان ايليا انسانا تحت الالام مثلنا، وصلى صلاة ان لا تمطر، فلم تمطر على الارض ثلاث سنين وستة اشهر. ثم صلى ايضا، فاعطت السماء مطرا، واخرجت الارض ثمرها. ايها الاخوة، ان ضل احد بينكم عن الحق فرده احد، فليعلم ان من رد خاطئا عن ضلال طريقه، يخلص نفسا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا.(يع ٥: ١٦-٢٠)