يا بني، إن أقبلت لخدمة الرب الإله، فاثبت على البر والتقوى، وأعدد نفسك للتجربة. أرشد قلبك واحتمل. أمل أُذنك واقبل أقوال العقل، ولا تعجل وقت النوائب. انتظر بصبر ما تنتظر من الله، لازمة ولا ترتدد، لكي تزداد حياة في أواخرك. مهما نابك فاقبله، وكن صابراً على صروف اتضاعك، فإن الذهب يمحص في النار، والمرضيين من الناس يمحصون في أتون الإتضاع. آمن به فينصرك. قوم طرقك وأمله. احفظ مخافته، وابق عليها في شيخوختك.
أيها المتقون للرب، انتظروا رحمته، ولا تحيدوا لئلا تسقطوا. أيها المتقون للرب، آمنوا به فلا يضيع أجركم. أيها المتقون للرب، أملوا الخيرات والسرور الأبدي والرحمة. أيها المتقون للرب، أحبوه، فتستنير قلوبكم. انظروا إلى الأجيال القديمة وتأملوا. هل توكل أحد على الرب فخزى؟ أو ثبت على مخافته فخذل؟ أو دعاه فأهمل؟ فإن الرب رؤوف رحيم، يغفر الخطايا ويخلص في يوم الضيق. وَيْل للقلوب الهيابة، وللأيدي المتراخية، وللخاطئ الذي يمشي في طريقين. وَيْل للقلب المتواني، إنه لا يؤمن ولذلك لا حماية له. وَيْل لكم أيها الذين فقدوا الصبر، وتركوا الطرق المستقيمة، ومالوا إلى طرق السوء، فماذا تصنعون يوم افتقاد الرب؟ إن المتقين للرب لا يعاصون أقواله، والمحبين له يحفظون طرقه. إن المتقين للرب يبتغون مرضاته، والمحبين له يمتلئون من الشريعة. إن المتقين للرب يهيئون قلوبهم، ويخضعون أمامه نفوسهم. إن المتقين للرب يحفظون وصاياه، ويصبرون إلى يوم افتقاده، قائلين: إن لم نتب، نقع في يدي الرب لا في أيدي الناس، لأن رحمته على قدر عظمته. بنو الحكمة جماعة الصديقين، وذريتهم أهل الطاعة والمحبة. يا بني، اسمعوا أقوال أبيكم، واعملوا بها لكي تخلصوا. فإن الرب قد أكرم الأب في الأولاد، وأثبت حكم الأم في البنين. من أكرم أباه، فإنه يكفر خطاياه، ويمتنع عنها، ويستجاب له في صلاة كل يوم. (يشوع بن سيراخ ٢: ١- ٣: ٤)
احفظني يا الله لاني عليك توكلت. قلت للرب انت سيدي.خيري لا شيء غيرك. لانك لن تترك نفسي في الهاوية.لن تدع تقيك يرى فسادا. تعرفني سبيل الحياة.امامك شبع سرور.في يمينك نعم الى الابد(مز ١٦: ١-٢ ، ١٠-١١)
وكان يخرج شيطانا وكان ذلك اخرس. فلما اخرج الشيطان تكلم الاخرس فتعجب الجموع. واما قوم منهم فقالوا: «ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين». واخرون طلبوا منه اية من السماء يجربونه. فعلم افكارهم وقال لهم: «كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب وبيت منقسم على بيت يسقط. فان كان الشيطان ايضا ينقسم على ذاته فكيف تثبت مملكته؟ لانكم تقولون: اني ببعلزبول اخرج الشياطين. فان كنت انا ببعلزبول اخرج الشياطين فابناؤكم بمن يخرجون؟ لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن ان كنت باصبع الله اخرج الشياطين فقد اقبل عليكم ملكوت الله. حينما يحفظ القوي داره متسلحا تكون امواله في امان. ولكن متى جاء من هو اقوى منه فانه يغلبه وينزع سلاحه الكامل الذي اتكل عليه ويوزع غنائمه. من ليس معي فهو علي ومن لا يجمع معي فهو يفرق. متى خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة واذ لا يجد يقول: ارجع الى بيتي الذي خرجت منه فياتي ويجده مكنوسا مزينا. ثم يذهب وياخذ سبعة ارواح اخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله!» (لو١١: ١٤-٢٦)
واما الايمان فهو الثقة بما يرجى والايقان بامور لا ترى. فانه في هذا شهد للقدماء. بالايمان نفهم ان العالمين اتقنت بكلمة الله، حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر. بالايمان قدم هابيل لله ذبيحة افضل من قايين. فبه شهد له انه بار، اذ شهد الله لقرابينه. وبه، وان مات، يتكلم بعد! بالايمان نقل اخنوخ لكي لا يرى الموت، ولم يوجد لان الله نقله. اذ قبل نقله شهد له بانه قد ارضى الله. ولكن بدون ايمان لا يمكن ارضاؤه، لانه يجب ان الذي ياتي الى الله يؤمن بانه موجود، وانه يجازي الذين يطلبونه. بالايمان نوح لما اوحي اليه عن امور لم تر بعد خاف، فبنى فلكا لخلاص بيته، فبه دان العالم، وصار وارثا للبر الذي حسب الايمان. بالايمان ابراهيم لما دعي اطاع ان يخرج الى المكان الذي كان عتيدا ان ياخذه ميراثا، فخرج وهو لا يعلم الى اين ياتي (عب١١: ١-٨)
واما انتم ايها الاحباء فابنوا انفسكم على ايمانكم الاقدس، مصلين في الروح القدس، واحفظوا انفسكم في محبة الله، منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الابدية. وارحموا البعض مميزين، وخلصوا البعض بالخوف، مختطفين من النار، مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد. والقادر ان يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم امام مجده بلا عيب في الابتهاج، الاله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الان والى كل الدهور. امين.(يهو ١: ١٧-٢٥)