حالة من الجدل والتشكيك اطلقها البعض حول قصة خروج شعب بني اسرائيل من مصر في العهد القديم وبالتالي تسببت هذه الحالة لكثرة الاقاويل دون دليل واضح لذا اقامت كلية اللاهوت الانجيلية بالعباسية ندوة تكلم فيها عالم الحفريات الدكتور جيمس هوفماير استاذ دراسات العهد القديم وحضارات الشرق الأدنى القديم للرد بالادلة على هذه الشائعات واثبات مصداقية الكتاب المقدس .
في البداية قال الدكتور جيمس ان هناك اشخاص بالعالم الاكاديمى ومنهم الكثير يؤكدون ان بنى اسرائيل لم يأتون إلى مصر وان الخروج لم يحدث ولايوجد اى شئ فى التاريخ يدل على الخروج والرحلة فى البرية وهذا ما ذكره الدكتور زاهى حواس عالم الاثار فى مجلة نيويورك تايمز منذ عدة سنوات حيث قال: ” باعتبارنا علماء اثار يجب ان نقول ان قصص ابراهيم ويوسف وموسى لم تحدث قط لانه لايوجد دليل تاريخى عليها ” وهذا الرأى لايخصه وحده ولكن يوجد عدد كبير من العلماء يؤيدون هذا وخصوصا فى الوسط الامريكى …من اجل ذلك نطرح سؤال مهم ..هل هناك ادلة اثرية على ذهاب العبرانيين إلى مصر؟ :اصارحكم اننى لم اجد اى نقش يقول ان موسى مكث هنا وهذا يأخذنا إلى ان كلام زاهى حواس صحيح كما لايوجد ايضا دليل من الاثار على وجود العبرانيين فى مصر لكننا نجد ادلة كثيرة على وجود مصر فى الكتاب العبرى ولو صح الكلام فأن قصة الخروج كتبت فى القرن السادس او السابع قبل الميلاد وبذلك تسفر كل الادلة على وجود مصر فى العهد القديم ومن هذه الادلة اركزعلى الطريقة التى اثرت بها الديانة والحضارة المصرية القديمة على الحضارة والدين فى اسرائيل.
وأكد جيمس ان بحثه الشخصى اوضح ان هناك عناصر مصرية كثيرة جدا موجودة فى الكتاب المقدس العبرى على سبيل المثال هناك اية يقول فيها الرب بما معناه انه لايريد ان شعبه يسلك مسلك شعب مصر ومعنى ان يصدر الرب الاله امر كهذا انه عندما خرجوا من مصر خرجوا ومعهم بعض التأثيرات من مصر وهذا دليل على وجود شعب بني اسرائيل في مصر وان قصة الخروج صحيحة، ايضا هناك امور احتفظ بها بني اسرائيل من الحضارة المصرية منها بعض الامور والصور المسيئة والتى تم رفضها بالكامل في ذلك العصر ،مثل قضية العجل الذهبى فى” خروج 32 ” ، وعلى النقيد نجد بعض الايقونات او الاساليب الفنية وخصوصا العناصرالمعمارية المصرية التي تم دمجها واستخدامها فى بناء خيمة الاجتماع واثرت فيما بعد فى تاريخ بنى اسرائيل واعتبرها بنى اسرائيل امور محايدة
واوضح الدكتور جيمس هوفماير قصده بتأثر شعب بني اسرائيل بالمصريين عن طريق بعض الاسماء العبرية القديمة والموجودة بالتوراة ويرجع اصل هذه الاسماء للحضارة المصرية القديمة
مثل “مريم – فنحاس – موسى – هارون – فوطيئيل فشحور ” كل هذه الاسماء اسماء اناس من سبط لاوى بعضهم من الكهنة وهى كلها اسماء مصرية فكيف نفسر تسمية رجال الدين الكبار والعظماء من شعب بني اسرائيل بهذه الاسماء المصرية إلا وانهم فعلا خرجوا من مصر
و المثير إلى الانتباه ان اسم حورس كان مشهور فى مصر وبالتحديد في الوجه البحرى وفى الدلتا خصوصا و فى الشرقية وبحسب الكتاب المقدس العبرانيين كانوا يقيمون فى ارض جاسان فمنطقى ان يقيم العبرانيين فى هذه المنطقة التى اشتهر بها هذا الاله ” حورس” و اسم الاله” حورس” او مشتقاته كان موجود فى العصر المسيحى مثل اسم عالم الكنيسة اوريجانوس وهذه الاسماء تدل على ان هولاء الاشخاص عندما ولدوا كانوا مقيمين فى مصر ،ولذلك قاموا بتسمية اولادهم باسماء مصرية
واكمل جيمس :فى مصر القديمة الاسبوع لم يكن سبعة ايام بل كان عشرة ايام ولم يكن فيه عطلة نهاية الاسبوع ولم يكن اسمه اسبوع بل كان الشهر ثلاث دورات كل دورة عشرة ايام ومجموعهم يكونوا الشهر ايضا كان هناك امر شيق جدا ان يكون اول وصية اوصاها الله لهم عند خروجهم من مصر هو حفظ السبت “خروج 16” كان ذلك قبل اعطائهم لوحى الشريعة ووصلهم لجبل سيناء
واكمل جيمس قائلاً : والد زوجة يوسف الصديق كان اسمه فوطي فارع وهو مصري ،ايضا الكتان فى خيمة الاجتماع هو نبات مصرى حيث ذكر الكتان فى التكوين والخروج بالارتباط مع خيمة الاجتماع (خروج 1:26, 36,31)فهناك ادوات وخامات تم استخدامها فى خيمة الاجتماع اهمها الكتان وفى العبرية كان للكتان اسمان ففى الخروج كان يسمى شيت وهى كلمة مصرية ولانجد هذه الكلمة مستعملة إلافى سفر الخروج والتكوين وكان ايضا يوسف الصديق عايش فى مصر وذكر انه كان يلبس لباس من الكتان وذكر ايضا فى كتابات عبرية اخرى خارج التوراة باسم بوص وطبعا هذا ليس صدفة ان يكون فى سفرى الخروج والتكوين فى الوقت الذى به العبرانيين فى مصر فهذا سرد تاريخى حقيقى ، كذلك وجه الشبه الكبير بين صدرية الكاهن الذى يدخل خيمة الاجتماع وصدرية توت عنخ امون فقد جاء فى “خروج 28:15-21 ” عن الصدرية انها كانت مزينة ومطعمة بالاحجار الكريمة والذهب ” ، كذلك توجد اوجه للشبه كثيرة فى عادات وملابس وادوات كانت عند المصريين القدماء تمت محكاتها عند شعب بني اسرائيل مما يرجح وبقوة وجود هم فى مصر قبل خروجهم ويؤكد الخروج كما في الكتاب المقدس .
اختتم الدكتور الدكتور جيمس هوفمايركلامه قائلا : انا شخصيا اصدق على كل ما جاء فى الكتاب المقدس فاذا قال الكتاب المقدس ان فى مصر عاش الاثنى عشر سبطا فأنا أؤمن بذلك ما لم يكون هناك دليل عكس ذلك .