قال الدكتور محمد معيط نائب وزير المالية لشئون الخزانة إن فريق العمل المعني بإعداد قانون النظام الجديد للتأمين الصحي الشامل يعمل على اعداد مشروع اللائحة التنفيذية للقانون وآليات العمل بالمرحلة الانتقالية التي ستسبق سريان القانون الجديد.
وحول ملامح النظام الجديد للتأمين الصحي قال معيط انه يستهدف اصلاح نظام الرعاية الصحية المصري بالكامل وليس قطاع التامين الصحى فقط حيث سيتم تشكيل ثلاث هيئات جديدة وهي هيئة التامين الصحى الاجتماعى الشامل وهيئة الرعاية الصحية والثالثة هيئة للاعتماد والرقابة الصحية بخلاف الدور التنظيمي لوزارة الصحة والسكان، وذلك بهدف ايجاد منظومة جديدة اكثر فاعلية وجودة فى تقديم خدمات الرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع المصرى بما يحقق التكافل الاجتماعى بين افراده مع تحقيق الملاءة المالية للنظام بعيداً عن قدرة الخزانة العامة ليصبح النظام تدريجيا معتمدا علي ذاته، وفي المقابل تتحمل الخزانة العامة اشتراكات ومساهمات غير القادرين.
وأشار معيط الى أن الحكومة تستهدف أيضًا تطبيق النظام الجديد تدريجيًا علي المستوى الجغرافي والزمني باعتباره من أهم مبادئ تطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل في جميع دول العالم والذي يتيح الفرص لرفع كفاءة الخدمات الصحية وضمان بناء القدرة اللازمة لاستيعاب جميع المواطنين ويتيح الفرصة لجمع بيانات التشغيل وتحليلها واختبار مدى كفاءة النظام.
وقال إن النظام الجديد للرعاية الصحية سيقدم حزمة من الخدمات الصحية المحددة على أن يطبق على جميع أفراد المجتمع بشكل إلزامي وتكافلي ويغطي جميع أفراد الاسرة مع فصل التمويل عن تقديم الخدمة.
وبالنسبة لآليات تمويل النظام الجديد أوضح إن مشروع القانون يتضمن عددًا من الاليات التمويلية وهي اشتراكات المؤمن عليهم من أصحاب الأعمال والعاملين لديهم وايضا اشتراكات يتحملها رب الأسرة عن افراد اسرته بجانب تحمل الخزانة العامة للدولة لاشتراكات غير القادرين بالإضافة إلى المساهمات المحدودة عند تلقى الخدمة وضريبة السجائر.
أيضًا سيعتمد النظام في التمويل على عائد استثمار أموال الهيئات الثلاثة التي يتكون منها النظام بجانب مقابل الخدمات الأخرى التي تقدمها هذه الهيئات بخلاف الهبات والمنح والإعانات والتبرعات والوصايا وأموال الزكاة والقروض والمنح الخارجية والداخلية، كما تم تخصيص جزء من حصيلة ضريبة القيمة المضافة علي السجائر. (50 قرشا من قيمة كل علبة سجائر) إلى جانب عدد من الاليات التمويلية الأخرى التي تستهدف ضمان الاستدامة المالية للنظام.
من جانبه أشار الدكتور محسن جورج نائب رئيس الهيئة العامة للتامين الصحي بان زيارة فريق اعداد مشروع القانون إلى فرنسا – يضم ممثلين لوزارتي الصحة والمالية والتأمين الصحي- كانت ايجابية للغاية حيث تم التعرف علي آلية العمل والتنفيذ بهيئة التامين الصحي بفرنسا والتي تقدم خدمات لنحو 90% من المواطنين بفرنسا (في القطاع الحكومي والخارجي) اما نسبة الـ 10% الباقية فهي تضم اصحاب الاعمال والفلاحين .
واوضح إن اهم توصيات الزيارة هو التعرف علي آليات نجاح التامين الصحي في فرنسا مثل ضرورة فصل التمويل عن تقديم الخدمة وهذا مدرج بنظام التامين الصحي الاجتماعي المقترح حاليا فى مصر وايضا شمول التامين الصحي كل أفراد الاسرة وليس رب الأسرة فقط وهذا ايضا تم مراعاته بالقانون الجديد المقترح وكذلك أهمية اعداد قاعدة معلومات متكاملة للبيانات المطلوبة عن المؤمن عليهم واستخراج كارت ذكي للتعرف على المنتفع عند تلقي الخدمة وايضا ضرورة إنشاء ادارة للمطالبات ( الفواتير) مع ضرورة ضمان تحصيل الاشتركات الخاصة بالتامين الصحي بالإضافة الي ضرورة وضع ” كود” لجميع الخدمات المقدمة.
واضاف نائب رئيس هيئة التامين الصحي ان النظام الفرنسي ايضا يتضمن هيئة عليا للصحة مهمتها تحديد اقتصاديات نظام الرعاية الصحية وتحديد الخدمات التي يشملها التامين الصحي والمستلزمات الطبية والادوية وكذلك شروط سداد النظام للفواتير الطبية.
وأشار إلى أنه من بين الاّليات التي يتمتع بها التأمين الصحي في فرنسا دمج القطاع الخاص في النظام التأمين الصحي سواء عيادات أو مستشفيات أو مراكز علاجية أو شركات تأمين صحي .
وقال انه سيتم مراعاة ظروف وطبيعة المجتمع المصري وملائمة ما يمكن تطبيقه من اّليات النظام الفرنسى عند تطبيق النظام الجديد المقترح في مصر .
من جانبها اشارت الدكتورة وجيدة عبد الرحمن مستشار وزير الصحة لتطوير النظام الصحي وعضو لجنه اعداد القانون الي ان استحداث ثلاث هيئات جديدة بنظام الرعاية الصحية أمر ايجابي حيث ان الهيئة العامة للتامين الصحي الاجتماعي الشامل سيرتكز دورها علي تمويل الخدمة اما هيئة الرعاية الصحية ستقوم بالتنسيق بين الجهات المقدمة للخدمة وضمها للنظام الجديد وكذلك التعاون مع الجهات الاخري مثل المستشفيات الجامعية والقطاع الخاص اما الهيئة الثالثة فان مهمتها الاعتماد والرقابة الصحية.
واوضحت ان وزارة الصحة ستكون مسئولة عالحوكمه من حيث العلاقة بين الجهات المختلفة بجانب مسئوليتها عن الصحة العامة ومكافحة الاوبئة وخدمات الإسعاف اي ستعني الوزارة بالأمور القومية
وقالت ان النظام سيطبق تدريجيا من خلال البدء ببعض المحافظات التي بها امكانيات تسمح بالتنفيذ علي ان تقوم المحافظات الاخري بإعداد نفسها وتجهيز مستشفياتها والإجراءات المساندة لتطبيق النظام وأكدت ضرورة تعاون جميع الوزارات والتنسيق بينها لارساء هذه المنظومة التي ستعود علي المواطنين وعلى الدولة.