رحل الشهداء و بقيت ذكراهم عالقة فى أذهان كل من يعرفهم , وهم أحياء فى أرواح امهاتهم تحمل كل منهن ذكرى ولدها الراحل، وفى عيد الام تتجدد الذكريات “عباية ” و “جلابية ” و” سلسلة ” أخر هدايا الشهداء لامهاتهم , تتجمع كل عام فى احضان الامهات لتروى قصص هؤلاء اللذين رحلوا وبين ذكراهم العطرة ودموع لا تجف تحكى هؤلاء الامهات عن ابنائهم .
تقول والدة الشهيد مايكل مسعد،شهيد أحداث ماسبيرو :
عيد الام بالنسبة لابنها: كان مناسبة هامة وكبيرة جدا لان كنت أعيش انا وهو بمفردنا “مكنش له أخوات هو كان وحيدى ووالده اتوفى قبله بثلاث سنوات ونص ” فمنذ طفولته كان يحرص على ان يحضر لى هدايا حتى لو كانت بسيطة وعندما كبر كان دائما يتحفل معى بهذا اليوم وأخر هدية قدمها لى فى عيد الام “حلق دهب ” وتقول ” لحد دلوقتى لبساه مهنش عليا اقلعه ابدا ” وتكمل حديثها وتقول ” عيد ميلاد مايكل يوم 17 مارس , فكل عام فى يوم عيد ميلاده نذهب إلى قبره ونحتفل به .
وتستكمل حديثا ” كان كويس وطيب وبيحب الضحك والهزار , وكنت كل يوم أقعد استناه لحد ما يرجع من بره كان بيرجع الساعه 4 الصبح ولحد دلوقتى بنتظره واتمنى انه يجى يخبط عليا الباب ” ،وردا على ما تطلبه وتتمناه فى هذا العام قالت ” انا ماليش أى طلبات ومش عاوزة أى حاجه أنا بتمنى بس انى احصله , واروحله السماء واشوفه “
ووسط دموعها تحكى السيدة هدى ، والدة الشهيد كريم شحاته ” الشهير بكريم جنويور” شهيد مذبحة بور سعيد وتقول:
أبنى كريم كان وحيدى على تلاث بنات لما مات كان عنده 17 سنة , فأخر عيد أم جابلى “عباية ” بس كريم كان هو هديتى اللى معايا كل يوم , كريم مكنش ابنى وبس كان ابنى وصحبى واخويا وحبيبى , مكنش ليا غيره , يوم ما مات أتصلت بيه كتير أطمن عليه وكل شوية أقوله أخرج بقى يا كريم وأرجع ،قالى متخافيش يا أمى وأخر كلمة قالهالى ” ادعيلى أرجع بالسلامة ” لما كريم ابنى مات قلبى حس من قبل ما اعرف مهو ابنى حته من قلبى , كريم ابنى كان بيحب الكورة اوى , كريم كان نفسه يطلع مهندس وكان عنده أحلام كتير نفسه يحققها.
وتحاول والدة كريم التماسك وتكمل حديثها :- ابنى بعد ما مات روحت اخدت الدوسيه بتاعه وبدل ما اقدمهولك فالكلية فضل عندى فالبيت , كل حاجه بالنسبالى راحت ومبقاش أى حاجه ليها لازمة ولا حتى الحياة بقى ليها طعم , اللى مصبرنى انه أن شاء الله فالجنة .
وعن ما تتمناه قالت:- اريد حق ابنى واصدقائه اللذين توفوا بدون ذنب , واتمنى ان اعرف السبب الحقيقى لما حدث ومن الجانى الحقيقى وراء ذلك .