تواجه مصر فى المحصله النهائيه للتحليل خطرا استثنائيا وجوديا كبيرا منذ احداث ماسمى بالربيع العربى نستطيع القول ان خطر الارهاب قد تحول الى خطر وجودى ليس فقط فى منطقة شمال سيناء بل ان الاحداث تعدت ذلك فى منطقة جبل سحاب التى لاتبعد عن مدينة السويس اكثر من 90 كيلو مترا معنى ذلك ان الخطر الارهابى اصبح اكثر شمولا ويمتلك المبادره واليد الطولى ..نعلم انها ليست نزهه هى حرب بكل ماتعنيه الكلمه من معنى حرب غير تقليديه ليست مواجهه بين جيوش ..حرب اقليميه تمتد لتشمل سائر المنطقه الشرق اوسطيه وربما العالم كله بما فيه اوروبا والولايات المتحده وروسيا ولاتترك منطقه من العالم الا ولها يد فيها حرب شامله بكل معنى الكلمه تقع مصر في قلبها المستعر ..ربما افلحت مصر ان تبعد الخطر عن الداخل وتؤمن وضعا مستقرا بالداخل المصرى وربما الاوضاع الحدوديه الغربيه على حدود ليبيا والجنوبيه على حدود السودان وهى الاخطر مؤمنه تقريبا ولكن شبه جزيرة سيناء لازالت هى الملعب الاساسى والرهان الكبير للارهاب ..
لانقلل من حجم التضحيات للجيش المصرى والشعب ربما ننتقد مانراه اخطاء فى المواجهه والرؤيه السياسيه للقياده هناك والاساليب ولكنهم لايلعبون ايديهم فى النار وليست هناك حرب نقيه ولاسهله ولاحرب بلا اخطاء بالذات فى جولات حروب العصابات الغير تقليديه والايادى الخفيه القويه التى تدعمها وتحرص على استمرارها ودعمها ومد حدودها التكتيكيه لنوال اهداف سياسيه فى النهايه من هذه الحرب ولاسبيل الى التخلى تبقى سيناء ليست فقط هى حد الامن القومى المصرى العريق للدفاع عن الداخل فالمعركه فيها حتميه لدواعى الامن الداخلى كما علمنا التاريخ عبر سائر مراحله اعنى ان الانتصار فيها هو انتصار الداخل المصرى امنه واستقراره وضمان عدم تدهوره مهما كانت الاثمان باهظه فهى ضروره وجوديه لمصر ذاتها لانخوضها ترفا ولابطرا ولااشرا ..
صمودنا فيها هو صمود للكيان المصرى كله لالجزء محدود منه ممكن ان نغض الطرف عنه ..انتصار الارهاب هناك معناه انتصاره هنا فى القلب وهو من اخطر مايكون ستكون قوة الدفع ساعتها كبيره وستندفع موجاته وتتلاحق نحو اهداف جديده لتلتهم سائر الانحاء المصريه لذلك لاسبيل الى التراجع ولاسبيل لنا الا النصر مهما تعاظمت التضحيات ..يبقى ان نقول ان فى مثل تلك الحروب الغير تقليديه الوجوديه ينبغى ان نفهم انها ليست حرب الجيش وحده بل هى بالتأكيد حرب الشعب كله ..
الحواضن الشعبيه فى سيناء ينبغى العمل الجاد عليها لابد ان يتشارك المجتمع المحلى حياة او موت فى المعركه ورسم السياسات السينائيه يدا بيد مع الدوله كلها هذا ليس ترفا بل ضروره اهملناها وهذا ايضا يتضمن الداخل المصرى كله لاتنفع سياسات فوقيه من النخبه الحاكمه لمواجهة اوضاع استثنائيه بل لابد من المشاركه المجتمعيه الاوسع والاعمق لابد ان يضع صانع القرار فى اعتباره ان كسب الشعب الى صفه فى لحظات المواجهات الخطيره هو العامل الحاسم فى الانتصار ليس بشكل دعائى وتوجيه معنوى فهذا لن يجدى شيئا ومفعوله مؤقت ونتائجه زائفه بل لابد من سياسات منحازه للناس للشعب الذى يضحى فى هذه المعارك بأغلى اولاده وهم عماد الجيش والشرطه ..
تلك هى المسأله الابرز اهميه الان لكى ننتصر لابد ان ننجز وحده شعبيه حقيقيه اثبتها الشعب المصرى منذ البدايه حتى الان بوعى مصرى تاريخى راق منقطع النظير لكن ينبغى ان يثبت صانع القرار والنخبه الحاكمه يااخى على الاقل فى لحظات المواجهات الحاسمه انهم فى صف الجماهير فى كافة القرارات الاقتصاديه الصعبه لاتلاعب برغيف العيش والتموين وترك الناس فريسه لقوى السوق المتوحشه تغتال امانهم واستقرارهم المعيشى ولقمة عيشهم لان من صفوف هؤلاء الناس هؤلاء الجنود الذين يموتون دفاعا عن الوطن ..اعتقد ان ثمة تقصيرا كبيرا وغيابا للرؤيه فيما يخص السياسات الاقتصاديه التى كان يستلزم ان تكون سياسات حرب لاترف فيها حرب وجود يدفع فيها الناس الاثمان الباهظه فلا تجعلوا الشعب يدفع الثمن مرتين ..مره واحده كافيه جدا اذا كانوا يفقهون