تأتي زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى في إطار ماتشهده العلاقات المصرية الألمانية من زخم متنامي في مختلف المجالات بما يجعل ألمانيا من اهم شركاء مصر بالاتحاد الأوروبي. وتعتبر زيارة ميركل الأولى لها بعد ثورتين 25 يناير و30 يونيه وردًا على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لالمانيا العام الماضي وتوجيه الدعوة لها لزيارة مصر في اقرب فرصة.
واشار السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة إن الرئيس السيسي يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع ميركل تتطرق الى العلاقات الاقتصادية المشتركة والأوضاع فى ليبيا ومكافحة الارهاب في المنطقة وفى افريقيا، فضلا عن الهجرة غير الشرعية. ومن المتوقع أن تلتقى ميركل بشيخ الازهر الدكتور احمد الطيب وكذلك بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ومن جانبها قالت المستشارة الالمانية ان مصر تعد محور الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة. وأضافت ميركل ان المانيا تطوق الى استقرار ليبيا وتعول على العمل مع مصر من أجل دعم الاستقرار هناك، مؤكدة ان مصر تقوم بدور محورى وأساسي في الأزمة الليبية “ونحن نؤيد مساعي مصر بشدة التى تلعب دورًا هاما أساسيا بالتنسيق مع تونس والجزائر فى هذا الشأن”. وألمحت ميركل الى كيفية عودة عمل المنظمات المدنية الألمانية والتى تقوم بدور هام كجسر تواصل بين البلدين.
وأوضح السفير رخا احمد حسن عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية إن زيارة ميركل لمصر جاءت بعد الاعداد لها عن طريق الزيارات المتبادلة بين الطرفين، فعلى المستوى المصرى قام بزيارة المانيا عدد من الوزراء ومنهم وزير الداخلية والخارجية والزراعة لدفع مسار العلاقات الثنائية وفتح مجالات للتعاون، كما زارت مصر وفود ألمانية اقتصادية عديدة لدعم الاقتصاد المصرى.
واضاف رخا “تأتى زيارة ميركل الى مصر لعدة اسباب اقتصادية وسياسية، وأهمها دعم البرنامج الاقتصادى الذى اتبعته مصر وتقدير الجانب الألمانى لمصر وتوضيح رغبتها في تقديم يد العون والمساعدة حتى لايتعرض اقتصاد مصر للانهيار كما حدث فى دول اخرى ومنها اليونان.”
مضيفا كما جاءت زيارة ميركل مواكبة لافتتاح المحطة الاولى لانتاج الكهرباء والذى انجز الألمان العمل فيها قى وقت لايتعدى ال14 شهرا بناء على رغبة الرئيس السيسي، وتعتبر طفرة كبيرة فى انتاج الطاقة الكهربائية فى مصر. وجارى العمل فى باقى المحطات تحت رعاية شركة “سيمنس” الألمانية.
كما كان لملف حقوق الانسان والحريات العامة فى مصر نصيب كبير فى المباحثات وخاصة قضية نزوح الأقباط من العريش وتعرضهم لأحداث ارهابية كبيرة.
ومن الناحية السياسية أشار رخا الى ان مصر تمثل عنصر الاستقرار فى المنطقة لدى الألمان، الى جانب ان المانيا تسعى أن تستعيد دورها وان تقوم بدور الدولة المؤثرة في الاتحاد الاوروبى خاصة بعد خروج بريطانيا منه، فكان لابد من هذه الزيارة والتى تعكس دلالات سياسية واقتصادية عديدة، الى جانب إن الألمان مقدرين الدور المحورى والذى تقوم به مصر تجاه أزمات المنطقة، خاصة الأزمة الليبية والسورية واستضافة مصر لاجتماعات الفرقاء الليبين والمعارضة السورية ودعم الحل السياسي للأزمة. وبالنسبة للأزمة اليمنية مصر أوضحت رؤيتها تجاهها وهى التوافق وفقا لمخرجات مؤتمر المصالحة الأخير.
وأضاف رخا إن الألمان متفقين مع موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية وهى حل الدولتين ويؤيدوا ذلك بقوة، مشيرًا ان ألمانيامن اكثر الدول التى تقدم مساعدات عينية للسلطة الفلسطينية في صمت سواء فى شكل مساعدات عسكرية او طبية مساهمة منها للمستشفيات الفلسطينية وللمواطنين الفلسطينيين. كما ناقشت ميركل قضية الهجرة وخاصة الغير شرعية والتى تشكل مصدرًا كبيرًا للقلق لدى الألمان باعتبار ان مصر مصدر ومعبر للهجرة غير الشرعية وللاجئين وتمثل عبئا كبيرًا على دول الاتحاد بما فيها ألمانيا، خاصة ان مصر رفضت اقتراح الجانب الألمانى باقامة معسكرات مخصصة للاجئين ويقوم الاتحاد بتحمل كافة المصاريف لوجودهم. ويأتي رفض مصر خوفا من النتائج السلبية من وجود هؤلاء اللاجئين على أراضيها فكان لابد من المباحثات للبحث على سبل علاج اخرى للقضية ترضى الطرفان وتساعد على إنهاء هذه الأزمة.