عندما نتكلم عن معنى يتجسد في العطاء والتضحية، فلن نجد أقوى من الأم لتجسيد ذلك المعنى، الأم تعطى بلا حدود ولا تنتظر شئيء من أولادها سوى أن يكونوا في أحسن حال.
وعلى الرغم من أن الأم لا تنتظر شيء من أولادها، إلا أن هناك مرحلة لابد فيها من رد الجميل لها ورعايتها.
ومن هنا التقت “وطني”، ببعض الأمهات المقيمات في دور الرعاية، لنقل مشاعرهن في مثل هذا اليوم، ألا وهو عيد الأم.
قالت ا. تريزة المشرفة والمسئولة عن الدار ورعاية الأمهات، إن الكثير من الحالات تعاني الزهايمر، لذا لجأ أولادهم لدور الرعاية حتى يلقين الاهتمام المناسب، غير أن هناك حالات لها ظروف خاصة.
روت المشرفة عن “ت.ا”، إحدى الأمهات، قائلة:” ابنتها في عملها طوال اليوم والأم لا تجد من يرعاها أو يهتم بها، فكان الاعتناء بها مرهق، ولما كان عمل البنت من الصعب الاستغناء عنه، لجأت للدار لتضع أمها تحت رعاية متكاملة وعناية صباحا ومساءً”.
أما :”ا .ك” أم، فروت عنها :”كانت تبكِ بحرقة صباح مساء، من قسوة أيامها عليها، فإنها ترى أن حياتها سلسلة من الأحزان، بعد أن انفصلت عن زوجها، وقيامه بأخذ أطفالها منها، فلم تراهم لسنوات طويلة، وحين كبروا تنكروا لها، حتى أنهم لم يسألوا عنها حتى توفيت، وكانت هناك ممطالة من أبنائها لدفنها”.
وهناك حالة أخرى لأم ألاودها مدمنين ولا يستطيعوا رعايتها، فوضوعها في الدار.
واسترسلت أ. تريزا وهي شاخصة إلى أعلى، وقالت :”هناك حالة “س .ع” كانت زوجة ابنها تضربها وعندما علم ابنها الآخر أخذها دون علم أخوه ووضعها في الدار لرعايتها، حيث كان يقطن في كندا ولا يعرف كيف يرعى أمه”.
وعلى الرغم من قساوة ظروف تلك النماذج إلا أن هناك نماذج تقدر أمهاتهم، ولكن الظروف فرضت عليهم وضع أمهاتهم في دور للرعاية.
فمثلا الأم :”س .ب”، يأتي إليها ابنها كل عيد أم من الإمارات ليعيد عليها ويقضي معها الوقت.
وهناك حالة أخرى يأتي الابن من استراليا ويأخذ أمه لفندق ويقضي معها أجازته بعيدا عن الدار.
أما الأم :”و.ر”، فجاءت الدار بنفسها حتى لا تثقل على بناتها وتجد من يرعاها رعاية كاملة، وهي شخصية تتسم بالمرح والدعابة طوال الوقت لا يعرف الحزن طريق لها.
ا
وفي استرسال حديث “وطني” مع المشرفة، سمعنا أصوات الاحتفال، فانتابنا الفضول وصحبتنا المشرفة، لنجد وجوه واجمة لا تقوى على الاحتفال، من شدة انكسارها، وهنا من يبتسمن ويرقصون فرحًا.
وقالت ا. جانيت مدير الدار، إن الدار يستقبل الأمهات منذ ١٢ سنة، والدار تقدم أشهى الوجبات للأمهات، وتقوم على رعايتهم على أكمل وجه.. ولكن نظرة الانكسار وغصة القلب لا نستطيع تبديلها فهي في مكنون القلب، على الرغم من محاولاتنا المستميتة لأسعادهم دائما.