من عباقرة الزمان، الذين ساهمو فى خدمة الانسان فى كل مكان: العالم الجليل الالمانى الامريكى البرت اينشتاين AlbertEinstein (1879- 1955)، صاحب نظرية النسبية، والأشعة الضوئية المنحنية، وان الأرض إسطوانية الشكل وليست كروية، وان الخطوط المتوازنة تتلاقى فى النهاية. كانت القنبلة الذرية أبرز التطبيقات العملية لنظرياته ومعادلاته.
لم يكن البرت اينشتاين مجرد عالم عبقرى موهوب، بل كان انسانا محبا للبشر، عاشقا للموسيقى، يمشى دائما وبصحبته عشيقته.. آلة الكمان، كان يطير من الفرح ويحلق فى السماء وهو يستمع الى عزف والدته على البيانو.. هكذا كان اينشتاين عالما فنانا انسانا رقيقا حساسا محبا لكل البشر .
احب القراءة منذ طفولته، فقرأ.. ديكارت.. سبينورا، أمرسون، شوبنهاور وغيرهم. ولانه عالم وفنان وفيلسوف، كان كثيرا ما يجلس وحده، مع نفسه، يستغرق فى تاملاته، ثم يتساءل: لماذا نعيش؟ وهو السؤال التقليدى عند كل الفلاسفة.
ويجيب اينشتاين على السؤال قائلا:
ان وضعنا على الأرض غريبا، فكل منا ياتى الى هذه الدنيا رغم انفه وبغير دعوة من احد لفترة وجيزة من الزمن، دون ان يعرف سببا لمجيئه الى الحياة او يعرف وجهة يسير نحوها. وفى حياتنا اليومية نشعر فقط ان الإنسان يعيش فى هذه الدنيا من أجل الإخرين، ومن أجل من يحبهم،ومن أجل كائنات اخرى كثيرة ترتبط مصائرها بمصيرنا.
لذلك اشعر بحب جارف للعدل الاجتماعى، وكثيرا ما دفعنى هذا الحب الى الإصطدام ببعض الناس، ومع هذا فانى احمل دائما احتراما فائقا لكل انسان، واكره العنف والاقتتال كراهية عمياء، وادعو دائما للسلام..).
كان اختراع القنبلة الذرية احد نتائج التطبيقات العملية لنظرية اينشتاين(النسبية) ومن هنا كان يشعر بندم وخوف وقلق على مستقبل الانسانية، فهو انسان فنان حساس قبل ان يكون عالما عبقريا، كان خوفه من ان تستخدم القنبلة فى الحرب لانه يعلم الدمار الذى يمكن ان تحدثه، وعندما علم بان نظام(هتلر) يمكن ان يصنع هذه القنبلة زاد خوفه على الانسانية، وكتب خطابا للرئيس الامريكى، روزفلت، يحذره من الداهية هتلر، لكن كان نتيجة الخطاب- للاسف- ان صنعت امريكا القنبلة الذرية واسقطتها فوق( هيروشيما ونجازاكى) فى اليابان، وأنهت الحرب العالمية الثانية عام 1945.
كان اينشتاين يكره التعصب والحرب والدمار وهتلر فكتب كتابا عام 1934 تحت عنوان:
كيف ارى العالم؟ قال فيه:
لقد اهدتنا الاجيال السابقة علما وصناعة فائقى التقدم، وهما هدية قيمة تتيح لنا ان نجعل حياتنا حرة جميلة الى حد لم يبلغه احد قبلنا، لكن هذه الهدية تحمل فى ثناياها ايضا اخطارا تهدد كياننا اكبر من اى اخطار هددت هذا الوجود من قبل، ان مصير البشرية المتمدينة يتوقف الان على الطاقة الاخلاقية التى فى مقدورنا ان نؤديها، ان اساليب الحرب الميكانيكية قد تقدمت بشكل يجعل الحياة فظيعة لا تطاق مالم يكتشف البشر سريعا وسيلة ناجحة لمنع الحرب، الحرب ليست لعبة من العاب التسلية يتقيد فيها اللاعبون بالقواعد والاصول فعندما يتحول الأمر لمسألة حياة او موت تسقط القواعد او الالتزامات.. ان علينا نحن العلماء الذين ادى بهم قدرهم المأساوى الى المساهمة فى جعل وسائل التدمير اكثر شناعة، ان نعتبر واجبنا المقدس ان نفعل كل مافى وسعنا من اجل منع استخدام هذه الاسلحة.
فى اليابان قال للاطفال: دعونا نامل ان يتمكن جيلكم من ان يجعل جيلنا يخجل مما فعل.
بحث اينشتاين مع الفيلسوف الفرنسى: هنرى برجسون1859- 1941 اقامة وانشاء: جمهورية الذوق واللياقة الجديدة، لخلق الانسان المتحضر المحب المستنير الذى يسعى الى سلام العالم والابتعاد عن الحرب وعدم التعصب، واحترام الانسان مهما اختلف معه الاخر فى اللون والجنس والدين واللغة، كما كان يدافع عن العمال وضرورة ان يكون هناك حد ادنى للأجور، وحد اقصى للثروات الفردية، ومنح المسنين معاشا مناسبا يعلى من كرامتهم.
هكذا كان اينشتاين عالما انسانا مفكرا محبا لكل البشر.
ما احوج عالمنا الان للعالم العبقرى: اينشتاين وامثاله لينقذه من الدمار والهلاك.