أكد هشام عوف وكيل مؤسسي الحزب العلماني المصري على أن التفاعلات الحضارية التي كانت تتم على ضفاف وادي النيل على مدار أكثر من 5000 سنة لا تعرف الفارق بين مصر والسودان، معبرًا عن رفضه الحملة المثارة على مواقع التواصل الاجتماعي على أهرامات السودان والتي وصفها بالعنصرية.
وأضاف إنه نشأت مبكرًا على ضفاف جنوب النيل حضارة نوبية في نفس توقيت بناء الهرم الأكبر كان أسمها مملكة كوش، موضحًا إنه في ذلك الوقت لم يكن هناك حضارات سوى مصر والنوبة وإرهاصات حضارية في الصين والهند وبلاد مابين النهرين، ومؤكدًا على أن الحضارتين المصرية والنوبية كانتا تمثلان أعرق حضارتين على الأرض، وطوال التاريخ كان هناك تواصل و”أخذ وعطاء” بينهم، حتى إنك لاتستطيع أن تعرف ما الذي اعطته كل حضارة للأخرى” وذلك بحسب ماكتبه اليوم الجمعة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك.
وتابع هشام عوف قائلًا: “التاريخ شهد ثلاث ممالك كوشية، الأولى وعاصمتها كرمة (2400-1500 ق.م.) ، والمملكة التي تمركزت حول نبتة (1000-300 ق.م.)، وآخرها مملكة مروي (300 ق.م. – 300 م)، موضحًا إن ملوك الاسرة 25 الفرعونية كانوا ملوك نوبيين عندما وحدت مملكة الكوش وادي النيل كله.
وألمح وكيل ومؤسس الحزب العلماني المصري إلى وجود إهمال -وصفه بالمتعمد- من حكام السودان سواء كانوا جنرالات أو مدنيين للاهرامات في السودان مرجعًا هذا الإهمال إلى عدة أسباب هي حرص حكام السودان على تأكيد هويته البلد المستقلة، والتي استقلت حيثًا عن مصر، ورفضهم التأكيد على الهوية النوبية للسودان، عدم تصالح الاتجاه العروبي والإسلامي مع الحضارات القديمة الغير متعلقة بالكتب المقدسة. كما ألمح إلى نظرية إن السودان كانت ترفض إثارة الحساسيات بينها وبين مصر بالاهتمام بأهرامات السودان.
وطالب عوف بإيجاد سبل التعاون لتسليط الضوء على تلك الحضارات العريقة في مواجهة البداوة.
يذكر أنه في السودان حوالي 255 هرمًا بنيت حميعهم كمقابر لملوك وملكات نبتة ومروي. وقد بدأت فكرة بناء الأهرامات كمقابر للملوك في النوبة بعد حكم الملك النوبي “باي” والمعروف باسم بعخيني أو باعخيني لمصر وتأسيسه للأسرة الخامسة والعشرين.